بلومبرغ
انكمشت صادرات تايوان في سبتمبر للمرة الأولى منذ عام 2020 بعدما أنهى ضعف الطلب من الصين والعالم فترة الأداء التجاري غير المسبوق.
أفاد بيان صادر عن وزارة المالية في تايبيه، الجمعة، أن الشحنات الخارجية هبطت بمقدار 5.3% في سبتمبر مقارنة بالعام السابق.
يُعدّ هذا الانخفاض هو الأول في الصادرات منذ يونيو 2020 أثناء فترة ذروة الوباء التي أحدثت فوضى في الاقتصاد العالمي، والذي كان بدوره الانخفاض الأسوأ منذ يناير 2020، وكان الاقتصاديون توقعوا زيادة مقدارها 2.4% في سبتمبر، وفقاً لمتوسط تقديرات استطلاع أجرته "بلومبرغ".
قالت أنيتا هسو، الخبيرة الاقتصادية لدى "ماستر لينك سيكيوريتيز إنفستمنت كونسالت"(Masterlink Securities Investment Consult Corp): "تسبّب انخفاض أسعار السلع ومشكلات العقارات في الصين في هبوط الأسعار والاحتياج للسلع، ما دفع بنتائج الجمعة".
تراجعت الواردات بنحو 2.4% في سبتمبر مقارنة بزيادة مقدارها 3.5% في أغسطس. ويتوقع الاقتصاديون ارتفاعاً قدره 9.8%، وكان هذا أول تراجع منذ عام 2020.
أفادت بياتريس تساي، كبيرة الإحصائيين في الوزارة، خلال مؤتمر صحفي مع المراسلين، الجمعة، في تايبيه، إن التراجع اندفع أساساً بسبب "ارتفاع التضخم العالمي، وتشديد السياسة النقدية، وتراجع طلب المستهلكين في الصين". ووصل انخفاض الصادرات إلى مستوى أكثر حدة مما وصفه المسؤولون، الشهر الماضي، بحيث قُدّر بما يزيد عن 3%.
مفاوضات بين أميركا وتايوان للتوصل إلى اتفاق تجاري وسط معارضة صينية
حذّرت سلطات تايوان من توقعات بتباطؤ الصادرات حتى نهاية العام. وتضاءل الطلب العالمي على عدد من المنتجات، وسط ارتفاع التضخم في أماكن أخرى، في حين قد يواجه العديد من الاقتصادات الكبرى حدوث تباطؤ أو ركود. وتلاشت كذلك الحاجة إلى المعدات الإلكترونية المستخدمة في العمل عن بُعد في ظل عودة الأشخاص تدريجياً إلى المكتب.
سجّلت الصادرات إلى شركاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسنغافورة واليابان أرقاماً سلبية في سبتمبر، كما كانت سلبية بشكل حاد للغاية فيما يختص بالصين وهونغ كونغ، في حين تراجعت الشحنات الخارجية بأكثر من 13% عن العام الماضي.
استمرار الانخفاض
قال المسؤولون، الجمعة، إنهم يتوقعون هبوط صادرات أكتوبر بنحو 6% على أساس سنوي وسط استمرار التحديات التجارية. وأفادت وزارة المالية في بيان بأن أداء الصادرات سيكون "تحت ضغط شديد نتيجة لتباطؤ أنشطة التصنيع في جميع أنحاء العالم" بنهاية العام بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والشكوك حول الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين".
كتبت غريس نيغ، الخبيرة الاقتصادية لدى "جيه بي مورغان تشيس أند كو"، في مذكرة بحثية، في وقت سابق من هذا الأسبوع: "وصل اتجاه النمو القوي المذهل لقطاع التكنولوجيا منذ الوباء ذروته، وانخفضت طلبات تصدير التكنولوجيا في تايوان بنحو 13% من الذروة الأخيرة" خلال الربع الأول من هذا العام.
إنفوغراف: كيف تبدو أبرز مؤشرات اقتصاد تايوان؟
لم يعانِ الاقتصاد التايواني وحده من تباطؤ الطلب على الرقائق والمنتجات المتصلة، حيث شهدت كوريا الجنوبية، مقر "سامسونغ إلكترونيكس"، أكبر شركة لتصنيع شرائح الذاكرة في العالم، هبوطاً في إنتاجها من أشباه الموصلات خلال شهر أغسطس مقارنة بالعام السابق، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات. وارتفعت كذلك مخزونات الرقائق في البلاد بنحو 67% وسط توقّف المزيد من عمليات الشراء، مما يعرّض آفاق الصناعة إلى غموض بعد استمرار ازدهارها في النصف الأول من عام 2022.