بلومبرغ
ستخفض كولومبيا الرسوم الجمركية على ما يقرب من 200 سلعة بداية من الأسبوع المقبل كجزء من الجهود المبذولة للمساعدة في كبح التضخم الأسرع وتيرة منذ عام 2016، وفقاً لأحد كبار صانعي السياسة الاقتصادية في البلاد.
قال وزير المالية الكولومبي خوسيه مانويل ريستريبو، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الأربعاء، إنَّ تلك التخفيضات الجمركية على الواردات ستكون في الغالب في قطاع الزراعة. قادت أسعار المواد الغذائية التضخم في كولومبيا في يناير، إذ تسارعت بنسبة 20% عن العام السابق، وفقاً للإحصاءات الحكومية.
نما الاقتصاد الكولومبي بنسبة 10.6% في عام 2021، متجاوزاً التوقُّعات في أسرع توسع على الأقل منذ عام 1906. وترى وزارة المالية استمراراً لبعض الزخم هذا العام، مع توقُّع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%، وهو المعدل الأعلى بين أقران أمريكا اللاتينية الرئيسيين.
ارتفع التضخم السنوي فوق المستهدف، مما دفع البنك المركزي إلى رفع سعر الفائدة.
قال ريستريبو، الذي يرأس مجلس إدارة البنك المركزي، إنَّ صانعي السياسة بحاجة إلى مواصلة دورة التشديد للسيطرة على ارتفاع الأسعار وتوقُّعات التضخم. في الوقت ذاته، يجب أن "يأخذوا في الحسبان أنَّه إذا قمنا بزيادة كبيرة؛ فسيكون ذلك ضد الاقتصاد"، لذلك يجب أن يكون هناك توازن، وفقاً لريستريبو.
تسارع التضخم السنوي في كولومبيا إلى 6.9% في يناير، أي أكثر من ضعف هدف البنك المركزي البالغ 3%. ويتوقَّع اقتصاديون أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 5.44% فقط بنهاية العام.
رفع صنّاع السياسة تكاليف الاقتراض بمقدار 2.25 نقطة مئوية منذ سبتمبر إلى 4%. ويتوقَّع المحللون الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه البنك المركزي أن يصل سعر الفائدة الرئيسي إلى 6.5% بحلول يونيو.
تحسينات مالية
وبحسب ريستريبو؛ تحسنت الأرقام المالية في كولومبيا بشكل أسرع مما توقَّعته الحكومة في البداية.
قالت وزارة المالية في وقت سابق من هذا الشهر، إنَّ دين الحكومة المركزية بدأ في الانخفاض في عام 2021، قبل ثلاث سنوات من التوقُّعات، ليصل إلى 63.8% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ64.7% في عام 2020. وتتوقَّع الدولة، الواقعة في جبال الأنديز، أن يتقلص العجز المالي هذا العام إلى 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ7.1% في عام 2021.
قال ريستريبو: "كولومبيا بحاجة إلى الاستمرار في هذا المسار".
ستجري كولومبيا الانتخابات الرئاسية في 29 مايو، ومن المحتمل أن تُجرى جولة الإعادة بعد ثلاثة أسابيع. ويحظى عمدة مدينة بوغوتا السابق جوستافو بيترو، الذي يتقدّم في استطلاعات الرأي، بشعبية بين أفقر الكولومبيين، إذ تعهد بزيادة الضرائب على الأغنياء، ووقف التنقيب عن النفط.
قال ريستريبو، إنَّ المستثمرين لا يجب أن يقلقوا إذا كانت الحكومة القادمة يمينية أو يسارية؛ لأنَّ الفائز سيحافظ على مؤسسات الدولة والديمقراطية.