بلومبرغ
أعلن صندوق "رؤية" التابع لمجموعة "سوفت بنك" عن تفاقم خسائرة بسبب انخفاض تقييم شركة "وي ورك" (WeWork)، والشركات الأخرى الموجودة في محفظته، بالإضافة إلى الخسائر من تدهور سعر صرف العملة، وهو ما قد يضر بجهود مؤسسه، ماسيوشي سون، لاقتناص صفقات جديدة في الشركات الناشئة.
خسر صندوق رؤية نحو 258.9 مليار ين (1.7 مليار دولار) حتى نهاية سبتمبر، بعدما شطب أسهم "وي ورك" والضمانات التي يحتفظ بها، قبل تقديم الشركة طلباً للحماية من الإفلاس هذا الأسبوع، إضافة إلى انخفاض التقييم في الشركات الأخرى المدرجة على محفظة الصندوق مثل مجموعة "سينس تايم" (Sensetime)، و"أوتو ستور هولدينغز" (AutoStore Holdings)، و"سيمبوتك" (Symbotic) مما فاقم الخسائر.
ورغم أن الخسارة كانت أقل من 1.02 تريليون ين المسجلة قبل عام واحد، فإنها تلقي بظلال من الشك على إعلان "سوفت بنك" أن الأسوأ قد انتهى بالنسبة لصندوق "رؤية"، الذي ضخ أكثر من 140 مليار دولار في مئات الشركات الناشئة الخاسرة في جميع أنحاء العالم.
إفلاس "وي ورك" يكبد مؤسس "سوفت بنك" 11.5 مليار دولار
ولا وضوح يُذكر بشأن أداء غالبية شركات محفظة "رؤية" غير المدرجة.
شكوك كبيرة حول "سوفت بنك"
قال تومواكي كاواساكي، أحد كبار المحللين في "إيواي كوسمو سيكيوريتيز" (Iwai Cosmo Securities): "من الصعب أن نكون متفائلين، إذ إن هناك القليل من عدم اليقين بشأن كيفية تطور الأمور على المدى القريب. لكن الاهتمام الآن ينصب على كيفية وما إذا كانت استثمارات "سوفت بنك" في الشركات ذات الصلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ستعزز قيمة المساهمين وصافي قيمة الأصول.
مؤسس "سوفت بنك" يحذّر اليابان من التخلّف عن فورة الذكاء الاصطناعي
ساهمت خسائر صندوق "رؤية" والضربة الناجمة عن ضعف الين في خسارة صافية على مستوى المجموعة 931.1 مليار ين، بانخفاض عن أرباح 3.03 تريليون ين العام الماضي عندما استحوذت "سوفت بنك" على حصته في "مجموعة علي بابا القابضة". وكان محللون قدّروا في المتوسط بلوغ صافي دخل المجموعة 203.4 مليار ين.
تحاول "سوفت بنك" استعادة مكانتها بعد أن خسرت وحدتها "رؤية" 53 مليار دولار في العامين الماضيين بسبب تعثر شركات ناشئة ضخت أموالاً فيها. وأتاح طرح عام أولي قيمته 4.9 مليار دولار لوحدة الرقائق "أرم هولدينغز" لمجموعة "سوفت بنك" رأس مال لمواصلة الصفقات.
رهانات سون الاستثمارية
قام المؤسس سون بسلسلة من الرهانات هذا العام على تكنولوجيا القيادة الذاتية، خاصة في مجال النقل والخدمات اللوجستية. وهي تشمل استثمارات في شركة "ستاك إيه في" (Stack AV) الناشئة في مجال النقل بالشاحنات الذاتية القيادة، وهي مشروع مشترك للتخزين باستخدام الذكاء الاصطناعي مع "سيمبوتيك" (Symbotic) ومواصلة استثمارات "في شركة تصنيع برمجيات الملاحة "ماب بوكس" (Mapbox)، وهي ضمن محفظة شركات صندوق "رؤية".
"سوفت بنك" تنتقد تخفيض "S&P" تصنيفها الائتماني
قال كيرك بودري، المحلل في "أستريس أدفايزوري" (Astris Advisory )، في مذكرة للمستثمرين قبل الإعلان: "هناك خطر من أن يكون الخوف من التخلف عن ركب الذكاء الاصطناعي هو الذي يحرك الأمور. من الواضح أنه إذا كان ماسا (اختصار للاسم ثاني من رئيس سوفت بنك ماسايوشي سون) حريص على شيء ما، فسوف تقوم سوفت بنك بهذا الاستثمار، تاركة أي نقاش نظري عن حواجز الحماية و/أو نهج أكثر تحفظاً".
وبينما استثمرت "سوفت بنك" مليارات الدولارات في شركات ناشئة غير مربحة ابتداء من 2017، فقد ضخمت التقييمات (استثمرت في شركات ناجحة مما رفع تقييماتها) في أنحاء العالم قبل أن تتأثر بحملة تنظيمية يشهدها قطاع التكنولوجيا الصيني منذ 2020 ورفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة العام الماضي. وأمضت الشركة أشهراً في تدوين الخسائر مع الحد من الاستثمارات الجديدة.
نتائج "أرم" دون التوقعات
يبدو أن "سوفت بنك" تستثمر بشكل مباشر في الصفقات الأخيرة، متجاوزة صندوق "رؤية". أما صندوق "رؤية" الثاني فيتطلب موافقة لجنة استثمار إضافية رغم أنه ممول بالكامل من قبل "سوفت بنك".
وفي نهاية سبتمبر، كان لدى مجموعة "سوفت بنك" نحو 110 شركات في محفظتها الاستثمارية، ومنها "علي بابا" و"تي-موبايل يو إس" (T-Mobile US ) ودويتشه تيليكوم" (Deutsche Telekom).
أسهم سوفت بنك تتراجع مع زوال بريق اكتتاب "أرم"
وقبل نتائج "سوفت بنك"، جاءت توقعات مبيعات وحدة الرقائق "أرم" مخيبة للآمال بسبب ركود طال أمده في سوق الهواتف الذكية وعدم اليقين بشأن اتفاقيات الترخيص، مما أدى إلى انخفاض السهم إلى أقل من سعر الاكتتاب العام الأولي في سبتمبر البالغ 51 دولاراً.