بلومبرغ
تراجع الروبل الروسي إلى سعر 100 مقابل الدولار الواحد للمرة الأولى منذ مارس 2022، وهو مستوى مهم يؤثر بالسلب على معنويات المستثمرين، رغم الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي الروسي لوقف نزيف العملة عبر وقف مشترياته من العملات الأجنبية في السوق المحلية حتى نهاية 2023.
خسرت العملة الروسية نحو ربع قيمتها مقابل الدولار منذ بداية هذا العام وحتى الآن، ما يضعها بين أسوأ ثلاث عملات أداءً في الأسواق الناشئة بعد الليرة التركية والبيزو الأرجنتيني. كما انخفضت قيمتها بنسبة 50% تقريباً مقارنة بأعلى مستوى حققته في يونيو 2022 مع استمرار غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا دون أي نهاية تلوح في الأفق، ومواصلة فرض العقوبات على الدولة، بما فيها وضع سقف لأسعار النفط، الذي أدى بدوره إلى خفض عائدات الصادرات.
خلال الأربعاء الماضي، أعلن البنك المركزي الروسي أنه سيوقف شراء العملات الأجنبية في السوق المحلية بموجب آلية الميزانية التي جرى وضعها لتحصين الاقتصاد من تقلبات أسعار السلع الأساسية. وأضاف أن القرار يهدف إلى "الحد من تقلبات الأسواق المالية".
يقول الكساندر إيزاكوف، الخبير الاقتصادي في الشأن الروسي: حسب تقديراتنا، تحتاج روسيا إلى رفع سعر الفائدة بالقرب من 10% لتحقيق الاستقرار في سعر الروبل، مع تقييد إنفاق الميزانية الاتحادية إلى مستوى أقل من الحد الأقصى المالي المحدد. وقد يصب صعود أسعار النفط الخام في صالح الروبل، لكن السياسة النقدية المحلية ستظل عاملاً مؤثراً بصورة أكبر على العملة. وسيحتاج بنك روسيا المركزي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 50 إلى 100 نقطة أساس خلال اجتماعه المرتقب في 15 سبتمبر المقبل لتعزيز المدخرات المحلية وتقليل الواردات.
رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"
تراجع عائدات صادرات النفط والغاز
وفقاً لأحدث بيانات البنك المركزي، تراجعت عائدات مصدري النفط والغاز الروس إلى 6.9 مليار دولار في يوليو، مقارنة بـ16.8 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. كما أدى تخفيف القيود المفروضة على نقل الأموال إلى الخارج إلى نزوح سريع في رؤوس الأموال، حيث يهرع الروس إلى تحويل أموالهم لحسابات أجنبية.
روسيا تقلّص خفض صادرات النفط إلى 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر
كررت إلفيرا نابيولينا، محافظة بنك روسيا المركزي، تحذيراتها من تدهور أوضاع التجارة الخارجية، باعتباره السبب الرئيسي لضعف الروبل، فيما استبعدت تدخل البنك لدعم سعر العملة في أسواق الصرف.
من جانبه، صرح نائب محافظ بنك روسيا المركزي، أليكسي زابوتكين، للصحفيين يوم الجمعة: "لا نرى أي مخاطر على الاستقرار المالي" من تراجع الروبل. واختتم أن المركزي يواصل التمسك بسياسة سعر صرف عائم "تسمح للاقتصاد بالتكيف بشكل فعال مع الأوضاع الخارجية المتغيرة".