بلومبرغ
التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع مجموعة من قادة الأعمال الأميركيين في بكين، من بينهم ستيفن شوارزمان من شركة "بلاكستون"، وكريستيانو آمون من شركة "كوالكوم"، حيث تسعى الصين إلى استعادة الثقة في الاقتصاد، والحفاظ على استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة.
رئيس الصين اجتمع يوم الأربعاء مع ممثلين عن مجتمعات الأعمال والاستراتيجية والأكاديمية الأميركية. وذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون الصينية "سي سي تي في" اسم المديرين التنفيذيين الحاضرين، وقالت إنهم التقطوا صورة جماعية قبل الحدث.
استمر الاجتماع أكثر من ساعة ونصف الساعة، حيث طرح المديرون أسئلة وأجاب شي عليها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة حدث خاص. وقال شي إنه لا يرى حاجة إلى الانفصال بين واشنطن وبكين، وأنه يريد من الشركات الأميركية أن تستثمر في الصين، وفقاً لشخص مطلع.
وأضاف أن شي أقر أيضاً بوجود مشاكل تتعلق بالاقتصاد المحلي، مضيفاً أن المسؤولين يمكنهم التعامل معها، وأن الاقتصاد الصيني لم يصل إلى ذروته، واصفاً المحادثات بأنها "مفتوحة وصريحة".
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق على تفاصيل الاجتماع. وقالت خلال مؤتمر صحفي دوري يوم الأربعاء، إن شي أوضح موقف الصين للرؤساء التنفيذيين.
تواصل الصين مع المستثمرين
تحاول بكين إظهار ترحيبها بالشركات الأجنبية، لكن التوترات مع واشنطن والانتعاش الاقتصادي الهش والمداهمات على الشركات الاستشارية، أدت إلى إضعاف حماس المستثمرين.
بالنسبة للمديرين التنفيذيين العالميين، كان الاجتماع فرصة للتأكيد على الاهتمام بالمشاركة في السوق الصينية، على الرغم من التوترات الجيوسياسية العميقة، والتحركات في الصين لصالح المنافسين المحليين.
وقال شي، وفقاً لبيان الاجتماع، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة "البحث عن أرضية مشتركة بشأن القضايا الرئيسية مع تنحية الخلافات حول القضايا الثانوية".
وأضاف أن "الإصلاح في الصين لن يتوقف، والانفتاح لن يتوقف"، مشيراً إلى أن البلاد تخطط "لإجراءات رئيسية لتعميق الإصلاحات بشكل شامل"، وبناء "بيئة أعمال من الدرجة الأولى".
ومن بين الحاضرين الآخرين في التجمع الذي ضم الرجال فقط، راج سوبرامانيام، الرئيس التنفيذي لشركة "فيديكس"، ووإيفان غرينبيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة التأمين "تشب المحدودة"، وستيفن أورلينز، رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية؛ وكريغ ألين، رئيس مجلس الأعمال الأميركي الصيني؛ ومارك كارني، رئيس مجلس إدارة شركة "بلومبرغ".
وتحدث شي أيضاً عن تجنب "فخ ثوقيديدس"، واصفاً الصراع الحتمي بين قوة صاعدة وقوة راسخة، وفقاً لما ذكره غراهام أليسون، الباحث بجامعة هارفارد، الذي حضر الاجتماع يوم الأربعاء. وأضاف أليسون أن الرئيس الصيني قال إن الولايات المتحدة والصين يجب أن توازنا بين المنافسة بينهما، والاعتراف بأن بقاء كل دولة يتطلب تعاونهما في وقت واحد.
العلاقات مع الولايات المتحدة
واستقرت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بعد لقاء شي مع الرئيس جو بايدن في سان فرانسيسكو في نوفمبر، على الرغم من استمرار الخلاف حول مجموعة واسعة من القضايا التي تشمل القيود التجارية والاتهامات بالهجمات الإلكترونية.
قالت الصين يوم الثلاثاء إنها قدمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بشأن الدعم الأميركي للسيارات الكهربائية. وفي وقت سابق من الأسبوع، اتهمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قراصنة صينيين مدعومين من الدولة باستهداف السياسيين والشركات والمعارضين، بالإضافة إلى سرقة بيانات الناخبين البريطانيين.
اقرأ أيضاً: الصين تقاضي أميركا في منظمة التجارة بسبب السيارات الكهربائية
تواجه العلاقات مع الولايات المتحدة خطر التدهور، مع تعهد الرئيس السابق دونالد ترمب بالفعل بفرض تعريفات جمركية ضخمة خلال حملته الانتخابية، مما قد يؤدي إلى تقليص التجارة بين البلدين إلى لا شيء عملياً. قد يزيد خطاب ترمب الضغط على بايدن لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة في الفترة التي تسبق الانتخابات.
يبدو أن الصين تعمل على تعزيز التواصل مع المستثمرين الأجانب، في إطار سعيها لتحقيق هدف نمو سنوي يبلغ نحو 5%، وهو هدف يعتبره بعض الاقتصاديين طموحاً. وتعهدت وزارة التجارة في يناير بعقد اجتماع مائدة مستديرة مع الشركات الأجنبية كل شهر للاستماع إلى مخاوفهم ومعالجتها.
ومع ذلك، اشتكى المستثمرون من الأزمات، بينما تسعى الصين إلى تحقيق أهدافها المزدوجة المتمثلة في التنمية والأمن، حيث يسمع المسؤولون التنفيذيون كلمات دافئة، فقط ليروا بعد ذلك السلطات تحقق مع الشركات الاستشارية، وتوسع قانوناً غامضاً لمكافحة التجسس، وتقيد الوصول إلى البيانات. كما أدى التباطؤ الاقتصادي الهيكلي إلى قيام المديرين التنفيذيين بإعادة تقييم التوازن بين المخاطر والمكافآت للعمل في البلاد.
قبل الوباء، اعتاد شي على عقد اجتماعات أكثر انتظاماً مع المديرين التنفيذيين في أحداث مثل "منتدى بواو السنوي" لآسيا، والذي يوصف أحياناً باسم دافوس الصين. ومن غير المتوقع أن يحضر مؤتمر هذا العام، الذي بدأ يوم الثلاثاء في هاينان.
ويتواجد العديد من المديرين التنفيذيين الأميركيين في بكين لحضور منتدى التنمية الصيني السنوي، الذي يجمع قادة الأعمال العالميين والمسؤولين الصينيين. أفادت "بلومبرغ نيوز" بأن بعض المديرين التنفيذيين الذين حضروا المؤتمر مددوا إقامتهم، أو نقلوا مواعيد مخططة مسبقاً للقاء شي بعد تلقي دعوة رسمية الأسبوع الماضي.