بلومبرغ
أضاف أرباب العمل في الولايات المتحدة المزيد من الوظائف في يونيو، أكثر مما كان يُتوقَّع، واستقر معدل البطالة بالقرب من أدنى مستوى له منذ خمسة عقود، وهي علامات على كل من الطلب القوي وسوق العمل الضيقة التي ستبقي مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يميلون نحو زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة.
أظهر تقرير وزارة العمل يوم الجمعة أنَّ الوظائف غير الزراعية ارتفعت 372 ألف وظيفة في الشهر الماضي بعد التعديل عن رقم 384 ألف وظيفة في مايو. ظل معدل البطالة دون تغيير عند 3.6% مع تقلّص مجموعة العمال المتاحين، كما ظل نمو الأجور ثابتاً.
كانت قوة التوظيف غير المتوقَّعة مخالفة لتوقُّعات حدوث التباطؤ، وتؤكد التناقض الصارخ بين مرونة سوق العمل والمخاوف من حدوث ركود. في الوقت ذاته، يؤكد الانخفاض في معدل المشاركة العديد من الشكاوى حول نقص العمال والصعوبة التي يواجهها أصحاب العمل في ملء الملايين من الوظائف الشاغرة - وهي وصفة لضغوط الأجور المستمرة.
اقرأ المزيد: ركود الاقتصاد الأميركي ليس الفرضية الأساسية في توقعات "غولدمان"
يقول جيفري روزنبرغ، كبير مديري المحافظ للاستراتيجيات المتعددة المنهجية في "بلاك روك"، على تلفزيون "بلومبرغ": "سوق العمل ساخنة جداً.. على الاحتياطي الفيدرالي فعل المزيد".
بدوره، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك بعد التقرير إنَّه يدعم رفع سعر الفائدة القياسي 75 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي في وقت لاحق من هذا الشهر.
ما رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"...
"جاء تقرير الوظائف لشهر يونيو قوياً، ليس في العناوين الرئيسية فقط؛ ولكن تحت السطح أيضاً، مما يؤكد أنَّ سوق العمل ما تزال ضيقة، وهذا يمكّن الاحتياطي الفيدرالي من المحافظة على زخم إجراءاته في معركته ضد التضخم".
الاقتصاديان يلينا شولياتيفا وأندرو هوسبي
من جهة أخرى كانت المكاسب في الرواتب واسعة النطاق، قادتها قطاعات خدمات الأعمال، والترفيه والضيافة، والرعاية الصحية. وفي حين أعلن عدد من الشركات عن خطط في يونيو لخفض مستويات التوظيف؛ تركّز تسريح العمال حتى الآن إلى حد كبير في التكنولوجيا والقطاعات الحساسة لسعر الفائدة مثل الإسكان. وأظهر التقرير أقل مكاسب في كشوف رواتب الأنشطة المالية في عام.
انخفض معدل مشاركة القوى العاملة - نسبة السكان الذين يعملون أو يبحثون عن عمل - إلى 62.2%، وانخفض معدل العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر عند 82.3%. وارتفع عدد الأميركيين غير المنضمّين إلى القوة العاملة بنحو نصف مليون ليصل إلى أعلى مستوى له في هذا العام.
انخفضت معدلات المشاركة للعمال من أصول أفريقية وآسيوية، ولم تتغير بالنسبة إلى العمال البيض والعمال الذين تعود أصولهم إلى دول تتحدث الإسبانية.
الأجور في الساعة
أظهر تقرير يوم الجمعة أنَّ متوسط الدخل في الساعة ارتفع 0.3% عن الشهر السابق، تماشياً مع التوقُّعات. ارتفعت الأجور بنسبة ما تزال مرتفعة 5.1% عن العام السابق بعد زيادة 5.3% المعدلة بالزيادة في مايو.
لأشهر خلت، كان أرباب العمل يرفعون الأجور لجذب العمال والاحتفاظ بهم، ولكن بشكل عام، ما تزال الأجور أقل من الزيادة السريعة في الأسعار. وبرغم أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرحب بالهدوء في ضغوط الأجور أثناء سعيه للحد من التضخم؛ إلا أنَّ التباطؤ الملحوظ في الأجور في وقت ما تزال فيه الأسعار مرتفعة للغاية، من شأنه أن يحد من قدرة المستهلكين على مواصلة الإنفاق.
بلغ التضخم الآن أعلى مستوى له في 40 عاماً وعلى نطاق واسع. تضخمت التكاليف في متاجر البقالة ومحطات الوقود، مما زاد من إضعاف معدلات الرضا تجاه الرئيس جو بايدن قبل أشهر فقط من انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر. إنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي ملتزم بمحاربة التضخم، لكنَّ المخاوف تتزايد، فقد يدفع البنك المركزي في النهاية الاقتصاد إلى الركود خلال هذه العملية.
اقرأ أيضاً: أميركا تواجه ركوداً بفعل الاحتياطي الفيدرالي.. ورئاسة بايدن قد لا تنجو من آثاره
كتب إيان شيفردسون، كبير الاقتصاديين في "بانثيون ماكرو إيكونوميكس" (PantheonMacroeconomics) في مذكرة: "برغم ذلك، حتى الآن تبدو مكاسب الرواتب أكثر اتساقاً مع الازدهار الاقتصادي الهائل".