بايدن و"شي" يبحثان هاتفياً الذكاء الاصطناعي وروسيا

الزعيمان يبحثان مخاطر الذكاء الاصطناعي والمخدرات.. وبايدن يشدد على ضرورة استخدام بكين لنفوذها مع روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 15
جو بايدن وشي جين خلال لقاء افتراضي مؤخراً  - المصدر: بلومبرغ
جو بايدن وشي جين خلال لقاء افتراضي مؤخراً - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ محادثات هاتفية اليوم الثلاثاء، في أول اتصال مباشر بين الزعيمين منذ اجتماعهما بكاليفورنيا في نوفمبر الماضي.

تمكن زعيما أكبر اقتصادين في العالم من المحافظة على واجهة من الاستقرار الدبلوماسي رغم الشكوك العميقة المتبادلة بين بلديهما، في حين تسعى حكومتاهما إلى فرض قيود على الصادرات وعقوبات وتعريفات جمركية. في الوقت نفسه، سعيا إلى إيجاد أرضية مشتركة بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك المخاطر التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي ومكافحة المخدرات غير المشروعة مثل الفنتانيل.

كان يُتوقع أن يضغط بايدن على "شي" بشأن جهود مكافحة المخدرات، بينما يتناول التقدم المحرز منذ نوفمبر بشأن إجراءات تقييد وتعطيل تدفق بعض المواد الكيميائية الأولية لصنع المخدرات المخلّقة، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة أطلع الصحفيين في هذا الصدد.

قال المسؤول إن بايدن من المقرر أن يؤكد مجدداً مع "شي" على ضرورة استخدام الصين لنفوذها لدى روسيا وإيران لتعزيز الاستقرار، سواء حول الحرب في أوكرانيا أو وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط، مضيفاً أن الرئيس أثار أيضاً المخاوف بشأن الصين، وممارساتها في بحر الصين الجنوبي، وشمل ذلك حادثة أخيرة عمد خلالها الصينيون إلى إطلاق مدافع المياه على قارب إمداد فلبيني.

اتصالات منتظمة

كان الزعيمان اتفقا في نوفمبر على مواصلة الاتصالات المنتظمة، بعد مرور عام على محادثاتهما الثنائية السابقة وسط توترات شملت تحليق منطاد صيني في المجال الجوي للولايات المتحدة. يواجه بايدن حملة إعادة انتخاب ضد دونالد ترمب، الذي بدأ حرباً تجارية ضد الصين بعد توليه منصبه لأول مرة، ويقترح فرض تعريفة بنسبة 60% على جميع الواردات الصينية إذا عاد إلى السلطة.

تأتي هذه الدعوة في وقت تدرس الولايات المتحدة قراراً نهائياً بشأن مراجعتها للتعريفات الجمركية على الصين، والتي من المتوقع أن تشمل بعض الرسوم الجديدة، مثل الرسوم المفروضة على المركبات المتصلة. ولم يذكر البيت الأبيض توقيت الإعلان عن التعريفة الجمركية.

سعى "شي" إلى تهدئة التوترات في الوقت الذي يعمل فيه على إنعاش الاقتصاد المتعثر، حيث عقد اجتماعاً في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي مع قادة الأعمال الأميركيين في بكين، بما في ذلك ستيفن شوارزمان من شركة "بلاكستون"، وكريستيانو آمون من "كوالكوم". أبلغ الرئيس الصيني المجموعة أن الاقتصاد الصيني لم يصل إلى ذروته بعد، بينما حث الشركات الأميركية على الاستثمار في بلاده، قائلاً إنه لا يرى حاجة إلى فك الارتباط بين واشنطن وبكين، حسبما ذكرت "بلومبرغ" الأسبوع الماضي.

زيارة يلين

أعد الجانب الأميركي قائمة مطوّلة من القضايا الثنائية والدولية الأخرى ليناقشها بايدن مع "شي"، وهي: الأمن السيبراني وحاجة الولايات المتحدة إلى منع التكنولوجيات المتقدمة من تقويض الأمن القومي؛ والمخاوف بشأن الحكم الذاتي في هونغ كونغ؛ ودعوة الصين إلى إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين ظلماً، أو الخاضعين لحظر الخروج؛ والمخاوف بشأن التدخل الصيني المحتمل في الانتخابات العامة الأميركية.

تم تسريع خطط إجراء مكالمة بين بايدن و"شي" عندما التقى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع نظيره وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بانكوك أواخر يناير. قال المسؤول إن وزيرة الخزانة جانيت يلين ستزور بكين في الأيام المقبلة، وسيتبعها وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الأسابيع المقبلة.

أعلنت وزارة الخزانة يوم الثلاثاء أن يلين ستقضي يومين في مدينة غوانغزو، المركز التجاري والتصنيعي في جنوب الصين، ابتداءً من 5 أبريل قبل أن تتوجه إلى بكين لإجراء يومين آخرين من المحادثات.

في الأشهر الأخيرة، أطلقت إدارة بايدن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى مواجهة الصين. تضمنت الإجراءات أمراً تنفيذياً شاملاً بشأن أمن البيانات يهدف إلى قطع المعاملات التي تنطوي على بيانات شخصية شديدة الحساسية للأميركيين من البلدان المعنية، رغم أنها لا تذكر الصين بشكل مباشر؛ وتحقيق تجريه وزارة التجارة قد يؤدي إلى فرض قيود على واردات السيارات الكهربائية الصينية؛ وأمر تنفيذي لتعزيز الأمن السيبراني والحد من مخاطر الرافعات صينية الصنع في الموانئ الأميركية.

تغيير التعريفات الجمركية

يُنتظر أيضاً أن يقدم فريق بايدن تقريراً حول ما إذا كان سيغيّر التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب على الصين وسبل تغييرها، إذ يراهن المحللون على أن الكثير منها سوف يستمر، خاصة في عام الانتخابات. مع ذلك، روّج البيت الأبيض لبعض المكاسب الناتجة عن الجهود التعاونية مع الصين منذ أن التقى الزعيمان شخصياً على هامش اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. أشادت الولايات المتحدة بإنجازاتها الكبرى التي حققتها مجموعة العمل المعنية بمكافحة المخدرات التي بدأت اجتماعاتها في وقت سابق من العام الجاري، واستعادة الاتصالات بين الجيشين، وإجراء حوار جديد حول كيفية إدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي. قال المسؤول للصحفيين إنه من المقرر أن تبدأ اجتماعات الذكاء الاصطناعي هذه في الأسابيع المقبلة.

سوف تُعقد المناقشات حول الذكاء الاصطناعي في أعقاب قرار الأمم المتحدة ذي الصلة الذي تمت الموافقة عليه الشهر الماضي والذي قدمته الولايات المتحدة وشاركت في رعايته أكثر من 110 دول، بما في ذلك الصين والهند. المقترح غير الملزم يحث الأعضاء على دعم تطوير الذكاء الاصطناعي "المسؤول والشامل" من خلال اللوائح والحوكمة المحلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك