بلومبرغ
يستعد تجار السلع الصينيون لمزيد من الاضطرابات في الإمدادات، فيما تغمر الأمطار الغزيرة الأراضي الزراعية والمناجم، بل وتعيق إنتاج النفط.
يشهد عدد من المناطق الشمالية في الصين أسوأ موجة هطول أمطار غزيرة منذ أكثر من نصف قرن، فيما يعزز تغير المناخ فرص وقوع ظروف طقس متطرفة، بما في ذلك درجات الحرارة الحارقة في جنوب البلاد. مع توقع انهمار مزيد من الأمطار، يُرجح أن يسبب موسم الأعاصير الممتد حتى سبتمبر مجموعة جديدة من التحديات للمناطق الساحلية.
ارتفاع أسعار الخضروات بشمال الصين
سجلت أسعار الخضروات المزروعة في الشمال ارتفاعاً حاداً في الشهر الماضي، بعدما دمرت الفيضانات الأراضي الزراعية، وعرقلت حصاد المحاصيل وتخزينها ونقلها، تاركة إياها إما أن تفسد في الحقول أو تُدمر بسرعة، وفق تقرير صدر عن إحدى أسواق الجملة الرئيسية في بكين.
ارتفعت أسعار سلة تشمل 28 نوعاً من الخضروات تتابعها وزارة الزراعة بنسبة 30% منذ مطلع يوليو، فيما بلغ مؤشر منفصل تتابعه وزارة التجارة أعلى مستوياته خلال هذه الفترة من السنة منذ عام 2018 على الأقل. أسهمت هذه الزيادات في ارتفاع أسعار المستهلكين بمعدل أكبر من التوقعات في الشهر الماضي.
يتوقع مكتب الأرصاد الجوية هطول مزيد من الأمطار الغزيرة في منطقتي الشمال والشمال الشرقي خلال الأيام العشرة المقبلة، ما يهدد ليس محاصيل الخضروات وحدها، بل وغلات الحبوب الأساسية أيضاً، مثل الذرة والأرز.
إنتاج الفحم والنفط يتأثر بالأمطار
خصصت بكين تمويلات للحكومات المحلية لتصريف المياه من الحقول التي غمرتها الأمطار ووضع الأسمدة، فضلاً عن مزيد من الإجراءات الطارئة الأخرى، لدعم تعافي المحصول. بلغ إجمالي معونات الإغاثة من الفيضانات منذ يونيو الماضي 1.33 مليار يوان (185 مليون دولار)، ما يقارب ضعف حجمها في العام الماضي، وفق شركة "هواتشوانغ سكيورتيز" (Huachuang Securities).
أوقفت مجموعة من شركات إنتاج الفحم في مواقع التعدين الشمالية في منغوليا الداخلية وشانسي عملياتها نتيجة هطول الأمطار الغزيرة، مع ذلك، ما يزال التأثير على السوق محدوداً حتى الآن، نظراً لوفرة المخزونات نتيجة الواردات الكبيرة من الوقود، فضلاً عن تراجع الطلب الصناعي. رغم ذلك، يؤدي الحر إلى زيادة كبيرة في الطلب على مكيفات الهواء.
تعرض مركز استخراج النفط في الصين بمقاطعة لياونينغ إلى موجة الأمطار الأشد غزارة منذ 1951، ما أثر على إنتاج 80 بئراً على الأقل في حقل لياوهي النفطي الذي تشغله شركة "بتروتشاينا" (PetroChina)، وفق تصريحات الشركة.