الشرق
تعتزم شركة "لوكهيد مارتن" تشييد سفينة قتالية في السعودية اشترتها المملكة في وقت سابق، وفق راي بيسيلي نائب الرئيس للأعمال الدولية في الشركة الأميركية.
قال بيسيلي في لقاء مع "اقتصاد الشرق" على هامش معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2023) في أبوظبي، إن عملية تصنيع السفينة ستتم عند اجتياز مرحلة الصيانة والإصلاح والتحديث، و"نحن في صدد العمل على منشأة لصيانة بعض السفن التي سنسلّمها قريباً (للمملكة).. ترقبوا إعلاناً في الأسابيع القليلة المقبلة في هذا الشأن".
في أكتوبر من العام الماضي، دشنت القوات البحرية الملكية السعودية، العارضة الرئيسية للسفينة الثانية من سفن "مشروع طويق" الذي يتضمن تشييد 4 سفن قتالية. العارضة التي جرى إطلاقها بحضور مسؤولين في شركة "لوكهيد مارتن"، تعد العنصر الهيكلي الأكثر طولاً في السفينة ويعتبر وضعها الخطوة الأولى في بناء السفينة ضمن التقاليد الأميركية.
توطين الصناعة في السعودية
تدرس السعودية تقديم 30 فرصة استثمارية للقطاع الخاص في الصناعات العسكرية بقيمة 120 مليار ريال (حوالي 32.5 مليار دولار)، بحسب تصريحات محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية أحمد العوهلي أكتوبر الماضي.
تأتي هذه الاستثمارات المرتقبة ضمن الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً، ، وتضم أكثر من 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال. وتستهدف زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 895 مليار ريال، والوصول بقيمة الصادرات الصناعية إلى 557 مليار ريال، من خلال تحقيق نمو بنسبة 350% بالفرص الاستثمارية الصناعية ومضاعفة عدد المصانع في المملكة بأكثر من 3 مرات إلى 36 ألف مصنع.
اقرأ المزيد: السعودية تخطط لطرح 30 فرصة استثمارية في الصناعة العسكرية بـ32 مليار دولار
بشأن استثمارات الشركة في المملكة العربية السعودية، أوضح بيسيلي أن هناك "متطلبات توطين بمليارات الدولارات على شكل عقود تدعم هذا التوجّه.. لدينا الكثير من الاستثمارات ولكننا بحاجة إلى المزيد". وأشار إلى أن هناك قطعاً خاصة بنظام "ثاد" تُصنَّع في السعودية، "نريد توطين العمليات (بالمملكة)، فبدلًا من إنتاج قطعة لنظام يتمّ شراؤه، نحاول بناء القدرات (لتصنيع هذه القطع محلياً)".
وتابع: "استثمرنا مع المملكة العربية السعودية في سلسلة من الإمكانات لبناء قطاع صناعي يخدم أغراض صناعة السيارات والفضاء والدفاع وغيرها من المجالات وليس فقط ضمن البرامج التي نبيعها".
في مارس من العام الماضي، قال مسؤول في "ريثيون" (Raytheon) الأميركية للصناعات الدفاعية إن شركته تدرس تصنيع جزء من مكوّنات صواريخ "باتريوت" (Patriot) في السعودية. كما أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية، وقتها، عن مشروعين لتوطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض "ثاد" (Thaad)، بالإضافة لتصنيع حاويات الصواريخ محلياً، بالتعاون مع "لوكهيد مارتن".
توسع الشركات الخليجية عالمياً
وقعت الشركة أيضاً اتفاقيات مع 4 شركات خليجية لإشراكها في سلسلة الإمداد الخاصة بـ"لوكهيد مارتن"، بحسب بيسيلي. وأشار إلى أن هذه الشركات ستُعنى بعمليات الصيانة والإصلاح لمعدّات الاختبار ومعدّات الصيانة للقوة الجويّة.
تضم قائمة تلك الشركات، شركة "الطيف" (التابعة لمجموعة ايدج الإماراتية) و محمد عبد الرحمن البحر "مجموعة البحر" الكويتية و"أراب كال" الإماراتية و"تي إل دي إم إى أيه أي" (TLDMEAI) الإماراتية التابعة لمجموعة ألفست، وفق بيان صدر يوم الثلاثاء.
بيسيلي قال إن الهدف من الاتفاقية هو توسيع نطاق عمل تلك الشركات نحو منطقة الخليج ككل والعالم مع مرور الوقت.
تبلغ مبيعات "لوكهيد مارتن" إلى دول المنطقة 4 مليارات دولار سنوياً تشكّل حوالي 5% من محفظة الشركة.
تسليم طائرة "أف 16" للبحرين
ستحافظ "لوكهيد مارتن" على القاعدة المركزية في الخليج، على الرغم من اكتساب أوروبا الشرقية أهمية بالغة بالنسبة للشركة بسبب الحرب في أوكرانيا، وفق بيسيلي.
وأشار إلى أن الأسبوع القادم ستسلم الشركة مقاتلة "أف 16 بلوك 70" للبحرين، والتي تعتبر الدولة الأولى في دول الخليج التي تحصل عليها.
تبيع الشركة في منطقة الخليج مقاتلات "أف 16" ومروحيات "بلاك هوك"، ولكن مؤخراً جرى التركيز أيضاً على أنظمة الدفاع الجوي المدمج المضاد للصواريخ، لا سيما نظام "باك 3" و"ثاد".