أول تصنيف للاستثمارات الخضراء من الاتحاد الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 5
مزرعة لطاقة الرياح في مدينة ماينز الألمانية - المصدر: بلومبرغ
مزرعة لطاقة الرياح في مدينة ماينز الألمانية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يستعدُّ الاتحاد الأوروبي للموافقة على المعايير التي تحدد الاستثمارات الخضراء، في خطوة استباقية قد تضع معياراً ثابتاً لبقية العالم عندما يتعلَّق الأمر بتصنيف هذا النوع من الاستثمارات.

المخاطر كبيرة

ويسعى الاتحاد الأوروبي لجمع ما يصل إلى 250 مليار يورو (أي ما يعادل 301 مليار دولار) من خلال إصدار أولى سنداته الخضراء. ومن المرجَّح أن يتبع التمويل الخاص التوجه نحو الصناعات المعتمدة، التي تساعد الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى هدفه المتمثِّل في القضاء على الانبعاثات.

وتوصَّل المشرِّعون في الاتحاد الأوروبي وحكومات الكتلة الأوروبية صباح الأربعاء، إلى اتفاق مبدئي لجعل هدف الحياد المناخي ملزماً بشكل قانوني، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات بنسبة 50% على الأقل من مستويات 1990، وذلك بحلول عام 2030.

ويعدُّ تشكيل هذا التصنيف ساحة للمعارك السياسية لدول الكتلة، إذ تضغط الدول الأعضاء لحماية مصالحها الخاصة. مما يكشف مدى صعوبة جعل الاقتصادات والأسواق صديقة للبيئة. وسوف ينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كان الغاز الطبيعي والطاقة النووية قد أصبحا خارج حدود التصنيف الخاص بالاستثمارات المستدامة، إلا أنَّ تحريج الغابات والطاقة الحيوية لا تزالان ضمنه، في حين ستواجه الشركات متطلَّبات للإفصاح عن استدامتها.

كما أنَّ أيَّ إخلال للقواعد يخاطر بإلحاق الضرر بقيادة الاتحاد الأوروبي لقضايا المناخ، في الوقت الذي يدقق فيه المستثمرون فيما إذا كانت الأصول الخضراء الجيدة ترقى إلى المستوى المطلوب أم لا.

وتقول مايا غودمير، المحللة في "بلومبرغ NEF": "إذا كنت تريد تصنيفاً قائماً على العلم، فأنت بحاجة إلى الحفاظ على مستوى مرتفع. لكنَّ التغييرات نتيجة الضغط تدفع بعيداً عن ذلك الهدف". مضيفةً أنَّ الهدف هو توجيه الاستثمارات إلى حيث نحتاج بحلول عام 2050، متابعة أنَّ الجميع ينتظر هذا التصنيف، فمع أنَّ كلاً من الصين، وسنغافورة، والمملكة المتحدة أعلنوا عن تصنيفاتهم الخاصة، ولكنَّهم مع ذلك يتطلَّعون إلى الاتحاد الأوروبي كنموذج.

أسبوع مهم للاستثمارات الخضراء

وقد تلاشى الارتفاع في الأسهم المتجددة في المنطقة هذا العام، وهناك مخاوف بشأن الأهداف السلسة التي حدَّدتها الشركات التي تصدِّر سندات مرتبطة بالاستدامة. فقد ارتفعت السوق العالمية للديون الخضراء إلى أكثر من تريليون دولار، ومع ذلك هناك خليط من القواعد للإنفاق على المشاريع.

ويأمل المستثمرون أن يجلب تصنيف الاتحاد الأوروبي مزيداً من الوضوح على الأقل، وربما يقود إلى نهج عالمي أكثر ترابطاً. ومن المتوقَّع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أهداف طموحة للانبعاثات قبل استضافة قمة تغيير المناخ مع قادة العالم يوم الخميس.

ويقول لويس غرانت، مدير محفظة الأسهم العالمية في "فيديراتيد هيرميس": "هذا أسبوع مهم للاستثمار الأخضر، وستدعم هذه التطورات المستثمرين في اختيار الاستثمارات المستدامة، على الرغم من أنَّ المشكلة تكمن في التفاصيل دائماً".

ويبدو أنَّ التصنيف سيسمح لمنتجي البطاريات القابلة لإعادة الشحن، ومعدَّات كفاءة الطاقة، والسيارات منخفضة الانبعاثات، بالإضافة إلى محطَّات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالحصول على علامة خضراء رسمية، وذلك وفقاً لمسوَّدة رسمية اطَّلعت عليها "بلومبرغ".

وفي حين أنَّ إدراجها لم يكن مفاجئاً، إلا أنَّ الأمر الأكثر إثارة للجدل كان حول الطاقة من الغاز والطاقة النووية والوقود الحيوي. ومن المتوقَّع ألا تنجح ضغوطات اللحظات الأخيرة لعكس ذلك، من قِبل سياسيين ومؤيدين الغاز من ألمانيا، وبولندا، ودول أعضاء أخرى، تحاول تقليل اعتمادها على الفحم. وقد يتمُّ تعويض ذلك في إطار لاحق من القواعد للتعامل مع الطاقات المساعدة في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وذلك على الرغم من استمرار قلق المستثمرين.

ضغوط سياسية

ويقول رونالد فان ستينويغين، مدير الأصول في "ديغروف بيتاكرام لإدارة الأصول"، إنَّه سيكون متردداً في شراء سندات الاتحاد الأوروبي الخضراء في حال كانت هناك إمكانية لإدراج الغاز الطبيعي ضمن الاستثمارات الخضراء في وقت لاحق. مضيفاً أنَّ ارتفاع نسبة الديون الخضراء لتمويل مشاريع الغاز سيكون أضعف من المعدَّلات والمعايير الحالية. كما أضاف رونالد، أنَّه من المفترض أن يتمَّ توضيح ذلك قبل إصدار السندات في السوق، خاصةً إذا زادت الضجة حول الموضوع.

ووفقاً لـسيباستيان غودينو، الخبير الاقتصادي في مكتب السياسة التابع للصندوق العالمي للحياة البرية في بروكسل، فإنَّ التصنيف الذي يتضمَّن الطاقة الناتجة عن حرق الأخشاب لأغراض صناعية. فإنَّه من غير المستبعد أن لا يستسلم للضغوط من دول الشمال الأوروبي، ويضعف القوانين الخاصة بالتصنيف لصناعات أخرى.

ويقول باس إيكهوت، العضو الهولندي في البرلمان الأوروبي، إنَّ المعايير التي تمَّ وضعها من الممكن أن تصبح أكثر تحديداً في المستقبل، لكن بالنسبة للغابات "فإنَّها معركة شاقة" على حدِّ تعبيره.

ويقول سيباستيان ماك، زميل في "مركز جاك ديلور"، وهو مؤسسة فكرية، ومقرُّها برلين: "كانت الفكرة هي إرساء ما يُسمى "بالمعيار الذهبي"، وكلما استغرق الأمر وقتاً أطول، زاد إخضاعه للأمور السياسية، وفي النهاية سنرى دائماً أنَّ الطموح يتضاءل".

تصنيفات

قصص قد تهمك

سندات أوروبية بتريليون دولار.. كيف ستؤثر على أسواق المال؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
الاتحاد الأوروبي أعلن عن خطة لاقتراض حوالي تريليون دولار عبر إصدار سندات من أجل دعم الاقتصادات المتضررة من تداعيات كورونا - المصدر: بلومبرغ
الاتحاد الأوروبي أعلن عن خطة لاقتراض حوالي تريليون دولار عبر إصدار سندات من أجل دعم الاقتصادات المتضررة من تداعيات كورونا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

من المقرَّر أن يتغيَّر مشهد الدخل الثابت مع تسارع جهود الاتحاد الأوروبي لاقتراض تريليون دولار عن طريق بيع السندات الخاصة به. وفي حين أنَّ الحديث عن إنشاء سوق لمنافسة سندات الخزانة الأمريكية مبالغ فيه، فإنَّ التدفق القادم للأوراق المالية سيوفِّر للمستثمرين بديلاً حقيقياً للسندات الألمانية كمعيارٍ للديون في المنطقة.

وسيصدر الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 200 مليار يورو (240 مليار دولار) من السندات كل عام حتى عام 2026 بموجب الخطط المفصَّلة، التي أعلنها الأسبوع الماضي، مع آجال استحقاق تصل إلى 30 عاماً.

ومن المقرَّر أن تكون عملية بيع الديون الأولى، التي تهدف إلى تمويل الإجراءات الطارئة للتخفيف من الانهيار الاقتصادي نتيجة الجائحة، جاهزة بحلول يوليو.

وفي هذا الصدد، من شأن احتمال زيادة العرض أن يقوِّض عادةً قيمة الأوراق المالية الحالية. ولكن منذ أن تمَّت مناقشة انفجار الديون لأوَّل مرة في يوليو، تقلَّصت علاوات العائد المتاحة على سندات الاتحاد الأوروبي الحالية مقارنة بالسندات الألمانية، مع تعزيز الطلب بفعل احتمالية وجود سوق أكبر وأكثر سيولة للأوراق المالية.

"سند مشترك"

الجدير بالذكر أنَّ الديون الألمانية تُحدِّد "المعدَّل الخالي من المخاطر" الذي يتمُّ على أساسه تسعير جميع الأوراق المالية الأخرى المقوَّمة باليورو، بما في ذلك سندات الشركات. وهي الوظيفة نفسها التي تؤديها سندات الخزانة الأمريكية فيما يتعلَّق بالديون الدولارية.

على أنَّ هناك نقصاً في السندات الألمانية، إذ يتوفَّر للمستثمرين أقل من 15٪ من السوق للشراء والبيع، والباقي مقيد بالبنوك المركزية، والمؤسسات السيادية الأخرى، إذ يمتص برنامج التسهيل الكمي للبنك المركزي الأوروبي السيولة من السوق.

ويُشكِّل ذلك مخاطرة في السوق في حال حصل ارتفاع مفاجئ في الطلب على أفضل جودة ائتمانية فقط، كما يمكن أن يحدث في سوق المشتقات عندما تكون هناك حاجة إلى ضمانات إضافية. هذا وتخلق مبيعات ديون الاتحاد الأوروبي المقبلة "سنداً مشتركاً" للاتحاد الأوروبي معترف به، وشهدت المبيعات المشتركة الأولية للديون طلباً هائلاً من المستثمرين، غالباً ما يزيد عن عشرة أضعاف السندات المعروضة.

وفي هذا الصدد، سوف يعمل الاتحاد الأوروبي على زيادة الطلب بشكل أكبر مع

ما يقرب من ثلث سندات الديون الخضراء الجديدة، مما يُبقي أوروبا في طليعة السوق الساخنة للتمويل الصديق للبيئة؛ وهي خطوة ذكية، ليس فقط من أجل كوكب الأرض؛ بل كان المستثمرون الأوروبيون المعرَّضون لضغوط من عملائهم، والمنظِّمون أكثر نشاطاً من نظرائهم في تخصيص رأس المال للأوراق المالية التي يُنظر إليها على أنَّها تلبي المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.

سوق السندات الأوروبية تتوسَّع

ومع تحقيق ما لا يقل عن 50 مليار يورو من المبيعات السنوية، من المقرَّر أن يصبح الاتحاد الأوروبي المصدر القياسي للسندات الخضراء في العالم. ومع زيادة الطلب على الأوراق المالية الصديقة للبيئة، سيعزز هذا الدور ظهور الاتحاد كمقترض لا يستهان به.

بطبيعة الحال، فإنَّ سندات الخزانة، التي يبلغ إجمالي قيمتها 21 تريليون دولار، ستستمر في تحديد وتيرة أسواق الدين العالمية. وستحمي السندات الألمانية المستحقَّة البالغة 1.5 تريليون يورو مكانتها كمقترض بارز في أوروبا لفترة من الوقت. ولكن، كما كان الحال مع جميع تدابير التمويل الطارئة للاتحاد الأوروبي في العقد الماضي، من المرجَّح أن يتوسَّع برنامج الاقتراض في الاتحاد الأوروبي بدلاً من أن يتقلَّص.

وسيأتي التحول الحقيقي في أسواق رأس المال عندما تكون هناك سيولة كافية في سندات الاتحاد الأوروبي تسمح لها بأن تكون ليس فقط ضمانات للمشتقات الحالية، ولكن عندما تكون هناك عقود مستقبلية، وعقود خيارات تشير على وجه التحديد إلى ديون الاتحاد الأوروبي. وسيتحقق ذلك عندما يبدأ عرش السندات الألمانية بالتذبذب حقاً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

برلين

3 دقائق

0°C
ضباب
العظمى / الصغرى -3°/1°
3.7 كم/س
92%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.