بلومبرغ
أظهر تقرير جديد أن أزمة سلسلة التوريد التي أعاقت شبكة الخدمات اللوجستية الأمريكية جعلت من أكبر ميناءين في البلاد، وهما لوس أنجلوس، ولونغ بيتش، المركزين التجاريين الأقل كفاءة للتعامل مع الحاويات في جميع أنحاء العالم.
احتل المركزان اللوجستيان التوأمان الواقعان جنوب كاليفورنيا، والمسؤولان عن حوالي 42% من إجمالي تجارة الولايات المتحدة بالحاويات مع شرق آسيا، الترتيب الأخير وفقاً لتصنيف البنك الدولي ومؤشر أداء ميناء الحاويات، التابع لشركة "إس آند بي غلوبال ماركت إنتلجنس" للعام 2021، وهو المؤشر الذي يضم نحو 370 عضواً، حسبما جاء في تقرير صدر أمس الأربعاء.
وصنفت غالبية بوابات الولايات المتحدة البحرية الأكثر ازدحاماً، بما في ذلك موانئ "سافانا" في جورجيا، ونيويورك، ونيوجيرسي، وأوكلاند بكاليفورنيا، في النصف الأدنى من القائمة.
تنقل منظومة النقل البحري أكثر من 80% من البضائع العالمية من حيث الحجم. ويقول تورلوش موني، المدير المساعد لشركة "إس آند بي غلوبال ماركت إنتلجنس"، أحد معدي التقرير، إنه حتى قبل تفشي كوفيد-19، كانت الموانئ تتعامل بالفعل مع المزيد من البضائع، ما دفع أولئك الذين لديهم بنية تحتية أضعف إلى العمل "بالحد الأقصى لطاقتهم".
اقرأ أيضا: زحام الموانئ يضغط على سلاسل التوريد ويوجه ضربة للاقتصاد العالمي
وفي الولايات المتحدة، تفجر الطلب على السلع مع تحول المستهلكين العالقين في منازلهم إلى التجارة الإلكترونية، حيث تكافح الموانئ الأمريكية للتعامل مع أحجام الواردات القياسية. ويضيف "موني": "لقد أدى الوباء إلى تضخم هذا الاتجاه".
يأخذ التحليل في الاعتبار عدد الساعات التي تقضيها السفينة في ميناء أثناء كل رسو، ما يُعرّف على أنه الوقت المنقضي بين وصول السفينة إلى الميناء ومغادرتها من الرصيف بعد إكمال تبادل البضائع الخاص بها. ويشمل الموانئ التي بها ما لا يقل عن 20 رسو في الميناء خلال فترة إعداد الدراسة التي بلغت 12 شهراً. يصدر التقرير مؤشرين أحدهما يصنف العمليات إدارياً، والآخر باستخدام نهج إحصائي، وذكر التقرير أن التفاوتات بين الطريقتين انخفضت بشكل ملحوظ في تقرير عام 2021، مقارنة بتقرير العام السابق.
وصلت الموانئ الأمريكية الأصغر إلى أعلى 50 ميناء في الترتيب لأول مرة هذا العام، مدفوعة جزئياً بالأداء المُحسّن لموانئ الساحل الشرقي. واستثمرت بعض هذه المراكز مليارات الدولارات في البنية التحتية، حيث أتاح توسيع قناة بنما في عام 2016 أمام أكبر السفن في العالم إمكانية الوصول إلى ساحل المحيط الأطلسي بسهولة أكبر.
اقرأ أيضا: تفاقم أزمة انتظار السفن بميناء لوس أنجلوس تزامناً مع ذروة الاستيراد
احتل ميناء فرجينيا، الذي أعلن هذا الأسبوع أنه حصل على أموال ليصبح أعمق ميناء على الساحل الشرقي، المرتبة 23 من ناحية أكثر الموانئ كفاءة في أمريكا الشمالية، ما يعني أنه حقق تقدما بنحو 60 مركزاً عن العام الماضي. وجاء أيضاً ميناء ميامي في المركز التاسع والعشرين، في التصنيف الذي تضمن ما لا يقل عن ثلاثة موانئ في فلوريدا بين أفضل 100 ميناء. وحلّت الموانئ في نورث كارولينا وبنسلفانيا وماريلاند أيضاً بين أكثر الموانئ كفاءة.
منافسة دولية
في المقابل، سيطرت الموانئ الآسيوية والشرق أوسطية، مرة أخرى، على الترتيب. يعد ميناء الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية الآن البوابة الأكثر كفاءة في العالم، يليه نظراؤه في عمان وقطر على التوالي. في غضون ذلك، لدى الصين ثلاثة موانئ في المراكز العشرة الأولى، وهي يانغشان ونينغبو وقوانغتشو، أي أكثر من أي دولة أخرى.
قال "موني" إنه مقارنة بالموانئ الأمريكية، فإن تلك الموجودة في آسيا وأجزاء من أوروبا تميل إلى أن تكون أكثر حداثة، ولديها القدرة على التعامل مع المزيد من البضائع، ما يمنحها ميزة للعمل بشكل أكثر كفاءة على مدار الساعة. وأضاف أن هذا يعني أيضاً أنه عندما تصل السفن إلى الجانب الآخر من المحيط الهادئ، لا تستطيع موانئ الولايات المتحدة مواكبة هذا المستوى من الكفاءة.
اقرأ أيضا: طوابير انتظار السفن وراء تفاقم تكدس الموانئ من سنغافورة إلى بيرايوس
شرح "موني" قائلاً: "لديك عمليات على مدار الأسبوع وعلى مدار الساعة في موانئ التحميل في الصين... إذا كنت تقوم بالتحميل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع هناك، وإذا لم تكن قادراً على تفريغ الحمولة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في موانئ الوجهة، فستكون لديك بعض نقاط الاختناق وبعض الأعمال المتأخرة".