بلومبرغ
دافع كبير مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الأمن القومي عن إجراء مزيد من الاتصالات مع الصين، بما في ذلك التواصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل اتباع ما يسمى تدابير إزالة المخاطر.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان خلال فعالية لمجلس العلاقات الخارجية مساء أمس الثلاثاء في واشنطن: "سنتخذ خطوات إضافية ونحن نتقدم على هذا المسار".
أضاف أن إجراءات إزالة المخاطر التي ترمي إلى جعل الولايات المتحدة أقل اعتماداً على الصين، ستكون مصممة بصفة خاصة لضمان أنها "تستهدف معالجة مخاوفنا المتعلقة بالأمن القومي وليست ضمن جهود أوسع لفصل أنظمتنا البيئية التكنولوجية أو اقتصادينا". لكنه رفض إعطاء أي تفاصيل عن "طبيعة تلك الإجراءات أو الجدول الزمني لها".
محادثات
جاء حديث سوليفان بعد أيام من إجراء محادثات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بانكوك. ورفض الإدلاء بأي تفاصيل حول "الجدول الزمني" للتدابير الإضافية وطبيعتها.
ناقش سوليفان جوانب مختلفة من النهج الأميركي، بما في ذلك تعزيز العلاقات مع الحلفاء في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ. وقال: "لقد بذلنا جهداً كبيراً أيضاً حتى نضمن ألا تصبح التكنولوجيا المتقدمة والحساسة التي تطورها شركاتنا مصدراً للمخاطر".
وأضاف أن "تبني سياسة مستدامة تجاه الصين يتعلق بأن نأخذ في اعتبارنا حقائق متعددة في وقت واحد، والعمل بصورة متكررة للتوفيق بينها".
تمثل تصريحات سوليفان أحدث الجهود التي تكشف عن توازن في الاستراتيجية الأميركية تجاه ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد أثنى على جولات مكثفة من الجهود الدبلوماسية التي تحققت في العام الماضي في شكل زيارات مسؤولين إلى بكين مع تسليط الضوء على استمرار اختلاف المواقف حول مسألتي تايوان وحقوق الإنسان، علاوة على حث الصين على استخدام نفوذها للمساهمة في إزالة التوترات في منطقة البحر الأحمر ومناطق أخرى.
وأشار إلى أن النتيجة المركزية لمناقشاته مع وانغ على مدى يومين في تايلندا الأسبوع الماضي، هي أن الجانبين اتفقا على إجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن وشي في وقت لم يتحدد بعد من ربيع العام الجاري. والتقى الزعيمان في ولاية كاليفورنيا الأميركية في نوفمبر الماضي، ما أسفر عن تحقيق تقدم على صعيد مكافحة تهريب الفنتانيل وإعادة الاتصالات بين الجهات العسكرية في البلدين.
أزمة البحر الأحمر
كشف سوليفان أنه حث وانغ على المساعدة في وقف هجمات المسلحين الحوثيين على السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر، مشيراً إلى مسؤوليات الصين بوصفها عضواً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وجاءت المناقشة بينهما قبل وقوع هجوم في الأردن شنته مجموعة أخرى من المسلحين المدعومين من إيران أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات.
وقال سوليفان إن إحدى القضايا التي ركزت عليها المناقشات بدرجة أكبر تتعلق باستمرار "الهجمات في البحر الأحمر وتعطيل أحد الشرايين الحيوية في حركة التجارة البحرية، بما يقوض أمن سلاسل التوريد في الاقتصاد العالمي، ويؤدي تحديداً إلى تعطيل التجارة بين أوروبا والصين".
وأضاف أن الصين "عليها أن تستخدم نفوذها لدى طهران، لدفع المسؤولين في طهران إلى استخدام نفوذهم في الشرق الأوسط لمواجهة هذا النوع من الممارسات".
ودعا متحدث باسم وزارة خارجية الصين الأسبوع الماضي "جميع الأطراف إلى التوقف عن إشعال التوترات" في البحر الأحمر، وحث على وقف الهجمات على حركة الملاحة.
حاولت الصين أن تتخذ موضعاً لنفسها باعتبارها طرفاً محايداً، إذ تنذر الأعمال العدائية في الشرق الأوسط بالتوسع مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، في تكرار لموقفها من أزمة أوكرانيا. وقد عرض المسؤولون الصينيون المساعدة في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام من دون إدانة الغزو الروسي بصورة علنية.
وأوضح بايدن أمس الثلاثاء أن إيران مسؤولة عن توفير الأسلحة المستخدمة في الضربة الجوية في الأردن، وأنه اتخذ قراراً بشأن طريقة الرد، على الرغم من أنه لم يبين تفاصيل خططه. ويواجه الرئيس الأميركي ضغوطاً من المشرعين الأميركيين للرد على الهجوم، بمن فيهم بعض الذين حثوه على شن ضربة جوية على الأراضي الإيرانية.
دور الصين
ذكر سوليفان أنه شعر بالدهشة جراء الآراء والتنبؤات المختلفة في ما يتعلق بالاقتصاد الصيني، مشيراً إلى أن أداء الولايات المتحدة كان مختلفاً عن إجماع المحللين قبل سنة أو أكثر. وأضاف أن الولايات المتحدة تتوقع أن "تكون الصين لاعباً أساسياً على المسرح العالمي في المستقبل القريب".
وفي تلميح لوجهة نظر إدارة بايدن في البيت الأبيض حول طريقة فصل نهجهم تجاه الصين عن نهج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المنافس الجمهوري المحتمل لإعادة انتخاب بايدن، أشار سوليفان إلى أن الإدارة السابقة "قامت بتحديث تشخيصها لمدى وطبيعة التحدي الصيني، لكنها لم تطور الاستراتيجية والأدوات بصورة كافية لمواجهته".