بلومبرغ
تعهدت الهند بزيادة الإنفاق لتحفيز محرّكات النمو الرئيسية في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، في الوقت الذي تبذل قصارى جهدها للتعافي من وباء يضرب العالم.
اقترحت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان زيادة حجم الإنفاق السنوي للاقتصاد إلى 39.5 تريليون روبية (529 مليار دولار) لدعم خطط النمو للعام المالي الذي يبدأ في أبريل. وقالت، إنَّ الإنفاق الرأسمالي من المخطط له أن يرتفع بشكل كبير مرة أخرى بـ 35%، ليصل إلى 7.5 تريليون روبية.
سيؤدي ذلك إلى بلوغ عجز الميزانية 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أكبر من المتوسط البالغ 6.1% الذي حدده استطلاع أجرته "بلومبرغ". وقالت الوزيرة الهندية، إنَّ الحكومة ستنهي السنة المالية الحالية بعجز 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل المستهدف البالغ 6.8%.
ميزانية دفع النمو
قالت سيترامان في كلمة لها أمام البرلمان في نيودلهي اليوم الثلاثاء: "ما تزال هذه الميزانية توفّر قوة دفع للنمو".
تراجعت السندات الهندية مع ارتفاع العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى تسع نقاط أساس، بعد أن استهدفت الوزيرة زيادة عجز الميزانية للعام المالي المقبل. وصعدت الأسهم المعيارية بـ 1.6%.
تُعد الميزانية الهندية واحدة من أكثر الأحداث الاقتصادية التي تتم متابعتها عن كثب، إذ تسترشد بها الشركات، بالإضافة إلى المستثمرين وسكان الهند البالغ تعدادهم 1.4 مليار شخص بشأن أولويات السياسة والإنفاق. وتمثل زيادة الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، وخلق فرص العمل، وزيادة الإنتاجية جوانب جوهرية للتعافي المستدام للبلاد من الانكماش الناجم عن تفشي الوباء في العام المالي الماضي.
ومن المرجح أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بـ 9.2%، وهو أسرع معدل بين الاقتصادات الكبرى، في العام الحالي المنتهي في مارس، إذ تتوقَّع وزارة المالية أن يتواصل هذا الأداء في العام المقبل بتوسع يتراوح بين حوالي 8% - 8.5%.
الفئات المستفيدة
قالت سيترامان، التي تحولت وجهتها بشكل متزايد من بيع الأصول الحكومية لتمويل الميزانية إلى الدخل، إنَّ الشباب والسيدات والمزارعين في البلاد، سيستفيدون من المقترحات بشكل مباشر، فضلاً عن الاستثمار العام والخاص.
رجحت سيترامان أن تكمل قريباً إدراج شركة "التأمين على الحياة الهندية" (Life Insurance)، والذي يمكن أن يدعم خزينة الدولة بما يصل إلى 10 مليارات دولار؛ إذا باعت الحكومة 5% من الشركة. وسيوفر ذلك للإدارة الأموال اللازمة لزيادة الإنفاق الرأسمالي.
الهند تضغط لعقد اكتتاب "لايف إنشورينس" في الوقت المحدد
أوضحت سيترامان أنَّ "نهج الميزانية مدفوع بسبعة محركات"، في إشارة إلى الطرق، والسكك الحديدية، والمطارات، والموانئ، والنقل الجماعي، والممرات المائية، والبنية التحتية اللوجستية باعتبارها المجالات الرئيسية. وأضافت: "ستعمل المحركات السبعة على دفع الاقتصاد قُدُماً في انسجام تام" مدعومة بنقل الطاقة، واتصالات تكنولوجيا المعلومات، وقطاع المياه، والصرف الصحي، والبنية التحتية الاجتماعية.