بلومبرغ
حثت دولة الإمارات الولايات المتحدة على دعم وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة، محذرة من أن خطر اتساع رقعة الصراع يزداد يومياً في ظل استمراره منذ ثلاثة أشهر.
وقالت السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في مقابلة عبر الإنترنت من نيويورك: "نحن بحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار الآن.. لا يمكننا الانتظار 100 يوم أخرى". وأضافت: "المخاطر كبيرة، ومن الواضح للعيان أن الحرب في غزة هي جرح مفتوح، وتزعزع استقرار المنطقة"، مضيفة أن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تخفيف حدة التوتر.
معضلة الفيتو الأميركي
ويمثل التحذير الذي أطلقته الإمارات التي تُعتبر أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، مستوى جديداً من القلق بشأن تصاعد الهجمات التي تشمل إسرائيل وإيران ووكلاءها والقوات الأميركية، مع استمرار القتال في غزة وسط دمار واسع النطاق وارتفاع عدد القتلى من المدنيين.
وكانت حركة حماس المسلحة المدعومة من إيران، والتي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، قتلت 1200 شخص وخطفت 240 آخرين في توغلها في السابع من أكتوبر بجنوب إسرائيل. ورداً على ذلك، هجّرت القوات الإسرائيلية معظم سكان غزة البالغ عددهم مليونا نسمة، وقتلت أكثر من 24 ألفاً، وفقاً للسلطات الصحية التي تديرها حماس. وفي منتصف ديسمبر، قدّر البنك الدولي أن القصف الإسرائيلي ألحق دماراً كلياً أو جزئياً بأكثر من 60% من البنية التحتية في غزة.
حماس: استخدام أميركا للفيتو بمجلس الأمن "لا أخلاقي ولا إنساني"
وامتنعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن المطالبة بوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد طلب لوقف إطلاق النار كانت قد تقدمت به الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي في ديسمبر.
وتعهدت الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بمواصلة هجومها، ورفضت اقتراحاً تقدمت به خمس دول عربية، منها الإمارات، ودعمته الولايات المتحدة لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، لأنه مشروط بالدعم الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية.
وكلاء إيران يدخلون على الخط
ومنذ بداية الحرب في غزة، تدور مناوشات شبه يومية على حدود إسرائيل مع لبنان بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران. وتزايد التوتر الإقليمي بشدة منذ أواخر العام الماضي مع قيام إسرائيل بسلسلة اغتيالات ضد حماس وحزب الله وقادة إيرانيين، فيما تتبنى إيران علناً موقفاً هجومياً في حربها بالوكالة مع الدولة اليهودية.
اتهمت إيران أمس السبت إسرائيل بشن هجوم صاروخي على مبنى في العاصمة السورية دمشق يُستخدم كمقر إقامة لمستشارين عسكريين إيرانيين، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وجاءت الضربة في أعقاب هجوم شنته إيران الأسبوع الماضي على ما قالت طهران إنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.
وقالت القيادة المركزية الأميركية أيضاً إن مسلحين مدعومين من إيران أطلقوا عدداً من الصواريخ الباليستية أمس السبت في غرب العراق، مستهدفين قاعدة الأسد الجوية. وفي حين تسنى اعتراض معظم الصواريخ، فإن بعضها أصاب القاعدة. وجاء في منشور على موقع "إكس" أن عدداً من الجنود الأميركيين يخضعون لفحص لتحديد مدى إصابتهم في الدماغ، فيما جُرح جندي عراقي واحد على الأقل.
أزمة البحر الأحمر
وفي الوقت ذاته، يعطل المتمردون الحوثيون المسلحون من إيران في اليمن التجارة العالمية من خلال مهاجمة سفن الشحن التي تنقل البضائع عبر البحر الأحمر، على الرغم من الضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة. كما تتزايد الهجمات التي تشنها الجماعات المرتبطة بإيران على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
وقالت نسيبة: "إذا كان الهدف هو عدم زيادة التطرف والإرهاب في منطقتنا، فإن ذلك (الوضع الحالي) يمكن وصفه بأنه مثال على كيفية عدم تحقيق هذا الهدف".