بلومبرغ
كشف فيروس كورونا عن "النتائج الكارثية" لتجاهل المخاطر طويلة الأجل مثل الأوبئة، وقد تؤدي التداعيات الاقتصادية والسياسية إلى المزيد من الأزمات في السنوات المقبلة، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وأدرجت الدراسة المسحية السنوية للمنتدى عن المخاطر العالمية الأمراض المعدية والأزمات المعيشية بين أكبر "المخاطر الواضحة والقائمة" خلال العامين المقبلين، وتتصدر التأثيرات الجانبية مثل فقاعات الأصول وتقلبات الأسعار المخاوف على مدار 3 إلى 5 سنوات.
وبحسب الدراسة فإن أغلب الدول عانت لإدارة الأزمة أثناء الوباء، رغم بعض الأمثلة الملحوظة على التصميم والتعاون، وهو ما يسلط الضوء على مدى الحاجة لاستعداد القادة استعدادا أفضل لأي صدمة رئيسية أخرى في المستقبل.
وقال المنتدى في التقرير: "التكلفة الإنسانية والاقتصادية المباشرة لكوفيد 19 باهظة.. وستحدد التداعيات -في صورة اضطرابات اجتماعية، وانقسام سياسي، وتوترات جيوسياسية- شكل استجابتنا الفعالة للتهديدات الرئيسية الأخرى على مدار العقد المقبل".
ورغم أن تأثير الوباء هو ما يهيمن حالياً، فمن المرجح أن تأتي أحداث أخرى لتتصدر المشهد، وفقاً للدراسة. ومثلما كان الحال في السنوات الماضية، ينظر إلى الأحوال المناخية المتطرفة على أنها من بين المخاطر الأكثر ترجيحاً، مباشرة قبل الفشل في التصرف حيال التغير المناخي، وتتصدر الأمراض المعدية أكبر خمسة مخاوف لأول مرة منذ عشر سنوات على الأقل.
كما ينظر إلى عدم المساواة الرقمية وتركز القوة الرقمية كمخاوف رئيسية. وحذرت سعدية زاهدي، العضو المنتدب في المنتدى الاقتصادي العالمي، من "الانقسام العالمي فيما يتعلق بالنمو والتنمية". وقالت لتلفزيون "بلومبرغ" يوم الثلاثاء إن هناك أجزاء من العالم لديها وصول وشمولية رقمية حيث تصبح بعض الأجزاء من القوة العاملة -ليس كلها- قادرة على الاستمرار والتكيف، ولكن هناك جزء آخر من العالم حيث لا يوجد الحد الأدنى من الوصول للإنترنت والكهرباء والمياه، وهنا سيكون شكل التعافي والعودة إلى النمو مختلفا تماماً".
وتتضمن توصيات المنتدى الاقتصادي العالمي لزيادة المرونة مكافحة المعلومات المضللة خاصة مع توزيع أمصال كورونا، واستشهد المنتدى بواحد من المعلومات الكاذبة وهي أن تناول الكحول المركز يقتل كوفيد-19، ما تسبب في أكثر من 700 حالة وفاة ودخول 6 آلاف حالة إلى المستشفيات في إيران.
وبشكل عام، قال المنتدى إن سياسات تجاوز الحقائق "تعزز خطابات الكراهية وتزيد مخاطر الصراع والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتهدد الآفاق طويلة الأجل لنشر الديمقراطية". وأوصى كذلك بتحليل "كلي" للمخاطر، والاستثمار في "رواد إدارة المخاطر" لتشجيع التعاون الدولي واستكشاف أشكال جديدة من إدارة المخاطر مثل الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وقال المنتدى: "إذا كانت الدروس المستفادة من هذه الأزمة هي فقط تعليم صناع القرار كيفية الاستعداد بشكل أفضل للوباء المقبل -بدلاً من تحسين قدرات وثقافة التعامل مع المخاطر- فسيكون العالم مجددا يخطط للأزمة السابقة بدلا من توقع الأزمة المقبلة".