ما هي "فاجنر" الروسية ولماذا تمردت على بوتين؟

رئيس المجموعة يتهم وزير الدفاع الروسي بتدبير هجوم أودى بحياة أعداد ضخمة من مقاتليه

time reading iconدقائق القراءة - 8
أعضاء من مجموعة فاغنر جالسون فوق دبابة بأحد شوارع مدينة روستوف أون دون، في 24 يونيو - المصدر: بلومبرغ
أعضاء من مجموعة فاغنر جالسون فوق دبابة بأحد شوارع مدينة روستوف أون دون، في 24 يونيو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انفجر التوتر بين يفغيني بريغوجين، رئيس ميليشيا "فاجنر" الروسية الخاصة، ومؤسسة الدفاع في البلاد بطريقة درامية أمس الجمعة. فقد تعهد قائد قوات المرتزقة بمعاقبة القادة العسكريين الروس، قائلاً إنَّ وزير الدفاع سيرغي شويغو دبر لهجوم صاروخي أودى بحياة أعداد ضخمة من مقاتليه. وجاء رد الكرملين سريعاً، إذ نفى الهجوم، بل اتهم بريغوزين بالتمرد.

يعد هذا الصراع الداخلي أكبر اختبار لسلطة الرئيس فلاديمير بوتين منذ أن أرسل قوات إلى أوكرانيا قبل 16 شهراً. وفي خطاب قصير متلفز إلى الأمة اليوم السبت، ندد بوتين بتمرد قوات "فاجنر" وزعيمها، ووصفه بأنَّها خيانة، وتوعد بعقوبات قاسية.

فيما يلي معلومات عما تحتاج إلى معرفته عن مجموعة "فاجنر" ودورها في الغزو الروسي لأوكرانيا وسبب اتهام زعيمها بالتمرد:

ما هي مجموعة فاجنر؟

أسس بريغوجين "فاجنر" في 2014، وكانت تضم في أوج قوتها نحو 50 ألفاً من المرتزقة المجندين- علماً أنَّ العديد منهم من السجناء السابقين- ممن يقاتلون في أوكرانيا. صنفت الولايات المتحدة المجموعة منظمة إجرامية عابرة للحدود في وقت سابق من هذا العام، وفرضت عليها أستراليا وكندا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات. وعملت المجموعة لسنوات في ساحات القتال في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث واجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

تتمتع "فاجنر" بوضع قانوني غامض، فالمرتزقة غير معترف بهم قانوناً من الناحية النظرية في روسيا. وتعمل المجموعة على نحو مستقل عن القوات المسلحة الروسية، ورفضت في الآونة الأخيرة مطالب موسكو بتوقيع مجنديها على عقود رسمية مع الجيش.

يفجيني بريجوجين.. "طباخ بوتين" يقود "تمرداً مسلحاً" في روسيا

من هو بريغوجين وما علاقته ببوتين؟

يفغيني بريغوجين (62 عاماً)؛ هو رجل أعمال روسي سبق أن صدرت بحقه أحكام قضائية، ويُطلق عليه لقب "طباخ بوتين" بسبب عقود شركات التموين وخدمات الطعام مع الكرملين وعلاقاته الطويلة مع الرئيس. وقالت السلطات الأميركية إنَّه سيطر على "إنترنت ريسيرش إيجنسي" (Internet Research Agency)، وهي مجموعة مؤسسية من متسللي الإنترنت، للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. وفي 2022، أكد بريغوجين أنَّه أنشأ "فاجنر" بعد إنكاره لسنوات أي صلة له بالمجموعة.

لقد اعتُبر بريغوجين ذراعاً يُمنى لبوتين، لكنَّ لسانه بات سيفاً مسلطاً على القيادة العسكرية للرئيس الروسي وسط تزايد الوفيات بين مجندي "فاجنر". اتهم بريغوزين وزارة الدفاع لعدة أشهر بالفشل في تقديم الدعم الكافي لقواته، وغالباً ما كان ذلك في مقاطع مصورة تنضح بالاستفزاز على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مايو، هدد بسحب قواته من العملية الأوكرانية إذا لم تحصل على الإمدادات- وخاصة الذخيرة- قبل أن يتراجع.

لماذا تورطت فاجنر في غزو بوتين؟

ثمّن بوتين مساعدة "فاجنر". وفي الآونة الأخيرة، وتحديداً هذا الشهر، أقر أنَّ القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا تفتقر إلى الأسلحة المتطورة الكافية برغم مضاعفة إنتاج الأسلحة ثلاث مرات. تكبدت روسيا خسائر فادحة في الأفراد، الذين لم يحصل كثير منهم على أي تدريب تقريباً، فضلاً عن ضعف تسليحهم في كثير من الأحيان، غير أنَّ عدد الضحايا على مدار 16 شهراً غير واضح. ولعبت قوات "فاجنر" دوراً فعالاً في الهجوم البري الروسي. وسيطرت في مايو على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا بعد قتال دام أكثر من 220 يوماً.

ما هي خطوة فاجنر التالية؟

اتهم بريغوجين في وقت متأخر من أمس الجمعة وزارة الدفاع الروسية بشن هجوم صاروخي على معسكر لأفراد "فاجنر". وقال في رسالة صوتية نُشرت لاحقاً إنَّ 25 ألفاً من رجاله مستعدون "لإنهاء هذه الفوضى" وقتال الجيش إذا واجهوا مقاومة. وقال قائد المرتزقة إنَّه قد دخل مع مقاتليه "روستوف أون دون"، وهي مدينة في جنوب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا وقاعدة عسكرية استراتيجية. لم يتسنّ التحقق على نحو مستقل من صحة التقارير.

كيف ردت روسيا؟

نفت وزارة الدفاع الروسية أنَّ قواتها هاجمت قوات "فاجنر". وسرعان ما فتحت النيابة تحقيقاً جنائياً مع قائد المرتزقة بموجب القوانين التي تحظر "التمرد المسلح"، وقالت دائرة الأمن الفيدرالية إنَّها تسعى لاحتجازه ، بينما ناشدت قواته بعدم إطاعة "الأوامر الإجرامية".

ما هو رد فعل الخارج؟

إنَّه يراقب وينتظر حتى الآن. وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إنَّ الأمر يتعلق بمسألة روسية داخلية تخضع لمراقبة وثيقة. وفي الولايات المتحدة، أطلع المسؤولون الرئيس الأميركي جو بايدن على الوضع، بينما قال أكبر عضوين بلجنة المخابرات في مجلس الشيوخ: "نراقب عن كثب ما يبدو أنَّه صراع داخلي كبير بين القوات الروسية". ولم يعلق الرئيس الأوكراني حتى الآن.

ماذا يعني هذا لبوتين؟

يرى ماثيو ساسكس، الأستاذ المساعد في جامعة غريفيث في أستراليا، أنَّ النزاع يلحق ضرراً سياسياً بالغاً بنظام بوتين. فمن المحتمل أن يكون لذلك تأثير سلبي على المجهود الحربي الذي يعتمد على الدعاية لحشد الدعم للغزو.

قال: "سيضعف ذلك معنويات القوات المسلحة الروسية و"فاجنر" على حد سواء"، مضيفاً أنَّه إذا فشل بريغوجين في أي زحف محتمل إلى موسكو؛ "فستكون هناك عمليات تطهير هائلة في الجيش الروسي لمن يُشتبه في تعاطفهم". قالت وزارة الدفاع البريطانية إنَّ الأزمة السريعة التطور "تمثل التحدي الأكبر للدولة الروسية في الآونة الأخيرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

الاتحاد الأوروبي يؤيد عقوبات جديدة على روسيا لمواجهة التحايل

المجموعة الحادية عشرة من عقوبات الاتحاد الأوروبي منذ بدأ الرئيس فلاديمير بوتين حربه ضد أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 3
علم الاتحاد الأوروبي  - المصدر: بلومبرغ
علم الاتحاد الأوروبي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أيدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات التي تستهدف روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، بما في ذلك إجراءات تهدف إلى مواجهة التحايل على العقوبات وإدراج أسماء الأفراد في قوائم.

المجموعة الحادية عشرة من إجراءات الاتحاد الأوروبي منذ بدأ الرئيس فلاديمير بوتين حربه، تفرض حظراً على عبور العديد من البضائع من خلال روسيا، وتشمل أداة جديدة ضد الدول الأخرى التي لا تبذل جهوداً كافيةً لمنع موسكو من التهرب من عقوبات التكتل.

عبر موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، أعلنت السويد، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، عن حزمة العقوبات الجديدة.

الهدف الرئيسي من الحزمة الجديدة هو سد الثغرات ومواجهة التحايل. ويتعلق ذلك بشكل خاص بقدرة موسكو على الحصول على التقنيات المحظور اقتنائها - عبر دول مثل أرمينيا وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في آسيا الوسطى - وينتهي بها المطاف إلى الأسلحة الروسية المستخدمة في ساحة المعركة الدائرة في أوكرانيا.

دبلوماسي أوروبي: روسيا تتحايل على العقوبات لتأمين الرقائق اللازمة للحرب

توفر الآلية الجديدة لدول الاتحاد الأوروبي صلاحيات لتقييد صادرات رئيسية إلى الدول المستهدفة إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في ردعها. وقد تم تخفيف نطاق هذه الصلاحيات خلال أسابيع من المفاوضات بين دبلوماسيين، وفقاً لآخر مسودة للاتفاق، لدرجة أن بعض المسؤولين قلقون بسبب أن العوائق التي تمنع استخدامها حالياً مرتفعة للغاية.

التوقيع على الحزمة قبل دخولها حيز التنفيذ

أقر سفراء الاتحاد الأوروبي الحزمة، ويتطلب القرار حالياً التوقيع عليه بشكل رسمي لدى عواصم الدول الأعضاء قبل إقرار الإجراءات ودخولها حيز التنفيذ. ما يزال من الممكن تغيير بعض التفاصيل النهائية خلال هذه العملية، والمفترض أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ يوم الجمعة.

ألغى الاتحاد الأوروبي خططاً لتقييد التجارة مع خمس شركات صينية تردد أنها زودت شركات روسية بتقنيات يحظر اقتناؤها بعد صدور تأكيدات من بكين بأن المشكلة ستحل، وفقاً لأحدث مسودة. تضم القائمة ثلاث شركات مقرها في هونغ كونغ تردد أن روسيا تسيطر عليها.

أظهرت المسودة إلغاء مقترحات تقضي بمنع دخول السفن التي تحمل بضائع محظورة إلى موانئ الاتحاد الأوروبي.

تشمل الإجراءات الجديدة وقفاً رسمياً لتسليم شحنات النفط عبر الجزء الشمالي من خط أنابيب "دروجبا" وفرض قيود على السفن التي تعطل أجهزة الملاحة الخاصة بها.

الاتحاد الأوروبي يقترح حظر النفط الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى ألمانيا وبولندا رسمياً

أظهرت المسودة أن الدول الأعضاء وافقت على توسيع الحظر الحالي على السيارات والمركبات الأخرى، وكذلك على التقنيات المتطورة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا والسلع الصناعية والحديد والصلب والمنتجات المصنعة التي تستخدم المعادن الخاضعة للعقوبات.

سيمتد الحظر المفروض على السلع أيضاً ليشمل حقوق الملكية الفكرية والتراخيص الصادرة لإنتاج تلك المواد.

ستتم إضافة العشرات من الأفراد والكيانات إلى قوائم العقوبات.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.