بلومبرغ
يعزز بنك "سيتي غروب" نظرته التفاؤلية نحو سندات مصر الدولارية مجدداً، حيث يرى أن الدولة الواقعة في شمال أفريقيا وتمر بضائقة مالية ستتمكن في نهاية المطاف من الوصول إلى تمويل جديد، بسبب أهميتها الجيوسياسية الكبيرة للغاية، والتي ستجعل العالم حريصاً على عدم سقوطها.
كتب المحللون الاستراتيجيون في "سيتي غروب" عبر مذكرة أن هذا النفوذ سيدعم سندات أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، بينما تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات. وأضافوا أن مبيعات أصول الدولة تتزايد أيضاً وأن الحكومة ربما تكون في طريقها نحو تحقيق الأهداف التي اشترطها صندوق النقد الدولي.
كما يتجه البنك لتعزيز وزن مصر في محفظته النموذجية، مع تقليل تعرضه للأردن، الذي يقع على حدود الضفة الغربية، تحسباً لحدوث أي مواجهة حال تصعيد التوترات الإقليمية. ووفقاً لمؤشرات بلومبرغ، تمتعت ديون مصر الدولارية بأفضل أداء في الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، بينما كانت سندات الأردن من بين أكبر الخاسرين.
كتب نيكولا أبوستولوف ولويس كوستا، المحللان الاستراتيجيان في "سيتي غروب" بالمذكرة: "قد تكون معنويات المخاطرة تجاه الديون السيادية في مصر عند نقطة تحول، حيث نشهد بعض الزخم الإيجابي في عملية الخصخصة/ وقد تزداد قوة دعم القطاع الرسمي نظراً للأحداث الجيوسياسية الأخيرة".
مصر تسعى لتمويل من الخليج
خلال الأسبوع الجاري، ذكرت صحيفة "البورصة" أن البنك المركزي المصري يقترب من الحصول على ودائع جديدة تناهز 5 مليارات دولار من السعودية والإمارات، كما دخلت مصر في محادثات من أجل تعزيز برنامج الإنقاذ الذي حصلت عليه من الصندوق بقيمة ثلاثة مليارات دولار خلال ديسمبر الماضي إلى أكثر من خمسة مليارات دولار.
ورجح المحللون الاستراتيجيون في "سيتي غروب" أن "تؤثر المخاطر الجيوسياسية على المنطقة خلال الأشهر المقبلة، لكن من وجهة نظرنا فإن الموقع الجيوستراتيجي لمصر قد يعزز قدرتها التفاوضية مع دائنيها متعددي الأطراف، بما فيهم دول الخليج، مع تحفيزه زيادة التمويل الجديد".
دور مصر في صراع غزة وإسرائيل
يتبلور دور مصر كلاعب رئيسي في الصراع السياسي الحالي في ظل علاقاتها الممتدة مع إسرائيل وحدودها المشتركة مع غزة، حيث تضطلع بدور جوهري في تحديد أي قرار بشأن اللاجئين، فضلاً عن استمرار تدفق المساعدات لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم مليوني نسمة.
من جانبه، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات في القاهرة هذا الأسبوع مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بعدما قطعت إسرائيل الإمدادات الحيوية عن غزة رداً على هجوم حماس الدموي.
ويوصي الخبراء الاستراتيجيون في "سيتي غروب" بشراء السندات المصرية التي يتراوح تاريخ استحقاقها بين عامي 2031 و2050، فيما وصفوه بـ"استراتيجية رفع الأثقال" (شراء السندات المتعددة قصيرة الأجل).
السندات المصرية "رخيصة نسبياً"
وفقاً للبنك تعد السندات المصرية رخيصة نسبياً، كما تقلصت علاوة المخاطرة التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالسندات المصرية مقابل سندات الخزانة الأمريكية بمقدار 128 نقطة أساس على مدى يومين إلى 1209 نقطة أساس يوم الأربعاء.
كانت علاوة المخاطر قد وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 1486 نقطة أساس في مايو الماضي، في ظل تزايد المخاوف بشأن خطر التخلف عن السداد، مع إرجاء صندوق النقد الدولي مراجعته لبرنامج مصر.
كما أصبحت الدولة -التي تعرقل وصولها إلى أسواق رأس المال في الخارج مع ارتفاع تكاليف الاقتراض- غير قادرة الآن على الوصول إلى الشريحة التالية من قرض صندوق النقد الدولي.
اختتم البنك أن الخطر الذي يهدد التوقعات المتفائلة للسندات المصرية الآن هو حدوث تصعيد جيوسياسي جديد، أو انحراف المفاوضات بين الدولة والصندوق عن مسارها.