بلومبرغ
ارتفعت أرباح الشركات الصناعية في الصين خلال سبتمبر للشهر الثاني على التوالي، في علامة أخرى على أن دعم السياسات الاقتصادية يساعد قطاع التصنيع على التعافي.
ارتفعت أرباح الشركات الصناعية بنسبة 11.9% مقارنة بالعام السابق، وفقاً للبيانات التي نشرها المكتب الوطني للإحصاء يوم الجمعة. ويأتي ذلك بعد ارتفاع بنسبة 17.2% في أغسطس، وهو النمو الأول منذ أكثر من عام.
في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، انخفضت الأرباح بنسبة 9% عن العام الماضي، مما قلص انخفاضها من 11.7% في الأشهر الثمانية الأولى من العام.
تحسن الطلب في أسواق الصين
قال يو وينينغ، المحلل الإحصائي في مكتب الإحصاء الوطني، في منشور مصاحب للبيانات: "استمر تحسن الطلب في السوق، وتعزز الإنتاج الصناعي بشكل مطرد". كما أدى انتعاش أسعار المنتجات الصناعية إلى تحسن إيرادات الشركات الصناعية، وفقاً ليو.
التحسن المستمر في أرباح قطاع التصنيع يرجح بدوره تعافي الطلب مع تكثيف الحكومة لإجراءات دعم النمو، فيما تقترب الشركات غالباً من نهاية دورة استنزاف المخزونات. كما تقلصت الانخفاضات في أسعار التسليم عند باب المصنع المدرجة على مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.5% في سبتمبر، فيما سجّل نشاط التصنيع أول توسع في 6 أشهر، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات الرسمي.
اقتصاد العالم في رسوم بيانية: عودة الزخم إلى الصين
قال تشاوبنغ شينغ، كبير المحللين الاستراتيجيين للصين في مجموعة "أستراليا آند نيوزيلاد بانكينغ" (Australia & New Zealand Banking): " إن تحسن الأرباح يتماشى مع الارتفاع الأخير في مؤشر أسعار المنتجين ومؤشر مديري المشتريات، كما يشير إلى أن الصناعة وصلت إلى أدنى مستوياتها وتستعد للانتعاش".
في سياق متصل صعدت الأسهم الصينية يوم الجمعة، مع ارتفاع مؤشر الشركات الصينية في هونغ كونغ بما يصل إلى 1.5%. وشهد العائد على سندات البلاد لأجل 10 سنوات تغيراً طفيفاً فقط.
قال الخبير الاقتصادي إريك تشو: "إن ارتفاع الأرباح الصناعية في الصين خلال سبتمبر يقدم أدلة جديدة على أن تعزيز السياسات التحفيزية يساعد على تعافي قطاع التصنيع. نتوقع أن يمتد الزخم إلى الربع الرابع وأوائل العام المقبل مع اكتساب حزم التحفيز زخماً أكبر، بما في ذلك ضخ زيادة إضافية قدرها تريليون يوان في الميزانية".
رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"
زادت قوة الاقتصاد الصيني في الربع الثالث مع تعزيز المستهلكين لإنفاقهم على كل شيء من المطاعم إلى السيارات. وتعني البيانات الاقتصادية التي فاقت التوقعات للأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر أن البلاد ستحقق على الأرجح هدف النمو للعام بأكمله البالغ حوالي 5%. وفي شهر سبتمبر وحده، حافظ الإنتاج الصناعي على نمو بنسبة 4.5%، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين.
انطلاق المباحثات الاقتصادية بين أميركا والصين باجتماع فيديو
مع ذلك، فإن الزيادة في الأرباح الصناعية خلال الشهرين الماضيين لم تكن كافية إطلاقاً لتعويض الأرباح المفقودة التي عانت منها الشركات في الأشهر السابقة من هذا العام. ويشير انكماش الأرباح الصناعية في الأشهر التسعة الأولى إلى أن الشركات لم تستفد إلا بشكل طفيف فقط من النمو الإجمالي للاقتصاد بنسبة 5.2% في الأرباع الثلاثة الأولى من العام.
انتعاش متباين في الصناعات الصينية
كان الانتعاش متبايناً عبر القطاعات الصناعية المختلفة. وفي الأشهر التسعة الأولى، حيث سجّلت جميع القطاعات، بما في ذلك المواد الكيميائية ومعالجة الوقود وتعدين الفحم وتصنيع الإلكترونيات، انخفاضات من رقمين في الأرباح. في حين سجّل قطاعا إنتاج الكهرباء وتصنيع المعدات زيادة في الأرباح.
ليس هذا وحسب، حيث ظلت هناك حالة من عدم اليقين بشأن ربحية الشركات الصناعية في المستقبل، وما تزال اضطرابات سوق الإسكان تشكل تهديداً خطيراً للتوقعات الاقتصادية مع استمرار انكماش أسعار المنازل والاستثمار العقاري.
الأسهم الصينية تقلص مكاسبها رغم إجراءات بكين التحفيزية
وقال بروس بانغ، كبير الاقتصاديين في شركة "جونز لانغ لاسال" (Jones Lang LaSalle): "إن التحديات التي تواجه التعافي المستدام تشمل أيضاً الاضطرابات المحتملة للإنتاج الصناعي في الشتاء والرياح المعاكسة المحتملة لتراجع الطلب الخارجي".