ترمب يثير أزمة في إمبراطورية أعماله قبل العودة إليها

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

إنها مذكورة في الصفحات القليلة الأولى من "ترامب يونيفيرسيتي براندينع 101"، فقد كتب في مقدمة كتاب "آكشينز ماتر" في عام 2008 :"الحقيقة هي أنَّ كل شيء تقوله وتفعله مهم".

بعد تحريض الغوغاء على القيام بأعمال شغب داخل مبنى الكابيتول الأمريكي الأسبوع الماضي، فإنَّ العلامة التجارية المحورية في مسيرة الرئيس دونالد ترمب، وثروته تعاني من أزمة. فحالياً، يتجنَّبه بعض المانحين السياسيين الذين يمدونه بالعون، وشركات التكنولوجيا التي تبالغ في إيصال صوته، والمصارف التي تتعامل مع شؤونه المالية، وصناعة الغولف الأمريكية التي تجلب الأعمال إلى أنديته، فضلاً عن الشركة الكندية التي تقف وراء متاجره الإلكترونية.

لقد استغرق الأمر أربع سنوات من رئاسة ترمب كي ينقلب عليه معظم حلفائه من الشركات، فهم يقفون في وجهه الآن، ولا يُمكن لضغوطهم أن تغيِّر كثيراً في إدارة تعيش أيامها الأخيرة. إلا أنَّ لديهم القدرة على الإضرار بعودته إلى عالم الأعمال.

تقول سالي هوغزهيد، المتخصصة في العلامات التجارية: "إنَّه يقوم بإشعال النيران في المملكة أثناء خروجه من بوابات القصر، وبفعله هذا يقوم بالإضرار بعلامته التجارية إلى الأبد. يشعر عدد أكبر من الناس عن ذي قبل، بالخجل من الارتباط بعلامة ترمب التجارية".

ولم ترد "منظمة ترمب" فوراً على طلبنا بالتعليق.

اللفظ الجماعي لدونالد ترمب

وفي غضون أيام قليلة، تمَّ رفض ترمب من قبل "وول ستريت"، ووادي السيليكون، وواشنطن. كما قام عمالقة الإنترنت بسحب مساحته الخاصة التي غالت في إيصال صوته على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن شجَّعت منشوراته على العنف، فقد قامت "تويتر" بتعليق حسابه الشخصي، ومددت "فيس بوك" حظره إلى أجل غير مسمى. وقالت شركة "شوبيفاي" (Shopify Inc)، إنَّها أغلقت متاجره الإلكترونية، مما أثر على المتجر الرسمي لمنظمة ترمب ومتجر الحملة؛ فالشركة، بحسب متحدِّثة باسمها، لا تتسامح مع الأعمال التي تحرِّض على العنف. كما ابتعدت عن ترمب بعض البنوك التي عملت معه، ومع عائلته لسنوات.

وقرر "دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG) الامتناع عن القيام بالمزيد من الأعمال مع ترمب وشركته، وفقاً لمصدر مطَّلع على الأمر طلب عدم ذكر اسمه لسرية المداولات. ويدين ترمب للبنك، ومقرُّه فرانكفورت، بأكثر من 300 مليون دولار.

كما قال "سيغناتيشير بنك" (Signature Bank)9 الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، وكانت إيفانكا ترمب عضواً في مجلس إدارته؛ إنَّه سيقطع علاقاته معه، في حين يضغط من أجل استقالته.ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن متحدِّث باسم البنك، فالبنك بصدد إغلاق حسابين شخصيين، كان ترمب يحتفظ فيهما بنحو 5.3 مليون دولار.

وعلى نطاق أوسع، قالت شركات التمويل، إنَّها ستستخدم قوة تبرعات حملتها لإدانة السياسيين الذين أدَّت محاولتهم لإلغاء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر إلى اندلاع أعمال الشغب الأسبوع الماضي. وفي واشنطن، يحاول المشرِّعون بمجلس النواب جعل ترمب الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي يتمُّ عزله مرتين.

كما أنَّ معقل النخبة الحصينة والمفضَّلة لدى ترمب، تبتعد بأعمالها بعيداً عنه، فقد قالت رابطة رابطة لاعبي الغولف المحترفين الأمريكية، إنَّ مجلس إدارتها صوَّت لإنهاء اتفاقية استضافة بطولة "بي جي إيه" للعام المقبل في ملعب للغولف، يملكه ترمب بولاية نيوجيرسي.

وقال جيم ريتشيرسون، رئيس الرابطة في رسالة بالفيديو: "لقد أصبح من الواضح أنَّ إجراء بطولة في ملعب "بدمينستر" سيضر بالعلامة التجارية لـ"بي جي إيه". وعندما قال ترمب في خطاب رئاسته، إنَّ المهاجرين المكسيكيين يشملون على مغتصبين؛ قررت الرابطة عدم إقامة بطولاتها الكبرى لعام 2015 في نادي ترمب للغولف في لوس انجلوس.

ولا يبدو مستقبل أعمال ترمب مشرقاً، وفقاً لكارلي فيورينا، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "هيوليت باكارد" (Hewlett-Packard)، التي خاضت الانتخابات ضد ترمب في المراحل التمهيدية لعام 2016.

علامة تجارية "سامة"

وقالت فيورينا يوم الإثنين لتلفزيون بلومبرغ: "إنَّ علامته التجارية سامة، وسيكون لذلك عواقب حقيقية على أعماله، حتى إن استمر بعض من أعضاء الحزب الجمهوري، وبعض الأمريكيين في دعمه".

ومع ذلك، تعدُّ مسيرة ترمب المهنية قصة سقوط عاصف، وارتدادات غير محتملة، وقد تكون علامته التجارية أقوى من أي وقت مضى في أوساط معجبيه المتحمّسين الذين اجتذبهم إلى مبنى الكابيتول. كما قال مؤيدوه، إنَّ لدى ترمب فرصاً مربحة في وسائل الإعلام اليمينية، وتشمل دوراً محتملاً في قناة إخبارية، أو في مشروع إعلامي خاص به، أو صفقة كتاب. وبالفعل، تحرَّكت "سايمون آند تشوستير" (Simon & Schuster) للنأي بنفسها عن أحد مؤيدي مزاعم تزوير الانتخابات، فألغت خططها لنشر كتاب السيناتور الجمهوري جوش هاولي.

وفيما يختصُّ بالعلامات التجارية، قال ترمب في كتاب الجامعة لعام 2008: "سأكون أول من يعترف بأنَّ الأمر ليس سهلاً دائماً". وبعد ثماني سنوات، قبل انتقاله إلى البيت الأبيض، وافق ترمب على دفع 25 مليون دولار لتسوية مزاعم حول خداع مدرسته البائدة لآلاف الطلاب.

وقالت الخبيرة الإستراتيجية للعلامات التجارية، ريبيكا حوران، إنَّه من الصعب تخيُّل "عودة علامة ترمب التجارية بعد أفعال الخيانة"، محذِّرة من أنَّ "التاريخ يُظهر لنا مدى قصر ذاكرتنا."

تصنيفات