نشاط التصنيع ينتعش في الصين معززاً آمال التعافي الاقتصادي

مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي ارتفع إلى 50.4 نقطة في أبريل متماشياً مع توقعات الاقتصاديين

time reading iconدقائق القراءة - 11
أذرع آلية تعمل على خط إنتاج مصنع شركة \"فولكس واجن آنهوي\" للسيارات في مقاطعة آنهوي، الصين - المصدر: بلومبرغ
أذرع آلية تعمل على خط إنتاج مصنع شركة "فولكس واجن آنهوي" للسيارات في مقاطعة آنهوي، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

توسع نشاط التصنيع في الصين للشهر الثاني على التوالي، مسجلاً أفضل أداء منذ أكثر من عام، مما عزز آمال استدامة التعافي في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

وبحسب بيان المكتب الوطني للإحصاء الصادر اليوم الثلاثاء، ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي إلى 50.4 نقطة في أبريل. وهذا يتماشى بشكل كبير مع متوسط توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته "بلومبرغ" والتي كانت عند 50.3 نقطة، وتراجع قليلاً من 50.8 نقطة المسجلة في مارس. وتشير أي قراءة فوق مستوى 50 نقطة إلى توسع النشاط.

كما بلغ مقياس النشاط غير التصنيعي في قطاعي البناء والخدمات 51.2 نقطة، مقارنة بتوقعات بلغت 52.3 نقطة وقراءة مارس البالغة 53 نقطة.

قال ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية، إن التحسن في مؤشر مديري المشتريات يعود بشكل كبير إلى الصادرات. وأوضح أن "طلبات التصدير الجديدة قفزت مجدداً، وهذا يعكس قوة الاقتصادات الغربية، وليس الاقتصاد المحلي تماماً. ومع ذلك، نرى استهلاكاً قوياً واضحاً".

يقدم مقياس التصنيع بارقة أمل لصُناع السياسات الصينيين الذين يعتمدون على المنتجين الصناعيين في البلاد لتعويض ضعف الطلب المحلي، ومساعدة الاقتصاد على تحقيق هدف النمو لهذا العام والذي يبلغ نحو 5%. كما أنه يعد أول إشارة رئيسية للنشاط الاقتصادي للصين في الربع الثاني من 2024. وفي الربع الأول من العام، أعقب الانتعاش الأولي تباطؤ في مجموعة من المؤشرات خلال مارس.

إشارات متباينة

أفاد تشانغ شو، كبير الاقتصاديين الآسيويين لدى "بلومبرغ إيكونوميكس"، أن "استطلاعات مؤشر مديري المشتريات في الصين خلال أبريل تضمنت إشارات متباينة. فعلى الجانب الإيجابي، حافظ الاقتصاد إلى حد كبير على زخمه بفضل قوة قطاعي البناء والإنتاج... لكن الأمور ليست كلها إيجابية، فالطلب الخاص ضعيف، وهذا يتجلى في التباطؤ الملحوظ في نمو طلبات التصنيع الجديدة ونشاط الخدمات".

في الوقت نفسه، أوضح تشاو تشينغ خه، المحلل في المكتب الوطني للإحصاء، أن قراءة مؤشر مديري المشتريات خلال أبريل تشير إلى أن قطاع التصنيع حافظ على زخم تعافيه. لكنه لفت في بيان مصاحب لإصدار البيانات اليوم الثلاثاء إلى ارتفاع ضغوط التكاليف على الشركات المصنعة.

ويقول المحللون إن بكين ستحتاج على الأرجح إلى تعزيز الإنفاق العام وخفض أسعار الفائدة لتحقيق هدف النمو، وسط مخاوفها من صعوبة الحفاظ على الانتعاش غير المتوازن خاصة مع استمرارية تأثر إنفاق الأسر بركود قطاع العقارات في الصين.

تهديدات جيوسياسية

تراهن الحكومة على أن انتعاش التصنيع المدفوع بالصادرات قد يعوض ذلك، على الرغم من التهديدات الجيوسياسية المتزايدة لمثل هذه الاستراتيجية. وتتهم الدول الغربية الصين ببناء طاقة إنتاجية فائضة في صناعاتها وإغراق المنتجات الرخيصة في الخارج، وتحذر من احتمالية إقامة حواجز تجارية جديدة. كما أبرز الانخفاض غير المتوقع في أرباح قطاع التصنيع الصيني الشهر الماضي أيضاً مخاطر الاستراتيجية.

وبلغت قراءة مؤشر "كايشين" لمديري المشتريات التصنيعي في الصين 51.4 نقطة في أبريل، وهذا يقارن بقراءة بلغت 51.1 نقطة في مارس، وتوقعات الاقتصاديين البالغة 51 نقطة ويعكس مقياس "كايشين" بشكل كبير نشاط الشركات الصينية الخاصة الصغيرة والمتوسطة، وتجاوز حتى الآن مستوى 50 نقطة (الذي يمثل الخط الفاصل بين التوسع والانكماش) لستة أشهر متتالية.

ومن المقرر صدور مؤشرات "كايشين" للقطاعات غير التصنيعية والمركبة يوم الاثنين، بعد انقضاء عطلة عامة في الصين تستمر عدة أيام.

تصنيفات

قصص قد تهمك