بلومبرغ
ارتفعت طلبيات المصانع في ألمانيا مخالفة التوقعات مما يشير إلى تحقيق أكبر اقتصاد في أوروبا لانتعاش طفيف بينما لا يزال يعاني من الانكماش في القطاع الصناعي.
أظهرت البيانات الصادرة اليوم الثلاثاء زيادة بنسبة 8.9% في الطلب خلال ديسمبر مقارنة بالشهر السابق. وقال مكتب الإحصاء الألماني (ديستاتيس) إن هذه القفزة، التي فاقت أوسط تقديرات الاقتصاديين ممن توقعوا انخفاضاً قدره 0.2% جاءت بفضل الطلبيات الكبيرة، والتي بدونها كان من الممكن أن يحدث انخفاض بنسبة 2.2%.
وعلى أساس فصلي، أظهرت طلبيات المصانع الأقل تقلباً في الربع الأخير من العام ارتفاعاً بنسبة 0.1% مقارنة بالربع السابق. وبالنسبة لعام 2023 بأكمله، انخفضت طلبيات المصانع بنسبة 5.9%.
أزمة مستمرة في الاقتصاد الألماني
قال يورغ أنجيل، الخبير الاقتصادي في شركة "بانتيلون" (Bantleon) لإدارة الأصول: "الزيادة الهائلة في طلبيات المصانع خلال ديسمبر لا تعني شفاء التصنيع الألماني من وعكته بالكامل، فما يزال القطاع يعاني من اضطرابات شديدة. وانهيار الطلبيات في صناعة السيارات والهندسة الميكانيكية -وكلاهما العمود الفقري لاقتصاد ألمانيا- أمر مثير للقلق بشكل خاص. وبالتالي فإن ضعف توقعات الإنتاج سيستمر في المستقبل المنظور".
تكافح ألمانيا للتعافي من الركود الصناعي الناجم عن أزمة الطاقة وضعف الطلب العالمي. وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% في الربع الأخير من العام الماضي، ورغم تجنب البلاد الركود، إلا أن التوقعات ما تزال قاتمة.
ويتوقع البنك المركزي الألماني أن "يشهد الإنتاج تباطؤاً في أحسن الأحوال" خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، مشيراً إلى استمرار انخفاض الطلبيات الخارجية وحذر المستهلكين في الإنفاق. كما أظهر مؤشر المعنويات الصادر عن معهد "إيفو" أن التحسن ما يزال بعيد المنال.
التضخم والتوظيف في ألمانيا
كانت بيانات التضخم والتوظيف في ألمانيا أفضل إلى حد ما، حيث تباطأت زيادة أسعار المستهلكين بأكثر من المتوقع في يناير إلى 3.1%، كما ظهرت مرونة سوق العمل بعد انخفاض معدل البطالة.
لكن رغم تمرير البرلمان مشروع قانون لتسوية الخلاف حول ميزانية 2024، فإن الخطة المالية للعام المقبل ما تزال معلقة. وفي جوانب أخرى من الاقتصاد، هناك فوضى طويلة الأمد بسبب إضراب موظفي المطار واحتجاج المزارعين.
من جانبه، قال وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، على هامش حدث أقامته بلومبرغ في فرانكفورت يوم الاثنين، إن بلاده تعاني بسبب فشلها في تعزيز الإنتاج. واختتم: "لم نعد قادرين على المنافسة. إننا نزداد فقراً لأنه ليس لدينا أي نمو. ونحن نتخلف عن الركب".