بلومبرغ
يُرجح أن يكون الاقتصاد الصيني قد نما بأضعف وتيرة له منذ ستة أرباع، مما دفع بكين إلى إطلاق مجموعة من إجراءات التحفيز في أواخر سبتمبر لوضع حد لهذا التباطؤ.
من المقرر أن تظهر البيانات يوم الجمعة أن الاقتصاد نما بنسبة 4.5% في الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للاقتصاديين الذين تم استطلاع آرائهم من قبل "بلومبرغ".
سيكون هذا هو النمو الأقل منذ مارس 2023، على الرغم من أنه من المفترض أن يظل خلال الأشهر التسعة الأولى عند 4.9%، بما يتماشى مع الهدف السنوي لبكين البالغ حوالي 5%.
تسلط الأرقام الضوء على ضعف ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قبل أن يكشف صانعو السياسات عن إجراءات تشمل خفض أسعار الفائدة وزيادة الدعم لأسواق العقارات والأسهم منذ أواخر سبتمبر. وأدت هذه الإجراءات إلى انتعاش تاريخي في سوق الأسهم، مما دفع بنوكاً مثل مجموعة "غولدمان ساكس" إلى تحديث توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني.
ومع ذلك، بعد سلسلة من المؤتمرات الصحفية هذا الشهر التي لم يقدم فيها صانعو السياسات أي تفاصيل حول خطط إنفاق جديدة، تتزايد المخاوف الآن من أن جهود التحفيز التي تبذلها بكين لن تكون كافية لإحياء النمو. يُعد الحدث الرئيسي التالي هو مؤتمر صحفي لوزير الإسكان المقرر يوم الخميس.
اجتماع مهم
كما يراقب المستثمرون اجتماع الهيئة التشريعية العليا في الصين -اللجنة الدائمة لمؤتمر الشعب الوطني- في وقت لاحق من هذا الشهر أو أوائل نوفمبر، حيث سيتطلب إقرار أي ميزانية إضافية أو حصة من السندات موافقتها.
مع تزايد تباطؤ الاقتصاد في الصين، تتضح "الحاجة إلى تحرك صانعي السياسات بسرعة لتنفيذ حزمة التحفيز القوية التي تم الإعلان عنها قرب نهاية الشهر الماضي"، وفقاً لتصريح تشانغ شو، كبير اقتصاديي آسيا في "بلومبرغ".
من المتوقع أن يُصدر المكتب الوطني للإحصاء بيانات الاقتصاد لشهر سبتمبر والربع الثالث يوم الجمعة في الساعة 10 صباحاً بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع أن تظل المؤشرات الرئيسية ضعيفة أو لم تتغير كثيراً عن الشهر السابق.
إليك ما يمكن توقعه:
- من المتوقع أن يرتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 4.6% في سبتمبر مقارنة بالعام السابق، من دون تغيير كبير عن أغسطس.
- قد ترتفع مبيعات التجزئة بنسبة 2.5% عن العام الماضي، مسجلة تسارعاً عن نسبة 2.1% في الشهر السابق.
- من المحتمل أن يتباطأ الاستثمار في الأصول الثابتة أكثر ليصل إلى 3.3% في الأشهر التسعة الأولى، مقارنة بزيادة 3.4% في الفترة من يناير حتى أغسطس.
- من المرجح أن يتراجع الاستثمار في القطاع العقاري بنسبة 10% في الأشهر التسعة الأولى، في تحسن طفيف عن الانخفاض بنسبة 10.2% في الأشهر الثمانية الأولى.
- من المتوقع أن تظل نسبة البطالة في المدن التي تم مسحها عند 5.3% في سبتمبر، من دون تغيير عن الشهر السابق.
كانت البيانات الصادرة لشهر سبتمبر حتى الآن قاتمة. وتباطأت الصادرات بشكل حاد، مما حد من انتعاش التجارة الذي كان بمثابة نقطة مضيئة للاقتصاد. واستمرت الضغوط الانكماشية في التراكم، مع تراجع أسعار المستهلكين بشكل غير متوقع، واستمرار انخفاض الأسعار تسليم المصنع.
محاولة إنعاش الاقتصاد
لكن لا يوجد ما يشير إلى أن السلطات تشعر بأي حاجة ملحة لزيادة الاستهلاك، وهو ما يرى العديد من الاقتصاديين أنه ضروري لإنعاش الاقتصاد ووضعه على مسار نمو أكثر إيجابية.
وفي إحاطة إعلامية لوزارة المالية تمت مراقبتها عن كثب يوم السبت، عرض المسؤولون تعزيزاً مباشراً محدوداً للاستهلاك، ولم يقدموا مساعدات واسعة النطاق، وهو أمر قاومته بكين منذ فترة طويلة بسبب المخاوف بشأن ما تسميه "الرفاهية".
قال تشانغ شو وإريك زو، الاقتصاديان في "بلومبرغ إيكونوميكس": "من المرجح أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثالث وبيانات النشاط لشهر سبتمبر تعمق التباطؤ، مما يبرز الحاجة إلى أن يتحرك صناع السياسة بسرعة لتنفيذ حزمة التحفيز القوية التي تم الإعلان عنها في نهاية الشهر الماضي".
كانت سوق الأسهم في حالة من التقلبات الشديدة، حيث قفز مؤشر "سي إس آي 300" القياسي إلى أعلى مستوى له منذ يوليو 2022 في أوائل أكتوبر، قبل أن ينخفض بنحو 10% منذ ذلك الحين.
ومع تأخر بكين في تقديم تفاصيل خطة الإنفاق المالي، تتزايد الشكوك حول استعداد السلطات لنشر المزيد من القوة الاقتصادية لتحسين الاقتصاد والأسواق.
"من غير المحتمل أن تكون هناك حزمة كبيرة تركز على الاستهلاك تهدف إلى دفع انتعاش حاسم"، حسبما كتب اقتصاديون في "مورغان ستانلي"، بما في ذلك روبن شين، في مذكرة بتاريخ 13 أكتوبر.
وقال الاقتصاديون: "بينما تتقدم بكين في إعادة هيكلة الديون وإعادة إشعال ثقة القطاع الخاص، من المتوقع أن يكون الانتعاش وإعادة التوازن مع تحفيز الاستهلاك بطيئاً ومليئاً بالعقبات".