بلومبرغ
رسَّخت قراءات بيانات التضخم الصادرة مؤخراً في الولايات المتحدة من المطالبات المُلحّة لبدء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة الأساسية، كما انكمش الاقتصاد الألماني في آخر أشهر 2021، في حين سجلت تايوان نمواً قوياً.
في هذه الأثناء، تركز الحكومات في أوروبا على دعم أمن الطاقة في حالة اندلاع الحرب في أوكرانيا. وزادت البنوك المركزية في خمس دول، من بينها تشيلي وجنوب أفريقيا، أسعار الفائدة الأساسية بهدف التخفيف من ضغوط ارتفاع الأسعار.
نستعرض فيما يلي بعضاً من الرسوم البيانية التي جاءت على موقع بلومبرغ الأسبوع الجاري بشأن أحدث التطورات المتعلقة بالاقتصاد العالمي:
الولايات المتحدة
صعدت تكاليف التوظيف بسرعة كبيرة خلال الربع الثاني على التوالي، لتنهي أعلى عام لها من تضخم تكلفة العمالة منذ عقدين من الزمان، بينما دخلت الشركات في منافسة على عدد محدود من العمالة.
تواكب الإنفاق الاستهلاكي لتغيرات الأسعار الشهر الماضي، ليهبط بأكبر قدر منذ شهر فبراير، وهو ما يدلل على أن الأمريكيين قلَّصوا مشترياتهم وسط الموجة الأخيرة من تفشي وباء كوفيد -19، تزامناً مع أسرع معدل صعود للتضخم منذ ما يقترب من 40 عاماً.
فاقت سرعة النمو الاقتصادي التوقعات خلال الربع الأخير، بدعم إعادة بناء المخزونات. ورغم ذلك، فإن ارتفاع المبيعات النهائية الحقيقية للمشترين المحليين بنسبة 1.9%، وهو مقياس خاص بالطلب الأساسي الذي يحذف عناصر التجارة والمخزون من الناتج المحلي الإجمالي، جاء مقارنة بمعدل محدود بلغ 1.3% في الربع الثالث من العام الماضي.
أوروبا
انكمش الاقتصاد الألماني بـ 0.7% خلال الربع الأخير من 2021 في ظل مخاوف المستهلكين من التعرض لموجة أخرى من إصابات فيروس كوفيد-19 ومعاناة المصانع من مشاكل سلاسل التوريد.
يبذل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتعاون مع دول أخرى جهوداً لتنويع إمدادات الوقود الأوروبية في حالة أسفر الصراع بين أوكرانيا وروسيا عن تعطل الشحنات القادمة من الأخيرة، والتي تقدم نحو ثلث الغاز الطبيعي للتكتل.
آسيا
نما الاقتصاد في تايوان خلال 2021 بمعدل هو الأسرع خلال 11 عاماً، ومن المنتظر أن يواصل معدل النمو الارتفاع خلال العام الحالي جراء طفرة غير مسبوقة في إنفاق أكبر شركة لديها.
سيبقي بنك اليابان المركزي على استمرار سياسة تحفيز استهداف التضخم، كما يدرس تقليص أجل استحقاق العائد المستهدف سعياً للمزيد من استدامة التيسير الكمي، بحسب ما ذكره صندوق النقد الدولي. تأتي توصيات صادرة عن الصندوق بمواصلة "بنك اليابان" المركزي التقدم في برنامج التحفيز المالي من أجل دفع معدلات التضخم في ظل ظروف تختلف عن نظراء بنك اليابان، مثل "الاحتياطي الفيدرالي" و"بنك إنجلترا".
الأسواق النامية
تباطأ معدل التضخم السنوي في المكسيك بنسبة أقل بقليل مما كان متوقعاً مطلع يناير، مواصلاً تجاوز المعدل المستهدف بكثير، ليضع البنك المركزي في موقف صعب، خاصة في ظل وجود علامات على أن الاقتصاد يعاني من حالة ركود.
تباطأ معدل التضخم السنوي في البرازيل بمعدل أقل مما كان متوقعاً في مطلع يناير، وهو ما أدى لخيبة أمل المستثمرين وأكد على استمرار ضغوطات الأسعار التي يحاربها البنك المركزي، في الوقت الذي يتأهب فيه لزيادة أسعار الفائدة الأساسية في غضون الأسبوع القادم.
العالم
توجه الأضرار التي وقعت منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، وتقديم الدعم للانفصاليين في منطقة دونباس الشرقية الواقعة في أوكرانيا، الأنظار نحو مجموعة الخيارات في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يمارس الضغوط على كل من كييف والغرب، من دون مخاطر مرتفعة، وغزو كامل يهدف إلى الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي.
رفع محافظو البنوك المركزية في كل من تشيلي وكولومبيا والمجر وكازاخستان وجنوب أفريقيا أسعار الفائدة الأساسية خلال الأسبوع الجاري، على غرار نظرائهم في أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية مع بدء العام الحالي، من خلال رفع تكاليف الاقتراض للحد من صعود معدلات التضخم. ونوه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن استعداده لزيادة أسعار الفائدة الأساسية في شهر مارس المقبل، وقالت كندا إن فرض تكاليف اقتراض أكثر ارتفاعاً بات وشيكاً.