عزل رئيس مجلس النواب الأميركي ناقوس خطر مع قرب معركة الإغلاق التالية

الإطاحة بمكارثي تبرز نفوذ المتشددين الجمهوريين داخل الكونغرس

time reading iconدقائق القراءة - 15
رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، العضو الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، يسير إلى قاعة مجلس النواب في واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ الثلاثاء الموافق 3 أكتوبر 2023 - المصدر: بلومبرغ
رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، العضو الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، يسير إلى قاعة مجلس النواب في واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ الثلاثاء الموافق 3 أكتوبر 2023 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

دخل الكونغرس الأميركي في دوامة من الصراعات الداخلية على النفوذ بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، حيث يأتي هذا القرار تزامناً مع مواجهة السلطة التشريعية مواعيد نهائية مهمة لتفادي حدوث إغلاق حكومي جديد، والموافقة على تقديم مساعدات لأوكرانيا، إضافة إلى قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

فقد مكارثي منصبه القيادي بعدما ثار المتشددون من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ضده على إثر تنازلات قدمها للديمقراطيين لتفادي إغلاق الحكومة نهاية الأسبوع الماضي. وصرح بأنه لن يترشح مرة ثانية للمنصب ولم يفكر في الاستقالة من الكونغرس الأميركي.

تولى النائب باتريك ماكهنري منصب القائم بأعمال رئيس مجلس النواب بعد تصويت بنسبة 216 مقابل 210، بينما ينتظر مجلس النواب إجراء انتخابات رسمية لاختيار بديل دائم. ويوجد متسع من الوقت أمام الجميع للترشح، إذ من المقرر أن يحصل الأعضاء على إجازة مدتها أسبوع، ومن المنتظر إجراء مجلس النواب لانتخابات اختيار رئيس مجلس النواب الجديد في 11 أكتوبر الجاري.

انقسام جمهوري

كشفت معركة الإنفاق عن وجود انقسامات حادة بين الجمهوريين الموالين للرئيس السابق دونالد ترمب والأعضاء الأكثر اعتدالاً، وهي معركة تسببت في معاناة لمكارثي كما فعلت مع بول رايان، سلفه الجمهوري بهذا المنصب. أسفرت هذه الانقسامات أيضاً عن نتائج مخيبة للآمال للحزب الجمهوري في انتخابات أعوام 2018 و2020 و2022.

قال مكارثي: "لم أندم على التفاوض، ولا جهودي لبناء تحالفات والتوصل لحلول".

أثارت الاضطرابات الأخيرة مخاوف بين المستثمرين والزعماء السياسيين عبر كافة أنحاء العالم إزاء تفاقم القصور الوظيفي في واشنطن. كما حذرت وكالة "موديز إنفيستورز سيرفيس"، وهي مؤسسة التصنيف الائتماني الكبرى الوحيدة المتبقية التي منحت أميركا التصنيف الأعلى، في أواخر سبتمبر من اهتزاز ثقتها في الولايات المتحدة جراء مخاوف تتعلق بـ"الحوكمة".

إغلاق حكومي

أوضح مصرف "غولدمان ساكس" في تحليل للعملاء أن عملية العزل تفاقم خطر حدوث إغلاق حكومي الشهر المقبل. وقال "غولدمان" إن خليفة مكارثي سيتعرض غالباً "لضغوط إضافية" لتفادي إقرار حزمة تمويل مؤقتة، أو منح تمويل أكثر لأوكرانيا.

وقال النائب هنري كويلار، وهو عضو ديمقراطي عن ولاية تكساس، في برنامج "توازن القوى" الذي يذاع على تلفزيون بلومبرغ: "نسعى لتخصيص الاعتمادات. ولدينا أزمة أوكرانيا ومشكلات حدودية أخرى. وفي الوقت نفسه ينشغل الحزب الجمهوري بحرب داخلية بين أعضائه. وفي كل مشكلة، لا سيما الحدودية منها، لا يمكننا اتخاذ أي إجراء حتى ينتهوا من هذا الجدل".

منح قرار التمويل المؤقت الذي تجنب الإغلاق الحكومي المشرعين مهلة حتى 17 نوفمبر فقط للتوصل إلى بديل أكثر استمرارية.

وعلق السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، جون كورنين، بعد التصويت على قرار العزل، قائلاً: "يقوض هذا القرار الهدف الرئيسي للكونغرس، لأنهم سيغرقون حالياً في عملية انتخاب رئيس مجلس النواب ولا أحد يعلم متى سينتهي ذلك؟".

انتخاب بديل

أما بالنسبة لمن سيترشح ليحل محل مكارثي، فإن ستيف سكاليس العضو عن لويزيانا، الذي كان الجمهوري رقم 2 في مجلس النواب بوصفه زعيماً للأغلبية، أجرى اتصالات مع بعض الأعضاء الذين يجسون النبض، بحسب شخصين على دراية بتحركاته. كما طرح مشرعون جمهوريون النائبين توم إمر العضو عن مينيسوتا، والسيدة إليز ستيفانيك، العضو عن ولاية نيويورك، وهما المسؤولان المنتخبان رقم 3 و4 على الترتيب، باعتبارهما مرشحين محتملين.

طُرحت أسماء أخرى من بينها رئيس السلطة القضائية بمجلس النواب، جيم جوردان، العضو عن ولاية أوهايو، ورئيس لجنة القواعد، توم كول، ورئيس لجنة الدراسة الجمهورية كيفين هيرن، وكلاهما عضوان عن أوكلاهوما؛ والنائب بايرون دونالدز العضو عن فلوريدا. فيما أوضح النائب تروي نيلز، العضو عن ولاية تكساس، أنه يعتزم ترشيح ترمب لمنصب رئيس مجلس النواب.

لا تعد الاضطرابات التي وقعت أمس سوى أحدث حلقة في سلسلة الفوضى السياسية للجمهوريين، حيث يواجه المرشح الحالي لرئاسة الحزب، ترمب، قضية احتيال مدني أمام واحدة من محاكم نيويورك.

وخلال الأسبوع الماضي، كادت المناظرة بين منافسيه على الترشح أن تتحول إلى فوضى عارمة في بعض اللحظات.

تأييد محدود

ظفر مكارثي بمنصب رئيس مجلس النواب في يناير الماضي بشق الأنفس، وتحمل 15 جولة تاريخية من التصويت قبل أن يفوز بالمنصب، وذلك فقط بشرط السماح لأي عضو منفرد بالتقدم باقتراح لإقالته من منصبه في أي توقيت. واستمر النائب مات غايتس العضو عن فلوريدا في تهديد مكارثي بذلك طوال مدة ولايته القصيرة، ثم أطلق عملية التصويت أمس.

حتى عندما رفض مكارثي الاستسلام للعناصر الأكثر تشدداً في حزبه، فقد حافظ على حزبيته المناوئة للطرف الآخر. وانتقد علانية الديمقراطيين نهاية الأسبوع الماضي بسبب مطالب الإنفاق التي يقدمونها، بينما كان باستطاعته الاستفادة من إظهار أي نوايا حسنة عبر تفادي الإغلاق وإنقاذ وظيفته.

كما أثار غضب الديمقراطيين عندما سمح بالمضي قدماً في تحقيق لعزل الرئيس الأميركي جو بايدن. وبالتالي؛ لم يصوت أي ديمقراطي لإنقاذه أمس.

منتقدون متشددون

خلال مدة ولايته على مدى 9 شهور، حقق مكارثي بعض الانتصارات المهمة، حيث صاغ حزمة سقف ديون بموافقة الحزبين لدرء التخلف التاريخي عن السداد، على عكس رغبات نفس المتشددين الذين أطاحوا به أمس. كما تمكن من تفادي الإغلاق الحكومي الذي كان حتمياً حتى أبرم صفقة مع الديمقراطيين لتمريرها دون منح تمويل لأوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.

كان من المفترض لهذه الانتصارات أن تضمن تأمين الوظيفة لأي رئيس لمجلس النواب الأميركي في الماضي. لكن بسبب الصفقة التي أبرمها مكارثي للفوز بالمنصب القيادي، لم يتطلب الأمر سوى تقديم غايتس، مساعد ترمب الذي عارض بشدة كلتا الصفقتين، طلباً للتصويت أسفر عن رحيله.

على الجانب الآخر، حث ترمب أنصاره في الكونغرس الأميركي على السماح بالتخلف عن سداد الديون الأميركية، مع عدم وقف إغلاق الحكومة إذا لم يحصلوا على كل ما يريدونه من خلال الصفقة، وتساءل في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس عن سبب اقتتال الجمهوريين فيما بينهم، عوضاً عن استهداف المعارضة.

تصنيفات

قصص قد تهمك