بلومبرغ
تطرح وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية سؤالاً فورياً عمن سيخلفه في الحكم. فوفاة رئيسي ستكون لها عواقب كبيرة على مستقبل أحد أقوى المناصب في الشرق الأوسط، كما أنه كان مرشحاً لخلافة المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً قبل وفاته.
ما الفرق بين المرشد الأعلى والرئيس؟
المرشد الأعلى، المعروف أيضاً باسم "ولاية الفقيه" عند الشيعة، هو الحاكم المطلق في إيران والمسؤول عن اتخاذ جميع القرارات الرئيسية المتعلقة بالدولة. واستُحدث منصب المرشد الأعلى بعد الثورة الإسلامية عام 1979، كما يعد أيضاً رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
اقرأ المزيد: وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث تحطم مروحية
ويُسمح للرجال فقط بتولي هذا المنصب. وتقضي تعاليم المذهب الشيعي المطبق في إيران بضرورة منح المنصب لعالم دين شيعي رفيع المستوى، ويجب أن يكون قد وصل على الأقل إلى مرتبة "آية الله"-رغم وجود خلاف على ما إذا كان خامنئي نفسه قد وصل إلى هذه الرتبة.
في الوقت نفسه، فإن الرئيس في إيران يكون مسؤولاً عن إدارة السلطة التنفيذية، ويقع عليه الاختيار عبر عملية انتخابية مدققة كل أربع سنوات. ويسيطر الرئيس على الحكومة، واعتماداً على الخلفية السياسية لهذا الشخص وقوته، يمكن أن يكون له تأثيراً هائلاً على سياسة الدولة واقتصادها.
ما الإجراءات المتبعة في هذه الحالة؟
ينص الدستور الإيراني على أنه عند وفاة الرئيس يتولى النائب الأول للرئيس قيادة البلاد مؤقتاً. على أن يُجري انتخابات رئاسية جديدة في غضون 50 يوماً بالتعاون مع رئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان.
وفي هذه الحالة، يبدو من المؤكد أن الزعيم المؤقت سيكون محمد مخبر، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني ورئيس وقف يرعى أصول الجمهورية الإسلامية.
وفي محاولة واضحة لتهدئة أي قلق عام بشأن استقرار الحكم، تحدث خامنئي عن غياب رئيسي مساء الأحد-حتى قبل تأكيد وفاته-وقال إنه ينبغي ألا يتوقع أحد أي اضطرابات في كيفية إدارة البلاد.
ما تأثير وفاة رئيسي على إيران والمنطقة؟
أحد الأسئلة الكبيرة التي أثارتها وفاة رئيسي هو كيف سيؤثر غيابه على الأرجح على المعركة المتعلقة بمن سيخلف خامنئي في منصب المرشد الأعلى. وهذه مسألة تشغل الأكاديميين والمسؤولين والمحللين مع تقدم خامنئي في السن.
وقد يكون لوفاة رئيسي أيضاً عواقب على علاقة إيران ببقية المنطقة. فإيران تدعم عدداً من الجماعات التي تقاتل إسرائيل بالوكالة. كما سيسعى الحرس الثوري لضمان ألا يستغل أعداء إيران لحظة الاضطرابات. وأشرف رئيسي أيضاً على فترة من العلاقات الأكثر دفئاً مع دول الخليج العربية، ومنها السعودية والإمارات. وبينما من المحتمل أن تستمر هذه السياسة، فإن أي زعيم جديد قد تكون لديه أولويات مختلفة.
من التالي في الترتيب ليكون المرشد الأعلى؟
في ظل البنية السياسية المعقدة والمبهمة للغاية في إيران، لا توجد تقريباً أي أماكن رسمية أو عامة تثار فيها أسئلة حول من سيكون بديل خامنئي بشكل علني. لكن المحللين والمسؤولين والأكاديميين المقربين من المؤسسة السياسية ذكروا لبعض الوقت أن رئيسي ومجتبى (نجل خامنئي) هما أكبر متنافسين على المنصب.
وتعني وفاة رئيسي أن مجتبى سيُنظر إليه الآن على أنه يملك طريقاً واضحاً للوصول إلى المنصب الأعلى، ولكن هذا سيكون أيضاً تعييناً محفوفاً بالمخاطر. فلدى إيران إرث مشحون تجاه مفهوم توريث الحكم، وعارض قادة الثورة الإسلامية عام 1979 بشدة أي نوع من النظام يشبه النظام الملكي الذي أطاحوا به.
ولم توضع شعبية مجتبى موضع الاختبار مطلقاً لعدم شغله أي منصب حكومي ولا يظهر في العلن كثيراً. ويحتاج المرشد الأعلى على الأقل إلى الظهور بمظهر وكأنه يحظى بدعم حقيقي من الجماهير التي تدعم النظام الديني الحالي إذا أراد الحصول على أي نوع من الشرعية.