بلومبرغ
يتوق المستثمرون إلى تلميح من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، اليوم الأربعاء، إلى أن البنك المركزي قد ينحرف قريباً عن مساره المتمثل في رفع أسعار الفائدة. وهذا يقلق استراتيجي الأسواق محمد العريان.
قال العريان، رئيس مجلس إدارة "غراميرسي فاندز" (Gramercy Funds) وكاتب عمود في رأي بلومبرغ، لبرنامج "The Open" على تلفزيون بلومبرغ: "التضخم أكثر إشكالية مما قد يعنيه تهدئة وتيرة التشديد الآن.. الخطر هو أنهم (الاحتياطي الفيدرالي) لن يفعلوا سوى القليل جداً وهذا هو الخطر الأكبر في المستقبل".
من المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، ليواصل حملته الأكثر تشديداً منذ الثمانينات. سيتم الإعلان عن القرار الساعة 2 بعد الظهر في واشنطن، وسيعقد باول مؤتمراً صحفياً بعد 30 دقيقة. قد يؤكد أن صانعي السياسة النقدية لا يزالون صامدين في معركتهم ضد أسرع تضخم في أربعة عقود، مع ترك الخيارات مفتوحة لاجتماعهم التالي في ديسمبر، مع انقسام الأسواق بين زيادة كبيرة أخرى، أو التحول نحو رفع الفائدة 50 نقطة أساس.
يشير الارتفاع الأخير في الأسهم والسندات إلى أن بعض المستثمرين يتوقعون تباطؤاً في وتيرة رفع أسعار الفائدة، ويرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى ستفعل ما يكفي لوقف التضخم مع عدم التسبب في سقوط الاقتصادات في الركود.
العريان، الذي قال قبل أكثر من عام إن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان متأخراً بمعالجة التضخم، يشعر بالقلق من أننا "ننزلق ببطء إلى الركود التضخمي. وقد ينتهي بنا الأمر إلى عدم القيام بما يكفي حيال التضخم، ثم ينتهي بنا المطاف في الركود في أوروبا، وعلى أعتاب الركود في الولايات المتحدة والصين".
وبينما كان ينتقد باول وفريقه في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أوضح العريان أنهم في وضع "صعب حقاً".
اضاف العريان: "إذا كنت جالساً في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الآن، فسوف أجد صعوبة في تحديد متى سأتوقف عن تشديد السياسة النقدية، لأن السوق هرب مرة أخرى". وألمح إلى أن "باول يحاول اتخاذ القرار السليم من خلال ثلاثة أبعاد، وكلها تتحدث عن مهمته المزدوجة (المتمثلة في إبقاء التضخم تحت السيطرة، بينما يساعد الاقتصاد الأميركي).. هذا اجتماع صعب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي".