بلومبرغ
تراجع التضخم في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما عزز الرهانات على أن البنوك المركزية على جانبي المحيط الأطلسي ستبدأ في خفض أسعار الفائدة بحلول منتصف العام المقبل.
من ناحية أخرى، تتحسن توقعات النمو في مختلف أنحاء أوروبا، ولكن الانتعاش يظل هشاً في شرق الاتحاد الأوروبي. كما أن التعافي الاقتصادي الذي تشهده الصين واليابان حالياً ضعيف أيضاً نظراً لتباطؤ الاستهلاك، من بين عوامل أخرى.
وفيما يلي بعض الرسوم البيانية التي نشرتها بلومبرغ هذا الأسبوع عن آخر تطورات الاقتصاد العالمي:
الولايات المتحدة:
تباطأ معدل التضخم في الولايات المتحدة على نطاق واسع في أكتوبر، وهو ما رحبت به الأسواق باعتباره إشارة قوية إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة. كما قدم المعاملون رهاناتهم بشأن الموعد الذي سيخفض فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة في النصف الأول من العام المقبل.
هناك حديث عن انقسام كبير في سوق الإسكان في الولايات المتحدة، حيث يئن المشترون الجدد تحت وطأة معدلات فائدة على الرهن العقاري 8%، بينما يتشبث المشترون السابقون بامتنان بقروض أقل من 3%. وثمة مجموعة ثالثة أكثر حظاً: ألا وهي العدد المتزايد بسرعة من الأميركيين الذين يمتلكون منازلهم بشكل مباشر. وبلغت حصة المنازل الخالية من الرهن العقاري مستوى قياسياً يقترب من 40%.
على مدى الاجتماعات الأحد عشر الماضية للجنة السوق المفتوحة ببنك الاحتياطي الفيدرالي، لم يصوت أي عضو ضد الإجراءات التي قادها الرئيس جيروم باول، وهو امتداد طويل على نحو استثنائي من الإجماع الذي يدحض وجود خلافات أساسية وعدم اليقين بشأن اتجاه السياسة النقدية والاقتصاد.
أوروبا
انخفض معدل التضخم في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ عامين، مما يعزز الرهانات على أن بنك إنجلترا سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من منتصف العام المقبل.
ستتجنب منطقة اليورو وأكبر اقتصاداتها الركود مع عودة النمو في نهاية العام، مدعوماً بتباطؤ التضخم وسوق العمل القوي، وفق توقعات جديدة للاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أيضاً أن تتجنب ألمانيا الركود، رغم أن أداءها أسوأ من نظيراتها وسط ركود طويل الأمد في قطاع التصنيع.
تدخل أكبر الاقتصادات في شرق الاتحاد الأوروبي مرحلة انتعاش هشة، إذ يشجع تراجع التضخم المستهلكين على البدء في الإنفاق مرة أخرى. ومع ذلك، لا تزال الصورة غامضة مع تراجع التضخم ببطء في الأشهر المقبلة. ويعاني التصنيع أيضاً من انخفاض الطلب في منطقة اليورو، وهي شريك تجاري رئيسي.
آسيا
عاد الاقتصاد الياباني إلى الانكماش مرة أخرى خلال الصيف، مما يسلط الضوء على هشاشة التعافي في البلاد ويدعم استمرار الدعم من بنك اليابان والحكومة. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي 2.1% في الربع الثالث، ويرجع ذلك إلى حد بعيد إلى انخفاض الإنفاق التجاري، وعدم التعافي في الإنفاق الاستهلاكي، وارتفاع الواردات.
تباطأ انتعاش الاستهلاك في الصين وفقدت ثقة الشركات الخاصة قوتها الدافعة في أكتوبر، وفقاً لاستطلاعات مستقلة وبيانات بديلة تشير إلى أن التعافي الاقتصادي لا يزال متعثراً.
اتسع العجز التجاري في الهند إلى مستوى قياسي الشهر الماضي مع ارتفاع الواردات، مدعومة بالإنفاق الاستهلاكي القوي قبل موسم المهرجانات. وبلغت قفزة نسبتها 12.3% في الواردات مستوى مرتفعاً جديداً عند 65.03 مليار دولار مع زيادة الطلب على معظم المواد، بما في ذلك الذهب والإلكترونيات والنفط الخام قبل عيد ديوالي–مهرجان الأضواء الهندوسي.
الأسواق الناشئة
ارتفعت أسعار المستهلكين في الأرجنتين الشهر الماضي بأسرع وتيرة لها منذ أن بدأت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية تخرج من تضخم جامح مستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، مما يسلط الضوء على الحالة المزرية للاقتصاد قبل جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد.
العالم
التنافس بين الولايات المتحدة والصين وجد ليبقى. وهناك الكثير من الشكاوى من الجانبين وجوانب الخلاف المستعصية بينهما، بدءاً من مستقبل تايوان إلى القواعد الأساسية للمنافسة الاقتصادية العادلة، وهو ما يجعل من غير الممكن أن يتغير هذا الوضع.