الشرق
تسعى السعودية ومجموعة "هيونداي لبناء السفن والمعدات الثقيلة" لتوسعة نطاق التعاون المشترك ليشمل إلى جانب بناء السفن، مشروعات في مجال الطاقة الصديقة للبيئة.
قال نائب رئيس المجموعة جونغ كي-سون في بيان نشرته وكالة "يونهاب للأنباء" الكورية الجنوبية: "نبحث باستمرار عن فرص للتنمية المشتركة في المستقبل"، مشيراً إلى أن مجموعته مهتمة بمشروعات الطاقة المتجددة في السعودية.
كي-سون كان يتحدث خلال لقائه في مقر المجموعة في مدينة أولسان على بعد 300 كيلومتر جنوب شرق سيؤول، وزير الصناعة والثورة المعدنية السعودي بندر الخريف الذي يزور كوريا الجنوبية تلبية لدعوة من كي-سون أثناء زيارته المملكة في إطار الوفد الاقتصادي الذي رافق الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول في أكتوبر.
مشروعات ضخمة
تنفذ مجموعة "هيونداي لبناء السفن والمعدات الثقيلة" عدداً من المشروعات في السعودية، بما في ذلك حوض بناء السفن المشترك، حيث تعتبر "هيونداي للصناعات الثقيلة" شريكاً رئيسياً في "الشركة العالمية للصناعات البحرية" السعودية، وهي مشروع مشترك بين الشركة الكورية و"أرامكو السعودية" و"البحري" و"لامبريل"، وتُعدّ أكبر حوض لبناء السفن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمتد على مساحة تقارب 12 مليون متر مربع. وتوفر "العالمية للصناعات البحرية" خدمات بناء وصيانة وإصلاح السفن التجارية، بما في ذلك ناقلات النفط الضخمة، وناقلات البضائع السائبة، وسفن المساندة البحرية، ومنصات الحفر البحرية.
كذلك، تتعاون "هيونداي للصناعات الثقيلة" مع "أرامكو" في مشروع للهيدروجين والأمونيا، حيث تستورد "هيونداي أويل بنك"، وهي وحدة التكرير التابعة لـ"هيونداي القابضة"، غاز البترول المسال من "أرامكو" لإنتاج الهيدروجين الأزرق المستخرج من موارد الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي، فيما يتم توفير الكربون الذي يتم التقاطه وتخزينه أثناء عملية الإنتاج إلى "أرامكو" لاستخراج النفط الخام من حقول النفط.
قطاع جاذب للاستثمارات الأجنبية
يعتبر قطاع الطاقة المتجددة في المملكة أحد أبرز القطاعات التي تستقطب اهتماماً أجنبياً متزايداً في ظل احاجة إلى استثمار مئات مليارات الدولارات خلال هذا العقد في الطاقات المتجددة ومحطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي، لتحقيق أهداف الإنتاج الموضوعة، بحسب ما أكدته مؤخراً شركة "أكوا باور" السعودية العاملة في مجال تطوير وتشغيل محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه.
وإلى جانب كوريا الجنوبية، تبدي شركات الطاقة النظيفة في دول أخرى كالصين اهتماماً كبيراً بالمملكة كوجهة رئيسية مستهدفة لعولمة قواعدها الصناعية، ومن بينها شركة "تي سي أل شونغهوان رنيوابل إنرجي تكنولوجي" الصينية التي تبني مصنعاً لرقائق الطاقة الشمسية بقدرة 20 غيغاواط في المملكة، وأيضاً شركة "إنفيجن" (Envision)، المصنعة لطاقة الرياح في الصين، والتي سلمت مؤخراً الدفعة الأولى من التوربينات إلى أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم بمدينة نيوم المستقبلية المطلة على الساحل الشمالي الغربي للمملكة.