بلومبرغ
تهربت إيران من العقوبات وتمكنت من نقل الأموال سراً حول العالم باستخدام حسابات في اثنين من أكبر البنوك في المملكة المتحدة، وهما "لويدز بانكينغ غروب" (Lloyds Banking Group) و"سانتاندر يو كي" (Santander UK)، بحسب ما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز".
ذكرت الصحيفة يوم الأحد نقلاً عن وثائق أطلعت عليها أن المقرضين قدموا حسابات لشركات "واجهة" مملوكة سراً لشركة بتروكيماويات إيرانية خاضعة للعقوبات. قال التقرير إن خطة التهرب من العقوبات كانت مدعومة من قبل أجهزة المخابرات الإيرانية.
أضافت الصحيفة أن الشركة التجارية للبتروكيماويات التي تسيطر عليها الدولة وفرعها البريطاني تخضعان لعقوبات أميركية منذ عام 2018. والشركة متهمة بجمع الأموال لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
يتولى فيلق القدس مسؤولية التعامل مع العديد من علاقات طهران مع الجماعات الوكيلة في دول مثل العراق وسوريا ولبنان.
قيود قانونية
بحسب التقرير، فإن الشركة متهمة أيضاً بالتعاون مع روسيا لتمويل الميليشيات الوكيلة المدعومة من إيران.
قال ممثلو البنوك إنهم لا يستطيعون التعليق على العملاء الأفراد. وبناءً على تحقيقه، قال "سانتاندر" إنه لا ينتهك العقوبات الأميركية. وقال أحد الممثلين: "لدينا سياسات وإجراءات معمول بها لضمان امتثالنا لمتطلبات العقوبات وسنواصل العمل بشكل استباقي مع السلطات البريطانية والأميركية ذات الصلة". انخفضت أسهم البنك الإسباني بما يصل إلى 6% في مدريد يوم الإثنين.
قال متحدث باسم "لويدز" إن "الأنشطة التجارية للمقرض تتم لضمان الامتثال لقوانين العقوبات المعمول بها" و"بسبب القيود القانونية، لا يمكننا التعليق على تقديم تقارير الأنشطة المشبوهة إلى السلطات المختصة متى وإذا حدثت".
فحص كامل
قال البنك في بيان إن "لويدز" أجرى فحصاً كاملاً للتعرض ويعتقد أنه أوفى بجميع الالتزامات القانونية والتنظيمية.
رغم أن التقرير يستعرض حدثاً مهماً، إلا أنه لا يمثل بالضرورة خطراً مالياً على "لويدز"، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتيلجنس". وانخفضت أسهم "لويدز" بنحو 0.7% اعتباراً من الساعة 1:41 مساءً في لندن.
يعزز معدل حقوق المساهمين القوي للبنك (أعلى بكثير من 14%) وربحيته القوية قوته المالية، ومن غير المرجح أن تغير اتهامات العقوبات توقعاته لتوزيعات الأرباح أو قدرته على إعادة شراء الأسهم. توماس نويتزل، محلل لدى "بلومبرغ إنتيلجنس"
ماذا تقول "بلومبرغ إنتيلجنس"؟
مواجهات عسكرية
ذكرت الصحيفة نقلاً عن وثائق حللتها أن شركة البتروكيماويات استخدمت أيضاً شركات في المملكة المتحدة لتلقي أموال من كيانات واجهة إيرانية في الصين مع إخفاء ملكيتها الحقيقية من خلال اتفاقيات الأمناء والمديرين المرشحين.
فرضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مجموعة من العقوبات تستهدف برامج الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية بالإضافة إلى قدرتها على شن حرب إلكترونية ضد الولايات المتحدة.
كما ضربت العديد من المواقع في العراق وسوريا المرتبطة بالقدس. وجاءت تلك الهجمات رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بطائرة بدون طيار على قوات أميركية متمركزة في الأردن الشهر الماضي.
مؤخراً، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن في محاولة لوقف هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر.
سبق أن تم تغريم بنوك مثل "ستاندرد تشارترد" و"يوني كريديت إس بي إيه" بسبب انتهاك العقوبات الأميركية على إيران. ووافق بنك "ستاندرد تشارترد" على دفع أكثر من مليار دولار في عام 2019 مقابل الانتهاكات المتكررة بينما دفع بنك "يوني كريديت" 1.3 مليار دولار.