بلومبرغ
استجاب البنك المركزي التركي لتطورات السوق عبر الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، اليوم الخميس، في آخر اجتماع للسياسة النقدية قبل الانتخابات المنتظرة الشهر المقبل.
أبقت لجنة السياسة النقدية بقيادة المحافظ شهاب قاوجي أوغلو على معدل إعادة الشراء لمدة أسبوع واحد دون تغيير عند 8.5% للشهر الثاني على التوالي، بما يتماشى مع توقعات معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع أجرته بلومبرغ.
زيادة تقلبات الليرة التركية والتوقُّعات بانخفاض حاد في قيمتها مستقبلاً- بغض النظر عن نتائج الانتخابات- كانت حاسمة اليوم الخميس للبنك المركزي الذي تعرّض لضغوط من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان لضمان معدلات فائدة منخفضة باستمرار.
التوقف عن خفض الفائدة جاء في أعقاب جهود مكثفة من قبل البنك المركزي لتشديد اللوائح المالية دفاعاً عن العملة، تضمنت مطالبة البنوك بالحد من مشترياتها بالدولار كجزء من نهج التدخل الذي بات سمة مميزة في عهد قواجي أوغلو.
لكن الضغط على الليرة لم ينشأ إلا مع ارتفاع الطلب على النقد الأجنبي مع اقتراب إجراء الانتخابات.
في غضون ذلك، سجلت الليرة أدنى مستوياتها القياسية، حيث انخفضت بنحو 4% مقابل الدولار منذ بداية 2023. وحتى مع افتراض تطبيع السياسة النقدية بعد الانتخابات، فقد تنخفض العملة التركية 30% مقابل الدولار عن مستوياتها الحالية، بحسب "جيه بي مورغان".
أموال رخيصة
يركز أردوغان منذ فترة طويلة على خفض أسعار الفائدة، وأصبح أكثر صرامة في فرض السياسة النقدية منذ أن وسع سلطاته قبل خمس سنوات.
منذ توليه المنصب منذ أكثر من عامين؛ خفّض محافظ البنك المركزي التركي، شهاب قاوجي أوغلو، أسعار الفائدة تسع مرات، دون أن يرفعها مرة واحدة، برغم الحاجة لمواجهة أسوأ أزمة تكلفة معيشة تشهدها تركيا منذ عقود. ويتزامن ذلك مع مرور العالم بأجرأ موجة تشديد للسياسة النقدية منذ 40 عاماً، مما جعل تركيا في مرتبة نائية من حيث تكاليف الاقتراض بأدنى معدلات للفائدة في العالم عند تعديلها وفقاً للتضخم.
في معظم الاجتماعات الأخيرة، كان البنك المركزي التركي متجاوباً مع دعوات الرئيس لخفض معدل الفائدة القياسي 5.5 نقطة مئوية منذ أغسطس 2022. وعلى الرغم من تراجع التضخم في تركيا؛ لكنَّه تجاوز 50% لأكثر من عام.
لم يتردد صدى القلق بين المستثمرين لدى أردوغان، الذي قال الأسبوع الماضي إنَّ أسعار الفائدة ستنخفض طالما أنَّه بقي في السلطة، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض التضخم. وأضاف: "سنقدم النموذج التركي للعالم".