المصدر:
بلومبرغ
سحب مدير أكبر صندوق لمعاشات التقاعد في النرويج استثمارات حجمها 15 مليون دولار من شركات خليجية بسبب مخاوف من أنها قد تسهل انتهاكات حقوق الإنسان، فيما قرر التخارج من "أرامكو السعودية" بسبب مخاطر المناخ.
أدرج صندوق "كيه إل بي" (KLP)، الذي يشرف على 70 مليار دولار، عشرات الشركات المدرجة في السعودية وقطر والإمارات والكويت على القائمة السوداء التي لا يستثمر فيها. وقال الصندوق إن سحب الاستثمارات يعكس في الغالب خطراً "غير مقبول" للمساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان، مع استهداف "أرامكو" بشكل منفصل بسبب تأثيرها السلبي على البيئة.
مخاوف حقوقية وبيئية
تشمل الشركات المستبعدة مؤسسات في قطاع العقارات، إذ يقول "كيه إل بي" إن العمال المهاجرين من أفريقيا وآسيا يواجهون التمييز وانتهاكات حقوق الإنسان. كما استهدف صندوق التقاعد قطاع الاتصالات، حيث أشار إلى تطور الذكاء الاصطناعي على اعتبار أنه يفاقم مخاطر المراقبة والرقابة في المنطقة.
كتب كيران عزيز، رئيس الاستثمار المسؤول في "كيه إل بي"، عبر بيان: "لا تزال دول الخليج تسودها أنظمة حكم تقيد حرية التعبير والحقوق السياسية، بما في ذلك حرية المنتقدين ونشطاء حقوق الإنسان".
تباين أداء أسهم الشركات المدرجة على القائمة السوداء اليوم الخميس، مع ارتفاع بعضها إلى جانب نظيراتها في الأسواق الناشئة، في حين انخفض البعض الآخر. وانخفضت أسهم "أرامكو"، مقتفية أثر انخفاض أسعار النفط الليلة الماضية. وبشكل عام، يأتي تعرض المستثمرين الأجانب بشكل أقل للأسواق الخليجية- التي تشكل ما يزيد قليلاً عن 7% من المؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) للأسواق الناشئة-بسبب عمليات التعويم الحرة الأصغر والإدراجات الأحدث في المؤشر.
يدير صندوق "كيه إل بي" معاشات التقاعد للقطاع العام، بما في ذلك البلديات النرويجية، ويصف نفسه بأنه مستثمر مسؤول يرغب في سحب استثماراته من الشركات لمراعاة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. واستهدف في السنوات القليلة الماضية شركة "أداني غرين إنرجي" (Adani Green Energy) لمخاوف من أن الشركة ربما ساعدت عن غير قصد في تمويل الأنشطة الملوثة من خلال الحصول على حصة فيها، وكذلك الشركات التي مقرها الولايات المتحدة والتي تشرف على مراكز اللاجئين المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان، فضلاً عن الشركات المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
تعاون مثمر ولكن!
قال عزيز من "كيه إل بي" إن سحب الاستثمارات من"أرامكو" يرجع بشكل أساسي إلى أن خطة تحول الطاقة في الشركة المنتجة للنفط والغاز لم تلب التوقعات. وقال صندوق التقاعد إنه وجد أن التعامل مع الشركات في دول الخليج كان مثمراً، لكنه أضاف أنه من الصعب على المساهمين التأثير على "أرامكو" لأنها مملوكة في الغالب للدولة.
واختتم "كيه إل بي" أن مبلغ 15 مليون دولار الذي سيسحبه كان يفترض أن يناهز 27 مليوناً إذا كانت استثماراته تتطابق بشكل أوثق مع وزن المؤشر للأسهم.
تصنيفات
