الشرق
تتجه حكومة المغرب لاعتماد إعفاء ضريبي لعمليات استيراد حوالي 885 ألف رأس من الماشية، في محاولة لكبح ارتفاع أسعار اللحوم، بعدما تقلصت قطعان المواشي محلياً بسبب توالي سنوات الجفاف على البلاد، وارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الدولية.
يتعلق الأمر بإعفاء مقترح من قِبل الحكومة بمشروع موازنة 2025 قيد المناقشة في البرلمان، وهدفه ضمان الإمدادات للسوق بالمنتجات الغذائية،بموازاة دعم المزارعين لإعادة تشكيل القطعان.
يأتي القرار بعدما ارتفعت أسعار اللحوم في المملكة لتتجاوز 100 درهم (10 دولارات) للكيلوغرام، مقابل 70 درهماً في المتوسط سابقاً.
فوزي لقجع، وزير الميزانية، اعتبر خلال مناقشة مضامين مشروع الموازنة أمام المشرعين مساء السبت أن "هذه التدابير ستسهم في خفض العبء الضريبي ودعم القدرة الشرائية للمواطنين من خلال خفض الأسعار".
كلفة الإنتاج والقدرة الشرائية
بموجب المقترح الحكومي، يشمل الإعفاء رسم الاستيراد وضريبة القيمة المضافة، بشكل مؤقت في العام المقبل، على استيراد 150 ألف رأس من العجول، و700 ألف رأس من الأغنام، و20 ألف رأس من الماعز، و15 ألف رأس من الجمال. ومن أجل إعادة تشكيل القطعان، سيتم استيراد 20 ألف رأس من الأبقار.
"من شأن الإجراءات المقترحة من قِبل الحكومة أن تخفض الأسعار بتحقيقها التوازن بين كلفة الإنتاج والقدرة الشرائية للمستهلكين"، بحسب رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية الفلاحة والتنمية القروية "كومادير"، وهو بمثابة اتحاد المزارعين في البلاد، لـ"الشرق".
كما سيشمل قرار الإعفاء استيراد حوالي 40 ألف طن من اللحوم الحمراء من بلدان أوروبية بشكل أساسي.
إثر توالي سنوات من الجفاف على صغار ملاك الأراضي ومربي الماشية الذين يمثلون الأغلبية في القطاع الزراعي الذي يسهم بنسبة 14% من الناتج المحلي، ارتفعت وتيرة فقدان الوظائف الزراعية، ما رفع معدل البطالة في البلاد إلى 13% عام 2023.
الأرز وزيت الزيتون
رئيس "كومادير" أوضح أنه سيتم توجيه رؤوس الماشية التي سيتم استيرادها إلى المسالخ للتحكم بشكل مباشر في أسعار اللحوم، متوقعاً أن تسجل الأسعار انخفاضاً في غضون ثلاثة أسابيع فقط من بدء تطبيق الإعفاء الضريبي.
يُقدّر متوسط الاستهلاك السنوي للأسر المغربية من اللحوم (اللحوم الحمراء والبيضاء) بـ141 كيلوغراماً، منها 55.8 كيلوغراماً من اللحوم الحمراء، فيما يناهز متوسط استهلاك الفرد في السنة نحو 17 كيلوغراماً، بحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط، جهاز الإحصاء الحكومي.
إضافة إلى اللحوم، يشمل الإعفاء الضريبي المقترح الأرز الأسمر المستورد من قبل المصنّعين لحدود 55 ألف طن، وزيت الزيتون البكر والبكر الممتاز لحدود 20 ألف طن، وهي منتجات واسعة الاستهلاك من طرف المغاربة.
كان العام الماضي الأكثر جفافاً على الإطلاق منذ ثمانية عقود، والخامس على التوالي، وهي أطول فترة جفاف متواصلة في التاريخ المعاصر للمغرب، بحسب تقرير حديث للمديرية العامة للأرصاد الجوية الحكومية. وحظي القطاع الزراعي بدعم مستمر من قِبل الدولة خلال السنوات الماضية لمواجهة الظروف المناخية القاسية.