"إس آند بي": تصاعد الصراع يهدد التصنيف الائتماني لدول المنطقة

وكالة التصنيف الائتماني تحدد 4 سيناريوهات للضغوط المحتملة في المنطقة بفعل الصراع الإسرائيلي الإيراني

time reading iconدقائق القراءة - 6
صاروخ إيراني تم إطلاقه في 13 أبريل معروض خلال جولة إعلامية عسكرية في إسرائيل. 16 أبريل - المصدر: بلومبرغ
صاروخ إيراني تم إطلاقه في 13 أبريل معروض خلال جولة إعلامية عسكرية في إسرائيل. 16 أبريل - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

حذرت "إس آند بي" (S&P)، من أن اتساع الصراع في الشرق الأوسط قد ينعكس سلباً على التصنيفات الائتمانية السيادية لدول المنطقة، وسط ترقب الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران، واستمرار الحرب في جنوب لبنان وغزة. 

خفضت الوكالة مطلع الشهر الجاري، وللمرة الثانية هذا العام، تصنيفها الائتماني لإسرائيل إلى "A" من "+A"، وأبقت على نظرتها المستقبلية السلبية، وذلك بفعل الزيادة الكبيرة في المخاطر الجيوسياسية والأمنية حول إسرائيل، كما خفضت "موديز ريتينغز" الشهر الماضي التصنيف إلى "Baa1" من "A2"، والإبقاء على نظرتها السلبية حيال التصنيف.

أكدت وكالة التصنيف الائتماني في تقرير صادر اليوم، أن الصراع  في المنطقة أصبح أكثر تعقيداً ولا يمكن التنبؤ بتداعياته، ويرجح أن يستمر للعام المقبل، مع ما قد يترتب على ذلك من آثار لاحقة طويلة الأمد.

يقدّر مسؤولون إسرائيليون فاتورة الحرب حتى نهاية العام المقبل بحوالي 66 مليار دولار، وهو رقم يعادل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي. وبلغ إجمالي الإنفاق الحربي نحو 25.9 مليار دولار حتى أغسطس، مما أدى إلى تضخم عجز الميزانية في إسرائيل على مدى 12 شهراً إلى 8.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لبيانات وزارة المالية. 

وشمل الصراع في المنطقة شن ضربات بالوكالة، تنطوي عادةً على أفعال أو تهديدات تمنع أو تعوق الشحن عبر الطرق الاقتصادية والتجارية ذات الأهمية العالمية، كمضيقي هرمز وباب المندب، حيث يمر عبر الأول ما يعادل نحو 25% الإنتاج العالمي اليومي للنفط.

4 سيناريوهات للضغوط في المنطقة

حددت الوكالة 4 سيناريوهات للضغوط المحتملة في المنطقة:

 1. الضغوط الضعيفة، حيث يستمر التصعيد في الأعمال العدائية المباشرة بين إيران وإسرائيل على المدى القصير (أقل من ثلاثة أشهر)، وبالتالي يكون التأثير محدوداً على المقاييس الائتمانية لدول المنطقة.

2. الضغوط المعتدلة، حيث تهدد سلسلة من الهجمات التصعيدية بين إسرائيل وإيران الأمن على المستوى الإقليمي، ولكنها تستقر خلال فترة زمنية أكثر من ثلاثة أشهر، وتكون التأثيرات على النمو، وأسعار الطاقة، وطرق التجارة، مؤقتة وقابلة للإدارة، مع تأثيرات محدودة على المؤشرات المالية والحصول على الائتمان من الخارج. 

3. الضغوط الكبيرة، حيث يتطور الصراع ليشمل سلسلة متواصلة ومكثفة من الهجمات بين إسرائيل وإيران، مما يعني تأثيراً ملموساً على الاستقرار الاقتصادي الإقليمي، بما في ذلك تعطل طرق التجارة لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى تدخل من الجهات الفاعلة غير الإقليمية، وإلى مزيد من الضغوط على قنوات النقل مثل أسعار الطاقة، ونفقات الأمن، وتدفقات السياحة، وتدفقات رأس المال إلى الخارج. 

4. الضغوط الشديدة، يدخل الحلفاء من الإقليم وخارجه في الصراع، بما في ذلك إيران وأذرعها المدعومة، والولايات المتحدة، وحلفاؤها في الخليج، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة ومخاطر على أحجام الصادرات بسبب استمرار المخاطر التي تهدد طرق التجارة، وبالتالي ممارسة ضغوط أكبر على المقاييس المالية والخارجية للكيانات السيادية في المنطقة.

تصاعد واتساع الصراع 

بحسب التقرير فإن التأثير على المقاييس الائتمانية السيادية حتى الآن محصور في إسرائيل ولبنان، لكنه قد يتصاعد ليشمل نطاقاً أوسع من المنطقة، مما قد يؤدي إلى الضغط على مستويات التصنيفات الائتمانية. 

رغم أن لبنان ما يزال متخلفاً عن سداد التزاماته، تعتقد "إس آند بي" أن آفاقه الاقتصادية وتعافيه قد ضَعُف أيضاً. ويحمل التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله تبعات خطيرة على اقتصاد لبنان المنهك أساساً، إذ أن سيناريو الحرب الشاملة قد يكلف البلاد نحو 100 مليون دولار شهرياً، بالإضافة إلى تعريض نحو مليون شخص لخطر النزوح.

تمثل الاضطرابات التجارية تحدياً رئيسياً للمنطقة، مع احتمال ارتفاع أسعار النفط وفرض مخاطر مالية على مستوردي الطاقة، رغم أن ارتفاع أسعار النفط قد يخفف من المخاطر بالنسبة للدول المصدرة في الخليج العربي، خاصة إذا بقيت مخاطر إغلاق طرق التصدير أو تعطيل منشآت إنتاج النفط محصورة، وفق "إس آند بي". وتوقع "غولدمان ساكس" في وقت سابق أن يرتفع خام برنت إلى 90 دولاراً للبرميل إذا تعطلت إمدادات النفط الإيرانية. 

أفادت الوكالة: "نرى حالياً احتمالاً ضئيلاً لشن هجمات مباشرة على منشآت إنتاج النفط في المنطقة نظراً للتحسن النسبي في العلاقات بين إيران ودول الخليج في الآونة الأخيرة". 

يسعى الرئيس جو بايدن إلى ثني إسرائيل عن مهاجمة حقول النفط الإيرانية، في حين تسعى واشنطن إلى صياغة رد تل أبيب على وابل الصواريخ الباليستية، ومنع المنطقة من الانزلاق إلى حرب شاملة.

في مارس، الماضي أكدت "إس آند بي غلوبال ريتنغز" التصنيف الائتماني لإصدارات السعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند "A/A-1"، بنظرة مستقبلية مستقرة. كما عدلت "إس آند بي" نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية من مستقرة. وفي نهاية سبتمبر، رفعت الوكالة التصنيف الائتماني لسلطنة عمان إلى (BBB-) من (BB+) مع نظرة مستقبلية مستقرة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك