بلومبرغ
قالت وزيرة مالية الهند نيرمالا سيترامان التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين هذا العام إن الصين ترسل إشارات مشجعة حيال كسر الجمود بين الدائنين العالميين فيما يتعلق بكيفية إدارة أزمة الديون التي تعاني منها البلدان الفقيرة.
وأضافت الوزيرة، التي تساعد في قيادة جهود المجموعة لحل الأزمة، في مقابلة يوم السبت مع "تلفزيون بلومبرغ": "نرى مؤشراً إيجابياً في تعاطيهم (مع الأزمة)، وبالتالي فهم يُلزمون أنفسهم أيضاً بحلها".
يواجه أكثر من 70 دولة منخفضة الدخل عبء ديون يبلغ 326 مليار دولار، ولا يستطيع أكثر من نصفها بالفعل الوفاء بديونها أو على وشك ذلك، ومنها زامبيا، وسريلانكا، وإثيوبيا، وغانا.
تعرقل الخلافات بين الدائنين التقليديين مثل نادي باريس-الدول الغنية الغربية بشكل أساسي- ودائنين جدد مثل الصين، أكبر مقرض للاقتصادات النامية، منذ سنوات جهود إعادة هيكلة هذه الديون وإنقاذ تلك الاقتصادات من الأزمات.
كان فشل التعاون بين الدائنين موضوعاً رئيسياً في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين التي انعقدت الأسبوع الماضي. وشمل ذلك ما يسمى المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية، التي تشارك في رئاستها الهند، والتي تلقت تكليفاً واسع النطاق بإيجاد طريقة للمضي قدماً لحل أزمة معالجة الديون بين جميع الدائنين.
أضواء على دور الصين
سُلّط الضوء أيضاً على القضايا المحيطة بدور الصين كدائن الأسبوع الماضي عندما أعلنت اليابان والهند وفرنسا أن محادثات إعادة هيكلة الديون بدأت في سريلانكا بدون بكين، وهي خطوة قال أشخاص مطلعون على الوضع إنها تستهدف الإشارة إلى الإحباط ونفاد الصبر إزاء مطالبها.
ومع ذلك، كانت هناك مؤشرات إيجابية. فقد خففت الصين من إصرارها على خفض المقرضين متعددي الأطراف مثل البنك الدولي ديونهم إلى جانب جميع الدائنين الآخرين. جاء ذلك وسط تنازل واضح من البنك الدولي لتعزيز قروض الفائدة المنخفضة للغاية والمنح للبلدان التي تعاني من ضائقة ديون.
كتب مارتن موهليزن ، وهو باحث كبير غير مقيم في مركز "جيو إيكونوميكس" (GeoEconomics) التابع للمجلس الأطلسي ورئيس سابق لموظفي صندوق النقد الدولي، في تعليق: "ينبغي بالطبع عدم التقليل من قدرة المسؤولين الماليين الدوليين على جعل العملية تبدو وكأنها تقدم... وسيكون الأمر متروكاً للصين في المقام الأول لإظهار استعدادها لمساعدة بعض الدول الدائنة الأكثر فقراَ على الوقوف على قدميها".
من المتوقع أن يستمر العمل عبر المائدة المستديرة للديون من خلال ورشة عمل في مايو تهدف إلى إقناع الدائنين بالاتفاق على كيفية التعامل مع جميع الديون بشكل عادل، بما في ذلك الدائنون الصينيون ومؤسسات التنمية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وحاملي السندات من القطاع الخاص. ويُتوقّع أن تستمر المحادثات على هامش اجتماع وزراء مجموعة العشرين في غانديناغار بالهند منتصف يوليو.
وقالت الوزيرة الهندية: "هناك أمل في أن تنضم الصين كدائن وتشارك من أجل إجراء مزيد من المناقشات" و"الصين حاضرة للغاية" في مناقشات الديون السيادية.
ورداً على سؤال عن نوايا الصين يوم الجمعة، قدم متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين تفاصيل ما اقترحته البلاد للمشاركة في مائدة الديون المستديرة، التي انعقدت يوم الأربعاء، دون تقديم أي تفاصيل عن نتيجة الاجتماع.
وقالت سريلانكا ودائنوها وصندوق النقد الدولي إنهم يريدون أن تشارك الصين في مناقشات إعادة الهيكلة. لكن الأشخاص المطلعين على المحادثات قالوا إنهم حريصون أيضاً على عدم السماح لبكين بتعطيل المفاوضات أكثر من ذلك.
وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي، فإن أعضاء نادي باريس، ومن بينهم اليابان، يمثلون 4.8 مليار دولار، أو أكثر من 10% من الدين الخارجي لسريلانكا. وهذا أعلى قليلاً من ديون الصين على سريلانكا التي تبلغ 4.5 مليار دولار، بينما تبلغ ديون الهند عليها 1.8 مليار دولار.
الشهر الماضي، وافق الصندوق على خطة إنقاذ حجمها ثلاثة مليارات دولار لأربع سنوات لسريلانكا وحث على حل سريع لمحادثات إعادة هيكلة الديون.