مصر تواصل محادثاتها مع صندوق النقد حول صفقة قد تجلب 10 مليارات دولار

time reading iconدقائق القراءة - 11
مباني الوزارات في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، مصر - المصدر: بلومبرغ
مباني الوزارات في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، مصر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

مددت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر حتى نهاية الأسبوع لإجراء محادثات عاجلة حول صفقة محتملة قد تجلب شركاء وتتجاوز تمويلاتها 10 مليارات دولار.

تناقش الدولة الواقعة في شمال أفريقيا زيادة برنامجها الحالي الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار -ولم يتم صرف سوى القليل منه حتى الآن- كجزء من حزمة أوسع قد تشمل أيضاً البنك الدولي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وتعد مصر بالفعل ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين المتخلفة عن السداد.

من غير الواضح ما إذا كان صندوق النقد الدولي يطلب تعويماً فورياً للجنيه المصري للتوقيع على الصفقة، ومن غير المتوقع أن يكون الداعمون التقليديون للقاهرة ومن بينهم دول الخليج الغنية التي انضمت إلى عمليات الإنقاذ السابقة لمصر، جزءاً من أي اتفاق جديد، وفقاً لما ذكرته المصادر.

لم يقدم صندوق النقد الدولي تعليقاً على هذا الأمر حتى وقت النشر. ولم يتسن الاتصال بالمسؤولين المصريين والبنك الدولي للتعليق.

من شأن التوصل إلى اتفاق أن يقطع شوطاً طويلاً نحو انتشال مصر من أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود، حيث تزيد الحرب بين إسرائيل وحماس المجاورة من الحاجة الملحة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في أكبر دولة بالشرق الأوسط من حيث عدد السكان.

ستغطي الصفقة على نحو كبير فجوة التمويل الخارجي لمصر في السنتين الماليتين 2024 و2025 وفق تقديرات وكالة موديز لخدمات المستثمرين. ولا تزال العملة الصعبة نادرة، والأبواب مغلقة تماماً أمام الحكومة لطرق أسواق السندات الدولية.

وأرجأ صندوق النقد الدولي مراجعتين لبرنامج مصر الحالي، الذي جرى الاتفاق عليه قبل أكثر من عام، في انتظار أن تسمح السلطات بسعر صرف أكثر مرونة والوفاء بوعود أخرى قبل تسليم المزيد من الأموال.

وخفض البنك المركزي المصري قيمة الجنيه ثلاث مرات منذ أوائل عام 2022، مما أدى إلى خسارة نصف قيمته مقابل الدولار. ورغم أن السعر الرسمي للجنيه استقر عند نحو 30.9 جنيه للدولار منذ مارس، لكن يتم تداوله بين 65 و70 جنيهاً في السوق السوداء هذا الأسبوع.

وفي الوقت نفسه، يسارع التجار إلى رفع رهاناتهم لجولة أخرى من تخفيض قيمة العملة قبل قرار البنك المركزي بشأن سعر الفائدة يوم الخميس.

انخفضت عقود الجنيه المصري غير القابلة للتسليم لأجل 12 شهراً إلى أكثر من 66 جنيهاً للدولار، وهو مستوى قياسي منخفض.

على الرغم من أن معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ يتوقعون أن يبقي البنك المركزي سعر الفائدة على الودائع عند 19.25%، فإن مورغان ستانلي وغولدمان ساكس يتوقعان زيادة حادة.

"الاستراتيجية المفضلة لدى السلطات هي السيطرة على سعر الصرف في السوق الموازية قبل توحيد سعر الصرف"، وفق فاروق سوسة، الخبير الاقتصادي في غولدمان ساكس. وأضاف أن "هذا يعني خفض الطلب على الدولار من خلال تشديد السياسات وزيادة العرض من خلال الاقتراض الخارجي. عندما يكون السعر الموازي مقبولاً، يصبح توحيد سعر العملة من خلال خفض قيمتها أسهل".

علاوة على الاضطرابات في التجارة والسياحة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، يتعين على مصر الآن أن تتعامل مع انخفاض عائدات قناة السويس، وهي مصدر مهم للعملة الأجنبية، إذ تتجنب العديد من السفن الممر المائي لحماية نفسها من الهجمات بالبحر الأحمر التي يشنها الحوثيون.

تغطي المناقشات الجارية بين مصر والمقرض الدولي الذي يقع مقره في واشنطن، الإصلاحات التي تحتاج مصر إلى تفعيلها لاستكمال المراجعات المتأخرة. ويشمل ذلك تشديد السياسات النقدية والمالية إلى جانب التحرك نحو نظام سعر صرف مرن.

في إشارة إلى أن مصر تحرز بعض التقدم نحو تحقيق بعض هذه الأهداف، وافق مجلس الوزراء يوم الأربعاء على اقتراح بخفض الإنفاق الاستثماري الحكومي ووقف المشروعات (الحكومية) الجديدة حتى يوليو على الأقل.

وقالت لور دي نيرفو، المحللة الرئيسية لشؤون مصر في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني: "من المهم بالنسبة للسلطات إعادة بناء الثقة من خلال حزمة من الإصلاحات والإشارات الإيجابية للسوق".

تصنيفات

قصص قد تهمك