تأخر اختيار رئيس جديد يعطل إنقاذ سريلانكا مالياً

تعاني البلاد فراغاً سياسياً ويحتاج صندوق النقد الدولي إلى حكومة منتخبة دستورياً للتفاوض معها

time reading iconدقائق القراءة - 15
متظاهرون خارج قصر الرئاسية في كولومبو، سريلانكا، في 10 يوليو 2022. - المصدر: بلومبرغ
متظاهرون خارج قصر الرئاسية في كولومبو، سريلانكا، في 10 يوليو 2022. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

مع استقالة الرئيس غوتابايا راجاباكسا، ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ، يتحول تركيز المستثمرين إلى دائني سريلانكا، في ظل التشاؤم بشأن احتمال الحصول على مساعدات سريعة من صندوق النقد الدولي.

يتوقَّع مديرو الأصول العالميين تأخر مدفوعات القروض، إذ يتوقَّع الاقتصاديون في "سيتي غروب" عدم دفع أقساط القروض قبل مطلع عام 2023. ويقول أشخاص مطلعون على دراية بالأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنَّ الوضع متغير، إنَّ هناك قلقاً بشأن احتمال إلغاء الإدارة الجديدة لعقود سريلانكا الحالية مع المستشارين القانونيين والماليين، مما قد يؤدي إلى تأخر مفاوضات الديون أبعد من ذلك.

ما يزال ناندالال وييراسينغي، محافظ البنك المركزي صاحب أكبر منصب رفيع من بين صانعي السياسة في منصبه حتى الآن.

"يحتاج صندوق النقد الدولي حكومة منتخبة دستورياً للتفاوض معها، كما أنَّ دور محافظ البنك المركزي الآن رئيسي، كما يتعيّن على المجتمع الدولي التفكير في تقديم مساعدات طارئة إضافية في مواجهة أزمة إنسانية"، بحسب ماتيو فوغل، مدير المَحافظ ورئيس بحوث الديون السيادية لدى شركة "إف آي إم بارتنرز" (FIM Partners) في لندن.

هوت سندات سريلانكا المقومة بالدولار لمستوى قياسي دون 30 سنتاً يوم الإثنين، عقب أنباء عن استقالة كبار القادة. فقد انخفضت قيمة السندات المستحقة في عام 2030 إلى 26.8 سنتات للدولار في أصل السند يوم الثلاثاء، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".

تملك الصناديق العالمية نحو 12.6 مليار دولار من سندات سريلانكا المقومة بعملات أجنبية، إضافة إلى مبلغ يعادل نفس القيمة تقريباً الذي يحتفظ به مقدمو الديون الثنائية. وفيما يلي قائمة بأبرز المقرضين:

صندوق النقد الدولي

قال رؤساء بعثات صندوق النقد الدولي في سريلانكا في بيان يوم الأحد إنَّ الصندوق يراقب الوضع، ويأمل التوصل لقرار يسمح باستئناف المحادثات، عقب الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي عصفت بالجزيرة، وأجبرت الرئيس ورئيس الوزراء إعلان عزمهما الاستقالة.

في غضون ذلك، يخطط صندوق النقد مواصلة المفاوضات الفنية مع البنك المركزي السريلانكي ومسؤولي وزارة المالية. في حين لم يرد محافظ البنك المركزي ووزير الخزانة على طلبات التعليق.

ينتظر صندوق النقد الدولي اقتراحاً من سريلانكا بشأن تقليص حجم الديون الحالية. مما يُعد شرطاً رئيسياً، يتعيّن تقديمه إلى حاملي السندات بمجرد موافقة صندوق النقد الدولي عليه، حيث يشكل الركيزة الأساسية لمفاوضات إعادة هيكلة الديون.

حملة السندات

قال كارلوس دي سوزا، مدير الأصول في "فونتوبيل لإدارة الأصول" (Vontobel Asset Management) في زيورخ: "سنضطر لانتظار تشكيل حكومة ومجلس وزراء ووزير مالية جدد، وبينما قد يؤجل ذلك كل شيء إلى حد ما؛ لكنْ من ناحية أخرى، يمكن للحكومة الجديدة تحسين الاستقرار الاجتماعي، بعد أن يترك المسؤولون عن الكارثة السلطة في النهاية".

رفض ممثل عن "روتشيلد آند كو" (Rothschild & Co)، المستشار المالي لمجموعة دائنين رئيسيين تضم: "بلاك روك" (BlackRock Inc)، و"نيوبرغر بيرمان" (Neuberger Berman) التعليق. كما رفض المستشار القانوني لمجموعة "وايت آند كيس"(White & Case) التعليق.

تكمن المخاطر في احتمال إلغاء الإدارة الجديدة التعاقدات التي أبرمتها حكومة الرئيس المنتهية ولايته، راجاباكسا مع "لازارد" (Lazard Ltd) و"كليفورد تشانس" (Clifford Chance LLP) كمستشارين ماليين وقانونيين على التوالي، ويعني ذلك مزيد من التأخير حتى يتم الانتهاء من العطاءات الجديدة وتحديد الفائزين بالعقود. وقد رفض ممثل عن "كليفورد تشانس" التعليق بشأن أحد العملاء، كما رفضت "لازارد" التعليق.

كما رفض "بنك هاميلتون الاحتياطي" (Hamilton Reserve Bank)، الذي رفع دعوى قضائية ضد سريلانكا أمام محكمة فيدرالية في نيويورك الرد على طلب للتعليق.

الهند والصين واليابان

تملك الصين واليابان نحو 10% من سندات سريلانكا المقومة بالعملات الأجنبية، برغم تأكيد رئيس الوزراء المنتهية ولايته ويكرمسينغ أنَّ أسعار الفائدة على القروض الصينية أعلى بكثير من غيرها.

تطالب الهند واليابان صندوق النقد الدولي معاملة الصين على قدم المساواة مع باقي الدائنين. وقال مسؤولون سريلانكيون سابقاً إنَّ الصين قلقة من احتمال تأجيل مدفوعاتها، في حالة معاملتها مثل باقي الدائنين.

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحفيين خلال مؤتمر صحفي دوري في بكين، يوم الإثنين قائلاً: "الصين تتابع عن كثب آخر التطورات في سريلانكا".

تسعى الهند للحصول على مدفوعات مسبقة لتزويد سريلانكا بالوقود بعد استنفاد قيمة خطوط الائتمان، بحسب ما قالت مصادر مطلعة على الأمر لـ"بلومبرغ" الأسبوع الماضي. إذ قدّمت جارة سريلانكا نحو 3.8 مليار دولار من المساعدات هذا العام.

وقالت شانتا ديفاراجان، المستشارة الاقتصادية للحكومة السريلانكية، لتلفزيون "بلومبرغ" يوم الثلاثاء: "المحادثات مع الهند والصين تتركز حول إعادة هيكلة الديون، وهناك مناقشات مع اليابان بشأن الحصول على قرض مرحلي، وربما مع الصين أيضاً".

تأمل سريلانكا في الحصول على الفور على مساعدة من برنامج الغذاء العالمي، الذي من المقرر أن يزور مديره الجزيرة هذا الأسبوع. كما يُعد من الضروري أيضاً حصول مرشح رئاسي على ثقة المواطنين، وأن يحظى بدعم المجتمع الدولي.

وقال فوغل من "إف آي إم بارتنرز": "تحتاج سريلانكا اليوم لمستوى من الحوكمة لم تشهده منذ سنوات في ظل الأزمة الكبيرة التي تسبّب فيها الرئيس وحكومته، فقد يكون لدى أي شخص الكثير من حسن النية في الوقت الحالي، ولكن قد يشهد العديد من التقلبات والانعطافات إلى اليسار بعد ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك