المغرب يتوقع تراجع إنتاج الحبوب 43% مع توالي مواسم الجفاف

وزارة الفلاحة تتوقع حصد 3.1 مليون طن من الحبوب.. ووتيرة الاستيراد ترتفع 29% في نهاية أبريل

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة لراعي مسن يرعى قطيعه في نواحي مدينة أصيلة، شمال المملكة..  يسهم القطاع الزراعي بنسبة بـ14% من الناتج المحلي ويعمل به 40% من السكان. - المصدر: غيتي إيمجز
صورة لراعي مسن يرعى قطيعه في نواحي مدينة أصيلة، شمال المملكة.. يسهم القطاع الزراعي بنسبة بـ14% من الناتج المحلي ويعمل به 40% من السكان. - المصدر: غيتي إيمجز
المصدر:الشرق

يتوقع ألا يتجاوز إنتاج المغرب من الحبوب 3.1 مليون طن هذا الموسم، ما يُمثل انخفاضاً نسبته 43% على أساس سنوي، بحسب أرقام حديثة صادرة عن وزارة الفلاحة.

تُعاني المملكة من توالي مواسم الجفاف ما أثّر على الإنتاج المحلي من الحبوب ويدفع لاستيراد أكبر من الخارج لتلبية الاستهلاك الذي يتجاوز 10 أطنان في السنة.

قالت وزارة الفلاحة في بيان إن "الموسم الزراعي الحالي يندرج في سياق مناخي جدّ صعب استمر لخمس سنوات، حيث تأخرت الأمطار مما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم".

سنة جفاف حرجة

قد لا تتحق توقعات وزارة الفلاحة لأن الموسم يُوصَف بكونه سنة جفاف حادة نظراً لانقطاع الأمطار في مرحلة حرجة من نمو الحبوب وهو ما سيؤثر أكبر على الإنتاج، بحسب الفاطمي بوركيزية، رئيس الجمعية المغربية للتنمية الزراعية بجهة الدار البيضاء-سطات وهي منطقة شاسعة تساهم بنسبة حيوية في الإنتاج المحلي من الحبوب.

بحسب الأرقام الرسمية، بلغ متوسط هطول الأمطار حتى 22 مايو الجاري حوالي 237 ملم، بانخفاض قدره 31% مقارنة بموسم عادي، وبزيادة قدرها 9% مقارنة بالموسم السابق.

خلال العام الماضي، بلغت كلفة استيراد القمح الأكثر استهلاكاً حوالي 19.3 مليار درهم (1.9 مليار دولار)، بانخفاض 25.3% على أساس سنوي. بينما ناهز دعم الحكومة لأسعار الدقيق ودعم المستوردين للقمح من الخارج نحو 3.9 مليار درهم. وتشهد الأسعار حالياً موجة ارتفاع مع نقص المعروض خصوصا من روسيا التي تعتبر أكبر مصدر عبر العالم.

تُصنف المملكة من بين الدول الأكثر عُرضةً للتغير المناخي في حوض البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها من الدول الأكثر استيراداً للقمح، كما أن اقتصادها يعتمد بشكل كبير على الزراعة، حيث يُساهم القطاع بحوالي 14% من الناتج المحلي.

تهديد لفرص العمل

يعمق الجفاف من لجوء البلاد إلى الاستيراد بشكل أكبر وهو ما يعني استنزاف أكبر للعملة الصعبة، بحسب الفاطمي بوركيزية في حديث لـ"الشرق" مضيفاً أن التأثير الآخر الذي لا يقل أهمية هو فقدان فرص العمل في الوسط القروي وهو ما ساهم في ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.

ارتفع معدل البطالة في المغرب في نهاية الربع الأول من هذا العام إلى 13.7% بسبب فقدان 160 ألف منصب شغل في الوسط القروي في الأشهر الـ12 الماضية، بحسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط، الهيئة الحكومية المعنية بالإحصاءات، بعدما كان المعدل أقل من 10% قبل 2019.

توقّع الحكومة يعتبر أكثر تفاؤلاً مقارنة بتقديرات بنك المغرب المركزي الذي توقع في مارس الماضي ألّا يتجاوز الإنتاج 2.5 مليون طن، ما يمثل انخفاضاً بـ54% مُقارنةً بالموسم السابق. وفي ظل التوقعين معاً فإن المغرب يواجه أسوأ موسم منذ 17 سنة.

ارتفعت واردات المغرب من الحبوب منذ بداية العام حتى نهاية أبريل 29% على أساس سنوي، لتصل إلى 3.8 مليون طن. بحسب معطيات الجامعة الوطنية لتجار الحبوب والقطاني، استورد المغرب 478 ألف طن من القمح الصلب بارتفاع 70% على أساس سنوي. بينما زادت واردات القمح اللين 11% إلى 1.8 مليون طن.

شهد المغرب أضعف موسم حبوب في 2007 حين بلغ الإنتاج 2.4 مليون طن. لا تحقق المملكة الاكتفاء الذاتي من الحبوب بالنظر للطقس غير الملائم وتفضيل الفلاحين لزراعات أخرى أعلى ربحاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك