الشرق
من قلب كتيبة عسكرية في شمال سيناء بحضور فئات مؤثرة في المجتمع المصري ظهر رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلف مذياع يعلن من خلاله عن خطة مصرية لتنمية وتعمير شمال سيناء تتضمن إعادة أبناء شمال سيناء إلى المنطقة بعد إخلاء خلال السنوات الماضية للمناطق المتاخمة للحدود في منطقة رفح.
توقيت إعلان الخطة يأتي في وقت حرج تمر به منطقة الشرق الأوسط في ظل السعي الإسرائيلي لتنفيذ خطة يقول مراقبون إنها تسعى إلى تهجير سكان غزة الفلسطينية إلى شمال سيناء، عبر هجمات مستمرة على المدنيين بالقطاع لدفعهم إلى مناطق خالية في شمال سيناء المصرية.
رئيس الوزراء المصري الذي ظهر بحماسة غير معهودة في حديثه الذي تضمن كلمات غير مكتوبة، أكد على أن تنفيذ الخطة سيبدأ في أسرع وقت ممكن بقوله "التنفيذ سيبدأ من اليوم" وفي عبارة أخرى قال "سنبدأ من الغد".
التنمية في شمال سيناء وتغيير الصورة الذهنية بأنها مناطق صحراوية خالية من السكان هو الهدف الذي أكد عليه مدبولي، مشيراً إلى أن خطة التنمية التي تمتد على مدار خمس سنوات قد خُصص لها 363 مليار جنيه (ما يعادل 11.6 مليار دولار)، وتتضمن محاور متعددة للتنمية الاقتصادية والعمرانية.
محاور التنمية
المحاور الاقتصادية التي تضمنتها الخطة المعلنة تشمل تنمية صناعية وزراعية ومنتجعات سياحية على البحر المتوسط شمالاً بصورة وصفها رئيس الوزراء المصري بأنها ستكون أكثر تميزاً من الساحل الشمالي الغربي في مصر.
كان مدبولي حريصاًَ على إظهار البذور التي تم غرسها خلال السنوات الماضية بالتوازي مع مكافحة جماعات مسلحة استمرت أكثر من 10 سنوات، وذلك حينما أشار إلى حجم الإنفاق المالي على مشاريع تنمية سيناء خلال السنوات العشر الماضية بقيمة 283 مليار جنيه مصري، والتي ستكون داعمة للخطة الخمسية القادمة والتي كان من بينها محطة معالجة الصرف لتوفير المياه اللازمة لاستصلاح مئات الآلاف من الأفدنة المؤهلة للزراعة.
مشاريع ربط سيناء بقلب مصر التي تم العمل عليها خلال السنوات الماضية تضمنت 5 أنفاق جديدة تمر أسفل مياه قناة السويس بدلاً من نفق واحد يعمل منذ عقود وهو نفق الشهيد أحمد حمدي. كذلك أكد مدبولي أن الربط البري تضمن توسعة جسر الفردان الذي يمر فوق قناة السويس.
شبكة مواصلات
ستتضمن الخطة الجديدة شبكة سكك حديدية تمر بطول الساحل الشمالي لمصر في منطقة سيناء لربطها بمدن مصر الرئيسية لإلغاء التصور الذي يراه البعض بأنها منطقة معزولة عن البلاد على حد وصف مدبول، كما تشمل شبكة طرق بآلاف الكيلومترات.
المناطق الاقتصادية المتخصصة والحرة لم يغفلها رئيس الوزراء المصري في حديثه الذي ألمح إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر سيجعل تلك المناطق أكثر تميزاً من المناطق التي تعمل عليها دول أخرى في المنطقة.
المشاريع الصناعية التي أشار إليها مدبولي ضمن الخطة المعلنة اليوم تتضمن مصانع للرمال السوداء وصناعات كيماوية خاصة بصناعة "الصودا آش".
حرص مدبولي في كلمته على نشر رسالة مفادها أن مستثمري القطاع الخاص من أبناء شمال سيناء ستكون لهم الأولوية في تنفيذ المشاريع المستهدفة، بما يعني أنها ستكون مشاريع خاصة وليست حكومية أو مملوكة للقوات المسلحة.
إعادة أبناء شمال سيناء إلى المنطقة التي تركوها خلال السنوات الماضية في أسرع وقت ممكن إلى مبانٍ سكنية نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية جاء ضمن خطة مصر للقضاء على التنمية العشوائية للمنطقة، بحسب مدبولي الذي أكد على وجود بنايات بدوية تتناسب مع طبيعة بعض أهالي شمال سيناء.