بلومبرغ
سلطت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الضوء على التنسيق السابق بين وزارة الخزانة الأمريكية التي تترأسها حالياً، ونطاق رئاستها السابق في الاحتياطي الفيدرالي، حيث سعت إلى حشد موظفي الوكالة لمجابهة مجموعة من الأزمات التي تعصف بالبلاد.
وكتبت يلين في مذكرة موجهة إلى 84 ألف موظف بوزارة الخزانة تم تعميمها يوم الثلاثاء: "الاقتصاد ليس مجرد شيء تجده في أحد الكتب، إذ يمكن للسياسة الاقتصادية أن تصبح أداة فعالة لإصلاح المجتمع. بمقدورنا، بل ويتعين علينا، استغلالها لمواجهة عدم المساواة والعنصرية وتغير المناخ"، وهي الأزمات الأربع التي حددها الرئيس جو بايدن إلى جانب فيروس "كوفيد-19".
وتقضي يلين، التي صدق مجلس الشيوخ على ترشيحها لرئاسة وزارة الخزانة في وقت متأخر من يوم الاثنين، أول يوم كامل لها في المنصب في اجتماعات افتراضية مع كل من القيادة المهنية والسياسية، وتخطط للقيام "بجولة استماع" حول الوزارة التي ترأسها الآن.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية في المذكرة، في حين أن موظفي بنك الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة "لم يكونوا تماماً" زملاء عمل خلال الأزمة المالية العالمية، فقد أصبح الفريقان متقاربين.
وتابعت يلين: "أتذكر المشاركة في سلسلة لا حصر لها من المكالمات الجماعية في وقت متأخر من الليل، وإعجابي بتفاني وإبداع خبراء وزارة الخزانة. لقد ساهم عملكم في إنقاذ الاقتصاد من أسوأ أزمة له منذ الكساد الكبير، والآن، نحن بحاجة إلى القيام بذلك مرة أخرى".
أول سيدة تتولى مسؤولية وزارة الخزانة
يذكر أن يلين تعد أول امرأة تقود وزارة الخزانة الأمريكية في تاريخها الممتد على مدى 231 عامًا. وكانت يلين قد كسرت الحاجز الزجاجي في الاحتياطي الفيدرالي عندما أصبحت أول امرأة تترأس المجلس في عام 2014، حيث شغلت منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ثم نائب رئيس البنك المركزي، خلال الأزمة المالية وتداعياتها منذ عام 2007 وما تلاها.
وأصبحت يلين الآن مسؤولة عن وزارة مثقلة بمسؤوليات تتراوح بين وضع السياسات الضريبية وتحديد الإنفاق الحكومي إلى ضمان الاستقرار المالي وتقرير العقوبات الاقتصادية ووضع سياسة الصرف الأجنبي. وكان مجلس الشيوخ قد صدق على ترشيح يلين مساء الاثنين بواقع 84 مؤيدا مقابل 15 معارضا.
ووعدت يلين في المذكرة فريق عملها بإدارة وزارة "شاملة"، مع خطط للاجتماع مع كل مكتب على حدة خلال الأسابيع المقبلة.
كما سلطت الضوء على الاختلالات الاقتصادية التي سبقت الوباء.
وقالت يلين: "يشعر الناس بالقلق بشأن نموذج التعافي الحالي من الوباء الذي يتخذ هيئة حرف K (الانتعاش على شكل حرف K هو سيناريو ما بعد الركود حيث يبدأ جزء من الاقتصاد في الصعود مرة
أخرى بينما يستمر جزء آخر في المعاناة. وإذا ما تم توضيح ذلك من خلال رسم بياني، فإن النمو الاقتصادي سيشبه تقريبًا الخطين القطريين المتباينين للحرف "K" - ومن هنا جاءت التسمية)، ما يمثل مدعاة للقلق، ولكننا كنا نعيش في ظل نموذج تعافي اقتصادي على هيئة حرف K قبل فترة طويلة من إصابة فرد واحد بفيروس "كوفيد-19"، والذي شهد تنامي ثروة الأغنياء بينما تراجعت شرائح معينة من السكان أكثر فأكثر".