الصراع يعطّل صادرات السودان من الصمغ العربي

نحو ثلثي إمدادات الصمغ العربي العالمية يأتي من السودان.. ونسبة كبيرة من المخزونات عالقة في المستودعات ومواقع الإنتاج

time reading iconدقائق القراءة - 4
مزارع يمسك بحصاد الصمغ العربي في السودان - المصدر: بلومبرغ
مزارع يمسك بحصاد الصمغ العربي في السودان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الشهر الماضي، توقفت صادرات السودان من الصمغ العربي، وهو مكون رئيسي يُستخدم في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والأغذية، ما أثار مخاوف من حدوث نقص عالمي في الإمدادات.

توفر الدولة الواقعة في شمال أفريقيا نحو ثلثي الصمغ العربي عالمياً، والذي يستخدم كمستحلب أو مادة لاصقة أو رابطة في كل شيء، بدءاً من حلويات الإفطار "بوب-تارت" التي تصنعها شركة "كيلوغ" (Kellogg)، ووصولاً إلى المشروبات الغازية التي تصنعها شركة "بيبسي كو".

قال إبراهيم أبو بكر، رئيس مجلس إدارة "كواليتي هاوس" (Quality House) التي تصدِّر عصارة الأشجار (الصمغ العربي) إلى ألمانيا، إن المخزونات إما عالقة في المستودعات، أو في مواقع الإنتاج.

وأوضح أن "أكثر من 50 ألف طن، أي نحو نصف إنتاج السودان السنوي، لا يمكن تصديره بسبب الاشتباكات" الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

الاضطرابات السياسية تهدد بانتكاس اقتصاد السودان

يُستخرج الصمغ العربي من أغصان أشجار الأكاسيا التي تنمو بمناطق السافانا في السودان، والتي تمتد عبر 12 ولاية من إجمالي 18 ولاية في البلاد، وهو مستحلب طبيعي، ومن المواد اللاصقة التي لا تمتزج جيداً. وتعد مادة النشاء البديل الأكثر انتشاراً، إلا أنها لا تحتفظ بالنكهات، كما يمكن أن يؤدي استخدامها إلى تقليص العمر الافتراضي للمنتج.

في السودان، توجد معظم مرافق تخزين الصمغ العربي في العاصمة الخرطوم، وفي مدينة أم درمان المجاورة، وهما نقطتان محوريتان في الصراع.

الصمغ العربي المنتج في أم روابة بولاية شمال كردفان والدمازين بولاية النيل الأزرق، لا يمكن نقله إلى الخرطوم أو بورتسودان على البحر الأحمر لتصديره، نظراً لأن طرق العبور تمر بمناطق تشهد اشتباكات.

لقي نحو ألف شخص حتفهم، وأصيب آلاف آخرون منذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل، بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بشأن كيفية دمج الجيش وقوات الدعم السريع في قوة واحدة.

استئناف التصدير مرهون بتنفيذ الهدنة

رغم أن طرفي الصراع اتفقا على هدنة لمدة سبعة أيام بدءاً من يوم الاثنين الماضي للسماح بتوزيع المساعدات واستعادة الخدمات الأساسية، فإن الوضع لا يزال غير مستقر للغاية، ومن غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر.

قال أبو بكر إن صادرات الصمغ العربي لا يمكن استئنافها "ما لم يتم تنفيذ وقف إطلاق النار"، مضيفاً أن هذا القطاع تعثر أيضاً بسبب توقف البنوك عن العمل.

قال عوض موسى، الأمين العام لغرفة التوكيلات الملاحية في السودان، إن مرافق تخزين الصمغ العربي في مركز التصدير الرئيسي في بورتسودان، فارغة. وأضاف: "الأسعار العالمية للصمغ العربي سترتفع نتيجةً لذلك"، لافتاً إلى عدم قدرة بنك السودان المركزي على تسهيل التصدير بينما يكافح المنتجون والتجار للتواصل مع مشترين من الخارج.

سعى السودان إلى تعزيز إنتاج الصمغ في إطار محاولة لتطوير مصادر بديلة للدخل بعد انفصال جنوب السودان قبل 12 عاماً، والذي استحوذ على ثلاثة أرباع احتياطيات النفط في البلاد قبل الانفصال.

دفعت أهمية الصمغ العربي بالنسبة إلى الأسواق الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، إلى إعفائه من الحظر التجاري الذي فُرض على السودان للمرة الأولى في عام 1997 بسبب ما تردد من مزاعم عن رعاية الخرطوم للإرهاب.

منعطف السودان.. كيف بدأ الخلاف بين الجيش والدعم السريع؟

قالت الجمعية الدولية للترويج للصمغ ومقرها هامبورغ الشهر الماضي، إنها لا تعتبر توريد الصمغ العربي معرضاً لخطر فوري، إذ تميل الشركات إلى الاحتفاظ بمخزونات كافية، ويمكن للمنتجين في تشاد ونيجيريا المساعدة في سد النقص في المعروض.

تصنيفات

قصص قد تهمك