بلومبرغ
تقلصت أرباح الشركات الصناعية في الصين في الشهر السابق، للمرة الأولى منذ سنتين، بتأثير من تفشي وباء كورونا وفرض الإغلاقات الصارمة التي عطّلت عمل المصانع، وعملت على شلِّ حركة النقل والبيع.
بحسب بيانات صادرة من المكتب الوطني للإحصاءات اليوم الجمعة، انخفضت الأرباح بنحو 8.5% في أبريل، مقارنة مع الشهر نفسه من السنة الماضية ما يُعد أسوأ أداءٍ منذ أبريل 2020.
كما عانت المصانع خلال موجة التفشي الأخيرة بشكلٍ كبير، بسبب تمديد مدة الإغلاقات في شنغهاي المدينة الساحلية المهمة والواقعة في قلب دلتا نهر "يانغ تسي"، والتي تُعد أيضاً مركزاً اقتصادياً رئيسياً. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الحكومة أن الإنتاج انخفض بشكلٍ غير متوقع في أبريل.
الانخفاض في الإنتاج والذي كانت نسبته 2.9% هو الأعلى لشهر واحد منذ عام 1990. وهذا يبين حجم الشلل الذي يمكن للوباء أن يصيب به الأنشطة الاقتصادية والحيوية.
في المجمل كان واضحاً أن الأرباح تحت ضغوطات قصيرة الأجل، في أبريل. بحسب ما جاء على لسان تشو هونغ، كبير الإحصائيين في المكتب الوطني للإحصاء، في بيان رافق البيانات (أرباح الشركات) الصادرة يوم الجمعة. وعزت الوكالة الانخفاض إلى تواتر وتفرق فترات تفشي الوباء، والتي أثّرت على الإنتاج وسير الأعمال.
انخفاض الأرباح جاء حاداً مقارنة مع بيانات شهر مارس الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 14%، وفق حسابات "بلومبرغ" استناداً إلى بيانات المكتب الوطني للإحصاءات. بالنسبة للشهور الأربعة الأولى من السنة، ارتفعت الأرباح 3.5% ما يمثّل نمواً أقل من الارتفاع البالغ 8.5% في الربع الأول من السنة.
كما أن الشركات الصناعية الأجنبية التي تعمل في الصين واجهت انخفاضاً أكبر بنسبة 16.2% في أرباحها خلال الفترة من يناير إلى أبريل. أما بالنسبة لأرباح الشركات الخاصة فقد انخفضت 0.6%. بينما ارتفعت أرباح الشركات المملوكة للدولة 13.9% في نفس الفترة.
المصنعون في شنغهاي وحولها كشفوا عن صعوبات لإبقاء مصانعهم بحالة تشغيلية، حتى ولو كان باستخدام نظام "الحلقة المغلقة"، حيث يبيت العمال في المعمل، ويقومون بعمل فحوصات كورونا دورية. حركة النقل كانت أيضاً شبه مشلولة في بعض المناطق، مؤديةً لاختناقات تسببت في تعطيل المواصلات وسلاسل الإمداد.
رأي "بلومبيرغ إيكونوميكس"
يقول الخبير الاقتصادي ديفيد كو: "كلما طالت الضغوطات، زادت الآثار السلبية على التوظيف والاستثمارات. حالياً، تقوم الحكومة بإزالة عدد من تدابير الدعم. والمهم هو معرفة إلى متى سيستمر تطبيق سياسة الإغلاقات الصارمة. فبدون تطبيق إجراءات أكثر مرونة، لن يستجيب الاقتصاد لمزيد من التحفيز".
مع اتخاذ شنغهاي خطوات نحو إعادة الفتح التدريجي، تعافت العمليات اليومية في ميناء المدينة بالكامل تقريباً من آثار إغلاق وباء كورونا. إن استمرار تراكم الاضطرابات في الميناء والمصانع القريبة يُرجّح أن يتسبب في ازدحام الشحن طوال العام، ما يطيل الإضرار بالنشاط.