الشرق
انتهت الخميس أعمال النسخة الثالثة من المؤتمر التقني الدولي "ليب 24" في السعودية بالإعلان عن استثمارات وإطلاق مشاريع تكنولوجية تبلغ 13.4 مليار دولار، وفق فيصل الخميسي رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني في الكلمة الختامية بالمؤتمر.
الحدث التكنولوجي الأبرز في المملكة، الذي بدأ منذ 3 سنوات وأُعلن حينها خلاله عن استثمارات تقدر بـ6 مليارات عبر اتفاقيات ملزمة من الرؤساء التنفيذيين، يسلط الضوء على سرعة التحول الاقتصادي في المملكة التي تسعى إلى تنمية اقتصادها بعيداً عن النفط.
توقع وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن يتجاوز معدل نمو الاقتصاد غير النفطي في المملكة 5% على المدى المتوسط، في مؤشر جديد على استمرارية سياسة تنويع مصادر الدخل التي تمثل أحد مستهدفات "رؤية 2030". ويمثل المستهدف الجديد قفزة بنسبة 25% عن الرقم السابق المتمثل بتحقيق معدل نمو وسطي بحدود 4% حتى نهاية العقد.
وكانت ميزانية السعودية للعام الماضي شهدت ارتفاع الإيرادات غير النفطية بنسبة 11% مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 458 مليار ريال، ما خفف من تأثير انخفاض الإيرادات النفطية بنسبة 12% خلال 2023 إلى 754 مليار ريال.
اقرأ المزيد: السعودية تستهدف نمو الاقتصاد غير النفطي 5% للمدى المتوسط
من أبرز إعلانات "ليب 24" هذا العام استثمار شركة "أمازون ويب سيرفيزس" (Amazon Web Services) نحو 5.3 مليارات دولار لإنشاء منطقة سحابية فائقة السعة في المملكة، وقامت "أي بي إم" (IBM) بالإعلان عن استثمار 250 مليون دولار لإقامة أول مركز عالمي لتطوير البرمجيات في المملكة، وأعلنت أيضاً "سيرفيس ناو" (ServiceNow) عن استثمار بقيمة 500 مليون دولار لإطلاق أول مركز بيانات لها في المنطقة.
وخلال المؤتمر أطلق صندوق التنمية الوطني بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية، صندوقين للاستثمار الجريء في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، بقيمة إجمالية تبلغ 450 مليون ريال (120 مليون دولار) بين كل من بنك التنمية الاجتماعية وشركتي "ميراك المالية" و"تأثير المالية" (Impact46)، إضافة إلى 7 إعلانات لإطلاق صناديق استثمارية وجولات تمويلية لشركات ناشئة تقنية بقيمة تجاوزت 888 مليون دولار.
وفي مجال الاستثمارات الخاصة، أعلنت شركة "أوسيس" إطلاق صندوقها الثاني "الصندوق الثاني" بـ100 مليون دولار لتمكين مؤسسي الشركات في مراحل نموهم الأولية في الشرق الأوسط، فيما أعلنت شركة "بلوق أند بلاي" إطلاقها أول صندوق لها في المنطقة للاستثمار في الشركات التقنية الناشئة في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيمة 50 مليون دولار.
من التكنولوجيا إلى الرياضة
غرب العاصمة الرياض، وعلى ساحل البحر الأحمر في جدة، تحفز المملكة جذب استثمارات أخرى في قطاع غير نفطي بات يستقطب كبار رجال الأعمال حول العالم. وانطلق في المملكة هذا الأسبوع قمة "بلومبرغ باور بلايرز" بالتعاون بين "بلومبرغ ميديا" و"المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام" (srmg).
ومن كرة القدم إلى سباق السيارات، تسعى المملكة إلى تحفيز الاستثمار في الرياضة، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة الذي تغذيه السعودية بالأموال لرفع أصوله إلى 4 تريليونات ريال. كان أحدث دعم، ما أعلنه أمس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إتمام نقل 8% من إجمالي أسهم شركة أرامكو إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل للصندوق السيادي.
اقرأ المزيد: أرامكو تقرّب حجم الصندوق السيادي السعودي من مستهدف 4 تريليونات ريال
يعد "صندوق الاستثمارات العامة" جزءاً رئيسياً من جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرامية إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط. ويخطط الصندوق لاستثمار مئات المليارات من الدولارات في السنوات المقبلة في كل شيء تقريباً، من السيارات الكهربائية، إلى أشباه الموصلات، والمنتجعات السياحية، والرياضة.
دوري كرة القدم السعودي الذي أصبح يحمل اسم شركة "روشن" التابعة للصندوق السيادي، قال رئيسه التنفيذي للعمليات خلال مقابلة مع الشرق، إن إيرادات الدوري نمت 32% مقارنةً بالموسم الماضي، متوقعاً ارتفاع هذه الإيرادات بشكلٍ أكبر بدءاً من موسوم 2025-2026، مع دخول دورة موسمية جديدة من حيث الرعاة وحقوق البث في المنطقة والعالم.
حلّ دوري المحترفين السعودي "روشن" في المركز الرابع عالمياً خلف دوريات إنجلترا وفرنسا وإيطاليا من حيث الإنفاق على صفقات ضم اللاعبين في موسم 2023-2024، ووصل حجم الإنفاق إلى نحو 950 مليون دولار.
وتستهدف السعودية الوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال (120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنوياً، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات ريال إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
اقرأ أيضاً: السعودية تحفز الاستثمار الرياضي المستدام بموجة خصخصة جديدة
في رياضة سباق السيارات، أزاحت المملكة هذا الأسبوع الستار عن حلبة القدية الجديدة والتي من المنتظر أن تستضيف بطولة العالم لسباقات "الفورمولا 1". وكانت السعودية وقعت عقداً طويل الأمد مع "فورمولا 1" في 2021، على أن تستضيف حلبة شوارع جدة النسخ الأولى من السباق قبل انتقاله إلى القدية.
وفي مقابلة مع الشرق، قال الرئيس التنفيذي لشركة "ماكلارين ريسينغ" زاك براون، إن رياضة سباقات "فورمولا 1" مرشحة للنمو السريع في الخليج، بفضل الإمكانات المتاحة والاستثمارات التي يتم ضخها.
أضاف في حديثه على هامش "بلومبرغ باور بلايرز" أن هناك اهتماماً من الشركات في المنطقة لضخ استثمارات كبيرة في هذه الرياضة، على رأسها "أرامكو" و"نيوم" من السعودية.
ولفت إلى أن "ماكلارين ريسينغ"، التي تعد أحد فرق "فورمولا 1" مهتمة بهذه الشراكات وتسعى إلى تعزيزها، حيث إنها توطد تواجد الشركة في منطقة الخليج العربي.