مكاسب مستمرة لمستثمري الاكتتابات الخليجية بفضل صعود الأسهم

الأسهم ترتفع بعد الإدراجات والمنطقة نقطة مضيئة في مشهد الطروحات العالمي الكئيب

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعارا هيئة الطرق والمواصلات و\"تاكسي دبي\" على سيارة أجرة في دبي، الإمارات العربية المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شعارا هيئة الطرق والمواصلات و"تاكسي دبي" على سيارة أجرة في دبي، الإمارات العربية المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعد الخليج العربي الفائز الأكبر في سوق الاكتتابات العامة الأولية التي عانت من التراجع هذا العام، حيث تواصل مبيعات الأسهم المزدهرة في المنطقة تقديم عوائد مجزية للمستثمرين.

تحافظ الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة على صلابتها، في تناقض صارخ مع الإدراجات الهزيلة في معظم مناطق العالم الأخرى، حيث طُرحت 37 شركة للاكتتاب العام الأولي في سوق الأوراق المالية في عام 2023، بعد إدراج 50 شركة العام الماضي. ومن أوجه الاختلاف الكبيرة الأخرى بين الخليج والمناطق الأخرى، هو ارتفاع أسعار أسهم معظم الشركات المدرجة حديثاً بعد الاكتتاب العام. بما في ذلك ارتفاع سعر السهم في أول تداول بعد الطرح.

وكان أحدث الأمثلة البارزة في هذا الصدد هو الاكتتاب العام لشركة "تاكسي دبي"، بقيمة 315 مليون دولار الذي جمع طلبات تزيد عن 41 مليار دولار. وحصل المشترون الذين توقعوا صعوداً مدوياً بسعر السهم في أول تداول بعد الطرح على مكاسب كبيرة، حيث أغلقت الأسهم مرتفعة 19% في أول أيام تداولها مقارنة بسعر الاكتتاب.

أداء قوي لأسهم الشركات الخليجية

يرى فيصل حسن، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة "المال كابيتال"، أن هذا الأداء القوي يعكس جودة أسهم الشركات المدرجة في البورصات، كما أن المستثمرين ينظرون بشكل متزايد إلى الاكتتابات العامة الأولية كمصدر لجني عوائد أعلى من المتوسط.

وأضاف: "هناك سيولة مالية كبيرة تنهمر على الطروحات العامة الأولية في الخليح، وهو ما تمكن رؤيته في مستويات الطلبات القوية عليها. مع ذلك، يعود الفضل أيضاً لجهات الإصدار وبنوك الاستثمار التي تُسعر الاكتتابات العامة الأولية على نحو مغري".

بعد ازدهار الطروحات الأولية الخليجية.. متى تنتعش الاكتتابات الثانوية؟

وحتى بعد صعود الأسهم في أول أيام تداولها، لم يكن الأداء مخيباً للآمال. ومن بين الشركات الخليجية الـ16 التي جمعت ما لا يقل عن 50 مليون دولار في الطرح العام الأولي لهذا العام، هناك شركتان فقط تراجعت أسهمها، هما: "إنفستكورب كابيتال" في أبوظبي، و"المرابحة المرنة للتمويل" (مرنة) في السعودية.

وفي المتوسط، ارتفعت أسهم هذه الشركات الـ16 بنسبة 38% في أول أيام تداولها بعد الطرح، لتتفوق بذلك -وبفارق كبير- على المجموعات المماثلة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

أسواق الطروحات العالمية الأخرى

لا يعد الخليج العربي النقطة الوحيدة المضيئة في مشهد الاكتتابات العامة العالمي، حيث قفزت أحجام الإدراجات الجديدة في تركيا كذلك إلى مستويات قياسية عند تقويمها بالدولار، ولم ينخفض سعر السهم في أي اكتتاب عام أولي جمع ما لا يقل عن 50 مليون دولار في الدولة هذا العام. لكن السبب الرئيسي وراء هذا الانتعاش هو أن المستثمرين الذين أقبلوا بقوة على سوق الأسهم التركية يحاولون التحوط من التضخم المتفشي في البلاد.

طروحات الشرق الأوسط تزدهر بنهاية العام رغم التراجع العالمي والحرب

مع ذلك، كانت سوق الاكتتابات العامة في المناطق الأخرى ضعيفة إلى حد كبير. وفي أوروبا -باستثناء تركيا- أسفرت الطروحات العامة الأولية التي جمعت ما لا يقل عن 50 مليون دولار عن خسائر للمستثمرين بنسبة 3.7% في المتوسط. وأظهرت البيانات أن الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة حققت عوائد بنسبة 6%، فيما بلغت الزيادة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حوالي 29%.

ومنذ أواخر عام 2021، كان الارتفاع الحاد في نشاط الطروحات العامة في الخليج مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط وتزايد اهتمام المستثمرين بالمنطقة وبرامج الخصخصة الحكومية.

إقبال كبير من المستثمرين

اجتذبت عمليات الإدراج في مختلف أنحاء المنطقة مليارات الدولارات من المستثمرين المحليين والدوليين-على حد سواء- الذين يحرصون على اقتناص الحصص المطروحة والتي تكون بنسبة صغيرة عادة. ففي اكتتاب "تاكسي دبي" على سبيل المثال، طرحت حصة قدرها 25%، لكن بعض الشركات باعت نحو 5% فقط.

شهية قياسية للمستثمرين على الطروحات الأولية الخليجية

ولفت رايان ليماند، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "نيوفيجن ويلث مانجمنت" (Neovision Wealth Management)، إلى أن تدفق صناديق التحوط والمليارديرات والمكاتب العائلية على الإمارات عزز أيضاً الطلب على طروحات الأسهم الجديدة. مضيفاً أن مديري الأموال هؤلاء باتوا يستثمرون "مزيداً من أموالهم في السوق المحلية".

تصنيفات

قصص قد تهمك