الشرق
انتعش القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية الشهر الماضي، مع تحسن النشاط التجاري، حيث زادت الشركات مستويات إنتاجها لدعم المبيعات والمشاريع وفق بيانات مؤشر مديري المشتريات الصادرة عن "بنك الرياض" يوم الأربعاء.
سجلت الشركات زيادة كبيرة في النشاط خلال يونيو، حيث كان حجم الطلبات الحالية كافياً لتأييد التوسع في الإنتاج، مما أدى إلى انخفاض في حجم الأعمال المتراكمة، حسب البيان. كما استمرت الشركات في زيادة أعداد الموظفين لديها، مع تزايد متطلبات الإنتاج. جاءت الزيادة في أعداد الموظفين متواضعة وأقل مما كانت عليه في مايو، إذ وضعت الشركات قيوداً أكثر صرامة على تكاليف التشغيل بسبب ضغوط الأجور.
كما استمرت الشركات غير المنتجة للنفط في زيادة مشتريات مستلزمات الإنتاج، إلا أن معدل التوسع كان هو الأضعف منذ سبتمبر 2021. وأدى هذا التباطؤ إلى زيادة بطيئة ولكن حادة، في حجم المخزون، خاصة وأن المورّدين استمروا في تنفيذ عمليات التسليم بشكل أسرع.
تتوقع السعودية أن يتجاوز معدل نمو الاقتصاد غير النفطي لديها 5% على المدى المتوسط، في مؤشر جديد على استمرارية سياسة تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، التي تمثل أحد مستهدفات "رؤية 2030، مقابل توقعات سابقة 4% حتى نهاية العقد. وزير المالية السعودي محمد الجدعان قال في أكتوبر الماضي، إن بلاده لم تعد تركز على أرقام الناتج المحلي الإجمالي، بل على تطور القطاع غير النفطي، متوقعاً أن يبلغ نمو الأخير 6% للعامين 2023 و2024.
نايت فرانك: السعودية أكبر سوق بناء في العالم بحلول 2028
في يونيو، انخفض مؤشر مديري المشتريات الرئيسي للسعودية للشهر الثاني على التوالي، إلى 55 نقطة من 56.4 نقطة في مايو. ورغم أن القراءة أعلى بكثير من المستوى المحايد البالغ 50 نقطة، بما يتوافق مع التحسن القوي في ظروف العمل، إلا أنها كانت الأدنى منذ يناير 2022.
ويُعزى الانخفاض في المؤشر الرئيسي إلى حد كبير إلى ضعف الزيادة في حجم الطلبات الجديدة، مع تباطؤ معدل النمو للشهر الثالث على التوالي إلى أقل مستوى له منذ ما يقرب من عامين ونصف، وفق البيان.
"كان النمو في القطاعات غير المنتجة للنفط مدعوماً بزيادة قوية في مستويات الإنتاج. كما ارتفعت أعداد الموظفين، في حين استمرت مواعيد تسليم الموردين في التحسن"، وفق نايف الغيث الخبير الاقتصادي في "بنك الرياض". وأضاف: "لا تزال أرقام النمو في الربع الثاني تشير إلى توقعات إيجابية للناتج المحلي الإجمالي غير المنتج للنفط في المملكة العربية السعودية مع توقعات نمو تتجاوز 3%". وتابع "يستمر الأداء العام للقطاعات غير المنتجة للنفط طوال ربع السنة في دفع النمو الاقتصادي وجهود تنويع الاقتصاد في البلاد. كما يشير ارتفاع مستويات الإنتاج واستقرار سلاسل التوريد والوتيرة المعتدلة لخلق فرص العمل إلى اقتصاد غير منتج للنفط مرن وآخذ في التوسع".