بلومبرغ
تظهر أخبار تعطُّل سلاسل التوريد العالمية نتيجة جائحة كورونا يومياً على وسائل الإعلام، وبالسؤال عن تكلفة كارثة توقف الملاحة في قناة السويس على العالم، ستكون الإجابة بشكل مقتضَب: تكلفة كبيرة.
من الصعب تحديد رقم واحد للتكلفة يغطي جميع الجوانب، وسيعتمد ذلك بشكل كبير على المدة التي تظلّ فيها سفينة الشحن الضخمة عالقة في الممر المائي. ولكن التكلفة المبدئية بالفعل منذ أن جنحت "إيفر غيفن" (Ever Given) يوم الثلاثاء يتمثل في منع ما قيمته 10 مليارات دولار من النفط والسلع التي تبحر عبر الممر في يوم عادي.
وحسب البيانات التي نشرها سمسار السفن "فيرنليز"، تتراوح تكلفة إيجار ناقلة النفط الضخمة المتوقفة في انتظار فتح قناة السويس بين 30-80 ألف دولار يومياً. كذلك ارتفعت تكلفة شحن حاوية سعة 40 قدماً مكعباً من الصين إلى أوروبا لتبلغ نحو 8000 دولار، أي ما يقرب من أربعة أضعاف التكلفة قبل عام.
تكلفة الطرق البديلة
ارتفعت أرباح ناقلات النفط الأكبر حجماً VLCCs التي تنقل النفط من الشرق الأوسط إلى الصين لتصل إلى 1371 دولارا في اليوم، لتسجل بذلك ربحاً لليوم الثاني فقط على مدار ما يزيد على سبعة أسابيع، وهي الأرباح التي لم تتأثر حتى الآن بالأزمة في قناة السويس.
وبلغت تكلفة السفن كبيرة الحجم القادرة على المرور من قناة السويس Suezmax والتي تحمل في الظروف الطبيعية مليون برميل من النفط، نحو 17 ألف دولار يومياً، لتسجل بذلك أعلى مستوى منذ يونيو الماضي.
وتواجه شركة "كاتربيلر" (Caterpillar Inc)، أكبر شركة أمريكية منتجة للمعدات الثقيلة وواحدة من أكبر الشركات في العالم، تأخيراً في الشحن بسبب توقف الملاحة في قناة السويس، مما دفعها إلى التفكير في نقل منتجاتها جواً إذا لزم الأمر.
ومع احتمال توقف القناة عن العمل لأسابيع، بدأت شركات الشحن تقدير تكلفة إعادة توجيه سفنهم حول أفريقيا. وهو قرار ليس سهلاً، لأن الإبحار حول رأس الرجاء الصالح يضيف 6 آلاف ميل (9650 كيلومتراً) إلى الرحلة، وسوف يزيد تكاليف الوقود وحدها لتبلغ نحو 300 ألف دولار لناقلة عملاقة تنقل نفط الشرق الأوسط إلى أوروبا.