بلومبرغ
قد تضطر البنوك المركزية في آسيا إلى دراسة احتمال خفض أسعار الفائدة مرات أقل أو عدم خفضها في العام الجاري بعدما أدى تجاوز بيانات التضخم في الولايات المتحدة التوقعات إلى تقليص الأسواق احتمال تيسير السياسة النقدية في أكبر اقتصاد في العالم.
أوضحت البيانات التي صدرت الأربعاء تجاوز مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في أميركا التوقعات للشهر الثالث في مارس، ما أدى إلى ارتفاع الدولار ودفع المتعاملين إلى توقع خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة واحدة فقط، أو ربما مرتين، في العام الجاري. أشارت التوقعات في نهاية مارس الماضي إلى خفض البنك أسعار الفائدة بنحو 4 مرات.
كانت لذلك تبعات امتدت في أنحاء آسيا، التي تراجعت توقعات أسواقها لمتوسط خفض أسعار الفائدة من مرتين في وقت سابق، إلى خفض واحد في الفترة الحالية.
اقتصادات تتأثر بالفائدة الأميركية
يرى سونال فارما، كبير محللي اقتصاد الهند وآسيا باستثناء اليابان لدى "نومورا هولدينغز"، أنه "يجب على البنوك المركزية في آسيا إدراك آثار فروق أسعار الفائدة وخطر استمرار ارتفاع الدولار الأميركي لفترة أطول"، وأن "تعديل توقعات الاحتياطي الفيدرالي وقوة الدولار أديا أيضاً إلى ارتفاع أسعار النفط، ما يزيد التحديات أمام خفض أسعار الفائدة في آسيا".
اقرأ أيضاً: عملات الأسواق الناشئة تتراجع مع تضاؤل فرص البدء بخفض الفائدة الأميركية
قال فارما إن إندونيسيا تعتبر الأكثر تأثراً بتغيير الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وفي المرتبة الثانية كوريا الجنوبية، ولفت أن "نومورا" خفضت في الآونة الأخيرة توقعاتها لمعدل خفض الفائدة هذا العام في تايلندا وإندونيسيا والفلبين من 100 نقطة أساس سابقاً إلى 50 نقطة أساس.
يتوقع بوم كي سون من بنك "باركليز" خطراً يتمثل في رفع "بنك إندونيسيا" المركزي أسعار الفائدة في حالة استمرار سعر صرف العملة المحلية أعلى من 16 ألف روبية للدولار، ويرى أن هناك "احتمالاً ضئيلاً جداً" لخفض الفلبين أسعار الفائدة في المدى القريب، وأن تبقي سنغافورة وماليزيا على أسعار الفائدة دون تغيير طوال العام الجاري.
استمرار التشديد النقدي في أستراليا ونيوزلندا
في أستراليا ونيوزلندا، تراجع توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عزز احتمالات استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
طالما توقعت كبيرة المحللين الاقتصاديين لدى "رويال بنك أوف كندا" في أستراليا، سو لين أونغ، أن يكون "بنك الاحتياطي الأسترالي" آخر من يجري خفض أسعار الفائدة بين البنوك المركزية الكبرى. وكتبت في مذكرة صدرت اليوم الخميس أنها ترى المخاطر تتمثل في أن يبدأ "الاحتياطي الأسترالي" دورة التيسير النقدي في موعد أبعد وأن تستمر أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
اقرأ أيضاً: الاقتصاد الأسترالي يتباطأ في الربع الأخير من 2023 بنمو 0.2%
وأضافت: "الأسواق كانت تسعر ذلك بشكل كبير، وقد تؤجل كل إجراءات خفض (الاحتياطي الأسترالي) أسعار الفائدة في 2024 إلى 2025".
براشانت نيوناها، كبير المحللين الاستراتيجيين لأسعار الفائدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والمقيم في سنغافورة، قال إن البنوك المركزية بالمنطقة ليس بوسعها القيام بأي شيء أمام ارتفاع العملة الخضراء واستمرار الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة.
وأضاف أنه "ليس بوسع البنوك المركزية في المنطقة القيام بأي شيء بخلاف إبطاء وتيرة انخفاض قيمة العملة. مع ذلك، فإن المعطيات الأساسية لا تدعم تدخلها في الوقت الحالي".