بلومبرغ
أعلنت كرواتيا، أحدث أعضاء الاتحاد الأوروبي، اليورو كعملة رسمية لها في الأول من يناير الجاري، ما يجعلها الدولة الـ20 التي تنضم إلى منطقة اليورو.
دفعت هذه الخطوة بالدولة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة، إلى قلب الاتحاد الأوروبي، ما يجعل المدفوعات أرخص وأسهل أمامها، كما يوفر شبكة حماية لنظام الدولة المالي في الأزمات المستقبلية.
وانضمت الدولة، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياح الأجانب، إلى منطقة "الشنغن" أيضاً، ما يفسح المجال لسهولة أكبر في السفر إلى جميع أنحاء أوروبا.
1) لماذا انضمت كرواتيا لمنطقة اليورو؟
بدأت كرواتيا في السعي للانضمام إلى العملة الموحدة بمجرد حصولها على عضوية الاتحاد الأوروبي في 2013. تهدف الخطوة جزئياً لتعزيز تكتل غربي، بعد نحو نصف قرن من الحكم الشيوعي عقب الحرب العالمية الثانية كجزء من يوغوسلافيا. (تأخر انضمام الدولة بسبب الحروب الدموية في تسعينيات القرن الماضي).
2) ماذا عن المنطق الاقتصادي؟
ربما كان المنطق الاقتصادي أقوى الدوافع وراء الانضمام، إذ تعتمد كرواتيا أكثر من أي دولة أخرى من أعضاء الاتحاد الأوروبي على السياح، الذين يدرّون خُمس الناتج المحلي الإجمالي، ويجدون أن قضاء العطلات أسهل بكثير عندما لا يحتاجون للتعامل مع اختلاف أسعار الصرف بين اليورو والكونا.
في نفس الوقت، فإن أغلب الودائع الخاصة وإيداعات الشركات في بنوك كرواتيا مقوّمة باليورو، بجانب أكثر من ثلثي الديون التي يصل إجماليها إلى نحو 520 مليار كونا كرواتي (74 مليار دولار). يمكن لعضوية منطقة اليورو أيضاً خفض أسعار الفائدة، وتحسين التصنيف الائتماني، وزيادة جاذبية كرواتيا للمستثمرين، وفقاً لمحافظ البنك المركزي، بوريس فويتشيتش.
3) ما المميزات؟
يعطي تبنّي اليورو شكلاً رسمياً لجزء من الأنشطة الاقتصادية التي تجري بالفعل باستخدام العملة المشتركة– من مبيعات الشقق والسيارات إلى التأجير قصير الأمد لمن يقضون العطلات. كما يقلل من تكلفة العملات الأجنبية بعيداً عن السياحة بما يصل إلى 1.2 مليار كونا في العام، وفقاً للبنك المركزي.
ستتمكن كرواتيا أيضاً من الاستفادة من سيولة البنك المركزي الأوروبي وأموال عمليات الإنقاذ المحتملة من آلية الاستقرار الأوروبي خلال فترات الأزمات. مع تجاوز اليونان مشكلاتها إلى حد كبير، كان هناك دعم شعبي للتحول إلى اليورو. دعمت معظم الأحزاب السياسية الخطوة.
نظيرات كرواتيا في أوروبا الشرقية، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، انضمت بالفعل إلى العملة الموحدة. وقالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إن انضمام كرواتيا يثبت أن جاذبية اليورو مستمرة.
4) ما العيوب؟
من ناحية السياسة النقدية، لن تخسر الدولة الكثير من خلال تسليم زمام الأمور إلى البنك المركزي الأوروبي، بما أن سعر صرف الكونا انحصر في نطاق محدود مقابل اليورو، ومن قبله المارك الألماني، منذ تسعينيات القرن الماضي.
سيكلف تبنّي كرواتيا لليورو البنوك المحلية قرابة مليار كونا سنوياً من خسارة عمولات تغيير العملة، لكن التحول يقلل من مخاطر العملة ويحسن الاستقرار، وفقاً للرابطة الوطنية للبنوك.
من المتوقع أيضاً أن يكلف التحول لليورو البنوك من 80 إلى 100 مليون يورو، في إنفاق غير متكرر، لتعديل خدماتها في تكنولوجيا المعلومات وشبكات ماكينات الصراف الآلي.
5) ما العقبات التي واجهتها؟
قدمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي موافقتها الأخيرة على انضمام كرواتيا لمنطقة اليورو في 12 يوليو 2022. أثبت التضخم أنه أكبر تحدٍّ، بعدما دفعت الحرب في أوكرانيا أسعار الطاقة والسلع الأساسية الأخرى إلى الارتفاع.
لكن تلك المشكلة منتشرة في كل مكان، حيث تراجعت وتيرة التضخم في منطقة اليورو خلال نوفمبر، وهي أحدث البيانات المتوافرة، لكن أسعار المستهلكين ما تزال أعلى بنسبة 10.1% مقارنة بالفترة نفسها من 2021.
6) ما الدول الأخرى التي ترغب في الانضمام لمنطقة اليورو؟
هناك دولة أخرى ترغب بشدة في الانضمام، وهي بلغاريا. لكنها أجّلت جدولها الزمني عاماً واحداً حتى 2024، بعد قبولها على قائمة انتظار منطقة اليورو، المعروفة باسم آلية سعر الصرف، خلال 2020، في الوقت نفسه تقريباً الذي قُبلت كرواتيا فيه.
أبدت رومانيا أيضاً رغبتها في الانضمام. لكن مع ذلك، فأكبر الدول في المنطقة لا تسارع إلى الانضمام، رغم التزاماتها بموجب معاهدات الاتحاد الأوروبي.
على سبيل المثال، تنسب بولندا قدرتها على النجاة خلال الأزمة المالية العالمية في 2008 دون ركود إلى احتفاظها بسياسات مالية مستقلة.
7) ما شكل عملات كرواتيا الجديدة؟
تحمل العملات شكل خريطة الدولة ورمز رقعة الشطرنج الوطني. كما تحتوي أيضاً على صور للكونا، أو حيوان ابن عرس، وتحمل صورة المخترع نيكولا تسلا، وهو صربي من ناحية الأصل العرقي مولود في مدينة سميلجان بكرواتيا الحالية. قال البنك المركزي في صربيا إنه سيتخذ إجراءات، إذا سُمح لكرواتيا باستخدام صورة تسلا.
8) ما منطقة "الشنغن"؟
تتيح منطقة "الشنغن" للأشخاص السفر والتنقل بين الدول الأعضاء دون حاجة لإظهار جواز السفر أو التعامل مع أمن الحدود. بدأت المنطقة بخمس دول في 1985 –فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ– وأصبحت بانضمام كرواتيا الآن تضم 27 دولة، أغلبها أيضاً دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. تطلق المفوضية الأوروبية على المنطقة المشتركة شعار "منطقة لقيم الحرية والأمن والعدالة".