بلومبرغ
يواجه عدد من المشاهير في عالم السياسية والأعمال على مستوى العالم، عاماً صعباً في 2021، إذ يستعد بعضهم للمثول أمام القضاء، في حين يواجة بعضهم الآخر سلسلة من العواصف التي قد تطيح بشركاتهم، ونستعرض في التقرير التالي بعض هذه الأسماء التي لن يكون عام 2021 رائعاً بالنسبة لهم.
جيم فارلي
إنَّ فارلي، الرئيس والمدير التنفيذي الجديد لشركة "فورد موتور"، والبالغ من العمر 58 عاماً، قد وجد نفسه أمام العاصفة، وذلك بعد عام حرج للعلامة التجارية الزرقاء المحبوبة في مدينة ديترويت الأمريكية.
وإذا ما نظرنا إلى الجانب الإيجابي من عمل الشركة، نجد أنَّ مجموعة شاحنات "فورد" من طراز (F-Series) كانت الأكثر مبيعاً في أمريكا لأكثر من 40 عاماً، فقد حقَّقت شاحناتها الخفيفة المديرة للأموال (مثل سيارات البيك آب، وسيارات الدفع الرباعي) أداءً جيداً للغاية، لدرجة أنَّ الشركة قرَّرت إيقاف تصنيع سيارات الصالون "سيدان" للتركيز على إعادة إحياء مركبات مميزة، مثل تلك من طراز "برونكو".
لكن تلوح أمام الشركة الكثير من المشاكل، فقد تراجعت مبيعاتها في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 10% في الربع الأخير من عام 2020، بسبب انخفاض عدد سياراتها من نوع "أف - 150" المستوحاة من الطائرات الحربية.
وأعلنت العلامة التجارية في 11 يناير 2021، أنَّها ستغلق ثلاثة مصانع لها في البرازيل. وستستغني عن 5 آلاف عامل في أمريكا الجنوبية. أما في الصين، التي تعدُّ أكبر سوق للسيارات في العالم، وتوفِّر أفضل فرصة لبيع السيارات الكهربائية، فلا يوجد لتلك العلامة التجارية إلا الحضور الرمزي، وفي الوقت نفسه، تنفق شركة "فورد" 11.5 مليار دولار لتحويل مجموعتها من المركبات إلي الكهرباء، بدءاً من سيارة "موستانغ ماخ-إي" التي تعمل بالبطارية، التي طرحتها للبيع مؤخراً، حتى "أف-150" المتوقَّع طرحها في عام 2022.
بوريس جونسون
أنهت المملكة المتحدة إجراءات طلاقها النهائية من الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر من العام الماضي. وهي اللحظة التي كان ينبغي أن يبدأ فيها رئيس الوزراء بوريس جونسون بالكشف عن خططه لـ "بريطانيا العالمية"، مترجماً شعاره إلى مهمة جديدة للقوة الإمبريالية الباهتة.
لكنَّ بريطانيا اضطرت إلى التركيز على مكافحة أزمة تفشي فيروس كورونا في ظل ارتفاع عدد ضحايا الجائحة. وقام جونسون بإلغاء أوَّل مهمة تجارية له إلى الهند في الأيام الأولى من عام 2021، وفرض إغلاقاً ثالثاً على اقتصاد يعاني أصلاً من الركود. صحيح أنَّ الحكومة الآن تعمل على تطعيم 15 مليون شخص من الفئات الأكثر ضعفاً بحلول 15 فبراير، بلقاح ضد فيروس كورونا، إلا أنَّ سلالة جديدة شديدة العدوى من الفيروس تهدد بتأخير تخفيف القيود.
وشكَّلت الأسابيع القليلة من الحياة بعد "بريكست" صراعاً بالنسبة للشركات البريطانية التي تحاول الدخول في تجارة مع الاتحاد الأوروبي. فشركات النقل غارقة في الأوراق الجمركية الجديدة، كما قرر بعض الصيادين الأسكتلنديين طرح صيدهم في الدنمارك بسبب انهيار الأسعار في الداخل. كل هذا قد يؤدي أيضاً إلى تأجيج المزيد من الدعوات لانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.
في المقابل، فإنَّ هناك فرصاً أمام جونسون هذا العام لإظهار ما يمكن أن تفعله بريطانيا في حال انحسرت الجائحة. فهو يأمل بعقد قمة مجموعة السبع في منتجع ساحلي خلاب في بريطانيا في شهر يونيو، كما من المقرر أن تستضيف المملكة المتحدة في شهر نوفمبر مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ في مدينة جلاسكو. فضلاً عن أنَّ جونسون يريد إبرام صفقة تجارية مع إدارة جو بايدن الجديدة، وعقد شراكات تجارية أخرى حول العالم.
وكان رئيس الوزراء البالغ من العمر 56 عاماً قد أصرَّ بعد تعافيه من (كوفيد-19) على أنَّه "معافى وقوي". وبالنظر إلى المسؤولية الملقاة على عاتقه، سوف يحتاج أن يكون بالفعل كذلك.
سانديب ماثراني
ورث سانديب ماثراني قبل عام وظيفة رفيعة المستوى لا يحسد عليها، وهي إدارة شركة "وي ورك" (WeWork Cos). فقد تمَّت الإطاحة برئيسها التنفيذي السابق، آدم نيومان، بصورة مخزية، وانهار الطرح العام الأولي للشركة.
وكانت شركة العمل المشترك تستنزف ملياري دولار سنوياً حتى قبل أن تجعل الجائحة فكرة المكاتب الجماعية تبدو عملاً متهوِّراً. ولكن ماثراني، المخضرم في مجال العقارات والمعروف بإعادة إحيائه للمراكز التجارية الضخمة، "جنرال غروث بروبرتيز"، قرَّر التحرُّك بسرعة.
وخفَّضت شركة "وي ورك" من قوتها العاملة إلى 4,800 موظف من أصل 14 ألف و500 موظف، كما أغلق 100 موقع من مواقع مكاتبها. وأكَّد ماثراني طول فترة الوباء أنَّ الاهتمام الجديد بأسلوب عمل هجين بمجرد القضاء على الفيروس، سيجعل الشركات تبحث عن مساحات مكتبية مرنة، وستجدها في شركة "وي ورك".
الآن، وبعد أن أصبحت العودة للعمل في المكاتب تبدو ممكنة في ظل توفُّر اللقاحات، فسيتعيَّن عليه قضاء عام 2021، وهو يثبت أنَّه كان على حق. كما وعد ماثراني مؤخَّراً أنَّ شركة "وي ورك" سوف تدر عائدات مربحة بحلول نهاية العام. إلا أنَّه يعرف أيضاً أنَّ تحقيق ذلك سيكون مرهقاً، إذ قال في مؤتمر له مؤخراً، إنَّ العادة الوحيدة التي اكتسبها أثناء الجائحة كانت ممارسة رياضة التأمل.
فلاد تينيف
قد يكون هذا عاماً رائعاً بالنسبة للرئيس التنفيذي لشركة "روبين هود ماركيتس". فقد نجحت منصة الوساطة عبر الإنترنت بدون أي عمولة، التي بدأها مع بايجو بهات، في ازدهار التجارة. ومن المتوقَّع أن تبدأ الشركة طرحاً عاماً أولياً لها على نطاق واسع، فضلاً عن أنَّها تدرس بيع بعض أسهمها مباشرة لمستخدميها.
لكنَّ اسم "روبن هود" أصبح اختصاراً لكلِّ ما يثير القلق بشأن هذه السوق، وهو تدفُّق عدد المستثمرين عديمي الخبرة، وكثرة عمليات التداول، والمجازفات، وتبنَّى وسطاء آخرون نموذج "روبن هود" للتجارة الحرة، لكنَّ نموَّها السريع، ومهمتها المتمثِّلة في "دمقرطة التمويل" أبقيا الشركة في دائرة الضوء.
وتعهَّد تينيف، الذي تمَّ تعيينه رئيساً تنفيذياً في نوفمبر من العام الماضي، بمعالجة الثغرات التقنية التي أحبطت بعض المستخدمين. وتقول شركة "روبن هود"، إنَّها ضاعفت حجم فريق دعم العملاء ثلاث مرات في عام 2020، واستثمرت في جعل أنظمتها أكثر مرونة.
وتواجه الشركة أيضاً انتقادات بسبب جعل التداول على تطبيقها يشبه إلى حدٍّ كبير لعبة على الهاتف المحمول. وهو ما كان موضوع شكوى من الجهات التنظيمية بولاية ماساتشوستس، الذين أشاروا إلى شخص مبتدئ واحد قام بإجراء 12 ألفاً و700 عملية في نحو ستة أشهر. وتقول الشركة، إنَّها لا توافق على مزاعم الشكوى، وتخطط للدفاع عن نفسها.
دونالد ترمب
يعود دونالد ترمب مرة أخرى إلى إمبراطورية تجارية كانت تعاني بشدة لدرجة تفوق الوصف، عندما دخل البيت الأبيض. وقد دمَّرت الجائحة بعض قطاعاته التي كان أكبرها الشقق، والمكاتب التجارية، والفنادق، كما يحقق مسؤولو نيويورك اليوم في تعاملاته التجارية السابقة وضرائبه. ومما زاد الطين بلة وضع ترمب على القائمة السوداء من قبل الكثير من الشركات العالمية، وذلك بعد تحريضه في يوم 6 يناير على التمرد الذي طال مبنى الكابيتول الأمريكي بعدما فشل في إعادة انتخابه.
على سبيل المثال، لن يعمل مع ترمب مقرضه المفضل "دويتشه بنك" بعد الآن، كما ألغى منظِّم بطولات الغولف "بي جي إيه أوف أميركا" خططَ عقد بطولة عام 2022 للغولف على ملعب ترمب، فضلاً عن توجُّه مدينة نيويورك إلى إنهاء جميع عقودها مع منظمة ترمب.
وكان ترمب قد ربح أصوات أكثر من 70 مليون في عام 2020، لذلك من المحتمل أن تكون لديه خيارات أخرى لمرحلة ما بعد البيت الأبيض، مثل: صفقة كتاب أو التعاقد مع قناة تلفزيونية. وقد يساعد وضعه كرئيس سابق للولايات المتحدة في الفوز ببعض الصفقات في بعض الدول الأجنبية، بغض النظر عن خروجه الغامض من واشنطن، ولكن بالنسبة للرجل الذي بنى حياته المهنية حول فكرة الفوز دائماً؛ فقد يكون عام 2021 هو العام الذي يتمُّ فيه اختبار قدرته الشهيرة على التعافي.