سندات كينيا الدولارية تعمق خسائرها بعد إلغاء الخطط الضريبية

الرئيس الكيني: لن أوقع على مشروع قانون المالية لعام 2024، فالشعب قال كلمته

time reading iconدقائق القراءة - 9
آثار دمار على الطريق في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في منطقة الأعمال المركزية في نيروبي، كينيا، يوم الأربعاء 26 يونيو. - المصدر: بلومبرغ
آثار دمار على الطريق في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة في منطقة الأعمال المركزية في نيروبي، كينيا، يوم الأربعاء 26 يونيو. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:بلومبرغ

عمقت سندات كينيا السيادية الدولارية خسائرها بعد أن أجبرت احتجاجات مناهضة للحكومة الرئيس ويليام روتو على إلغاء خطة بلغت قيمتها 2.3 مليار دولار لتحقيق التوازن للميزانية وجعل ديون البلاد مستدامة.

هوت السندات الكينية المستحقة في 2031، اليوم الأربعاء، إلى أدنى سعر لها منذ إصدارها في فبراير الماضي، لتصبح سندات البلاد واحدة من بين الأسوأ أداءً في الأسواق الناشئة والمبتدئة منذ 18 يونيو، وهو يوم اندلعت المظاهرات. أدت الاحتجاجات إلى مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً، إضافةً إلى إصابة العشرات.

تواجه كينيا، مثل العديد من الدول النامية الأخرى، حاجة ملحة لإجراء إصلاحات مالية ضمن سعيها إلى خفض مستويات الديون المرتفعة واحتواء تضخم تكاليف الفوائد وتأمين التمويل من صندوق النقد الدولي. رغم ذلك، يظهر المواطنون قليلاً من التحمل تجاه مزيد من المعاناة بعد أن وقعوا فريسة أزمة تكلفة المعيشة بسبب التضخم المرتفع بعد جائحة كورونا. وتخلى المشرعون في البداية عن المقترحات الأكثر إثارة للجدل، بما في ذلك فرض ضريبة 16% على الخبز، لكن المتظاهرين استمروا في المطالبة بإلغاء الخطة بأكملها.

مشروع قانون المالية

وقال الرئيس روتو يوم الأربعاء عبر خطاب تلفزيوني: "علي أن أعترف، لن أوقع مشروع قانون المالية لعام 2024. أنا أدير الحكومة ولكني أقود الناس أيضاً، والشعب تكلم".

كتب سايمون كويجانو إيفانز، كبير اقتصاديي "جيمكورب كابيتال مانجمنت"، في مذكرة بخصوص الأسواق الناشئة للعملاء، إن دول الأسواق الناشئة لا تزال تتعامل مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وخاصة الآثار السلبية غير المباشرة لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء العالمية وما نتج عن ذلك من ارتفاع في أسعار الفائدة.

تُعد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من أكثر المناطق المتضررة بسبب الوزن الكبير للأغذية في سلات مؤشراتها لقياس أسعار المستهلك، فضلاً عن التعرض المتزايد للديون بالعملة الأجنبية. وبعد التخلي عن خطته المالية، لم يعد أمام روتو سوى خيارات قليلة في سعيه إلى كبح جماح عجز الميزانية البالغ 3.3% وخدمة الديون الذي تبتلع ثلث عائدات الحكومة.

وقال إيفانز: "إلى جانب السكان الشباب والعاملين الذين يواجهون تحديات اقتصادية على جميع الجبهات، فمن الواضح أن كل هذا يمثل عبئاً كبيراً على المجتمع الأفريقي، كما رأينا في ردود الفعل على مشروع قانون المالية في كينيا".

عوائد سلبية

انخفض العائد على سندات الدولة الواقعة في شرق أفريقيا إلى سالب 1.3% منذ 18 يونيو، مسجلة أكبر الخسائر بعد الغابون ومصر في مؤشر بلومبرغ للسندات السيادية الدولارية للدول النامية. حقق متوسط سندات ​​الأسواق الناشئة عائداً إيجابياً بلغ 0.3% خلال تلك الفترة.

اندلعت الاحتجاجات بعد أن أمر روتو بفرض ضرائب على كل شيء، بدءاً من المركبات إلى تحويلات الأموال عبر الهاتف المحمول بهدف تحقيق الاستقرار المالي للبلاد. وافقت كينيا على خطة اقتصادية مع صندوق النقد الدولي في 2021 تلزم الحكومة بخفض عجز الميزانية وتعزيز تحصيل الإيرادات والحد من الإسراف في الإنفاق.

كتب حسنين مالك، الاستراتيجي في "تيليمر"، في مذكرة بتاريخ 21 يونيو إن المخاوف تتزايد بشأن قدرة كينيا على الوفاء بالتزاماتها طويلة الأجل. وأضاف أنه على الرغم من حل معظم مشكلات السيولة الخارجية قصيرة الأجل في البلاد، إلا أن أداءها المالي الأخير كان مخيباً للآمال.

وأضاف "علاوة على ذلك، تواجه الميزانية الطموحة معارضة كبيرة، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه كينيا لجعل ديونها مستدامة".

دوافع الاحتجاجات

في العام الماضي، واجه روتو احتجاجات مماثلة أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصاً، لكنها لم تتوسع عبر البلاد كما هو الحال في الاحتجاجات الحالية. كما أن أكبر خصومه في الاضطرابات السابقة كان زعيم المعارضة رايلا أودينغا، لكن هذه المرة، أشعل الاحتجاجات شباب لم يسبق لهم ممارسة السياسة.

يقول سورين مورش، مدير الأموال في "بنك دانسكه": "تحتاج كينيا إلى زيادة الإيرادات، بطريقة أو بأخرى"، وأضاف: "الإصلاحات الاقتصادية مؤلمة دائماً في الأمد القريب".

تصنيفات

قصص قد تهمك