انهيار الروبل وحده لن يثني بوتين عن خططه في أوكرانيا

يكاد انزلاق الروبل يكون طفيفاً مقارنة بالتقلبات التي تعرضت لها الليرة التركية في السنوات الأخيرة دون أن يكون لها تأثير يذكر على الزعيم التركي

time reading iconدقائق القراءة - 10
أوراق نقدية روسية وأمريكية - المصدر: بلومبرغ
أوراق نقدية روسية وأمريكية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

تتعاظم التكهنات بشأن اندلاع نزاع في أوكرانيا إعلامياً، فلا عجب أن يتجه الروبل الروسي مجدداً نحو أضعف مستوياته مقابل الدولار الأمريكي التي شهدها في 2020، حيث سجل تراجعاً بأكثر من 5% هذا الشهر. يتوعد الغرب تكراراً بعقوبات أشد، ما يجعل حركة التجارة ورأس المال المقيدة بالفعل أصعب ويبرر خروج المستثمرين الأجانب والمحليين.

السؤال هو: هل يثني انهيار الروبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شن حرب؟ لن يثني مصير الروبل بوتين عن شن هجوم إن قرر ذلك، رغم أن موسكو تنفي تكراراً وجود أي خطة لاقتحام جارتها. سيؤلم انهيار العملة لكن ليس بقدر يفوق بكثير ما يعانيه الاقتصاد حالياً.

تعد روسيا المُصدّر الأكبر للوقود الذي يُتداول بالدولار عموماً. لذا فإن ضعف الروبل سيرفع احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي. علّق البنك المركزي بالفعل مشترياته اليومية المنتظمة للدولار، الأمر الذي كان ضئيل الأثر. يكاد انزلاق الروبل مع ذلك يكون طفيفاً مقارنة بالتقلبات التي تعرضت لها الليرة التركية في السنوات الأخيرة دون أن يكون لها تأثير يذكر على الزعيم التركي. قد تكون الإجراءات غير العسكرية الوحيدة الناجحة وقد فصلتها في ديسمبر وهي عزل روسيا والشركات المرتبطة بها عن أسواق الديون وأنظمة الدفع الدولية. لكن الغرب يحجم حتى الآن عن أي عقوبات على أمل أن تنجح المساعي الدبلوماسية.

زعزعة الاقتصاد

يؤدي مع ذلك التدهور السريع للعملة الروسية لزعزعة استقرار الاقتصاد المحلي، الذي يعاني من تضخم مرتفع للغاية، حيث تستورد روسيا العديد من السلع والمواد الغذائية من الخارج. نما الاقتصاد الروسي بنحو 4.3% العام الماضي، ليعكس مسار الهبوط الذي كان عليه في العام الأسبق نتيجة جائحة كورونا ويُتوقع أن يحقق نحو نصف هذا النمو في هذا العام وفي تاليه عند 2.5% تقريباً. الطبع سيكون الحال مجهولاً إن اندلعت حرب. ليس لدى البلد حاجز صد اقتصادي قوي يمكنه الاعتماد عليه، وقد تدفع الصدمة المفاجئة إلى ركود اقتصادي.

لن يستمتع بوتين برؤية الروبل ينهار أكثر. أعربت روسيا خلال مفاوضات "أوبك +" عن قلقها من أن ارتفاع سعر النفط سيزيد عملتها ضعفاً، رغم ذلك فقد يكون هناك بعض العزاء عبر امتلاء خزائن موسكو بالدولارات جرّاء ارتفاع أسعار النفط بسبب التوترات العسكرية الكبيرة في أوروبا.

يُتوقع أن يرفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة المستهدفة من 8.5% حالياً بمقدار 50 أو حتى 100 نقطة أساس في اجتماعه القادم في 11 فبراير. يجعل ضعف العملة تلك الخطوة أكثر إلحاحاً، وقد يكون هناك رفع بنقطة مئوية أو أكثر مع مرور الوقت. تعني التوقعات بارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 8.7% في يناير أن البنك المركزي يدخل في وضع رفع أسعار الفائدة. تناهز أسعار المنتجين 30%، فحتى كبار منتجي النفط والغاز مثل روسيا ليسوا محصنين من تضخم أسعار الطاقة أو الاختناقات اللوجستية التي يسببها فيروس كوفيد.

لا يرجح أن حال الروبل، رغم أهميتها إلى حد ما، ستكون وحدها قادرة على تغيير مسار الأحداث العالمية، فالقدرة الروسية على تحمل المعاناة أسطورية. مع ذلك، سيتعين على بوتين حساب تدهور العملة ضمن تداعيات غزوه الشامل لأوكرانيا، التي منها الازدراء الدولي والانهيار الكامل للأسواق المالية الروسية والاقتصاد المحلي برمته. هذا إن كان ما يزال يحسب.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

موسكو

4 دقائق

-7°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى -9°/-7°
6.6 كم/س
58%

أدق ساعة في العالم للبيع مقابل 3.3 مليون دولار

الساعة تعمل بتقنية الشبكة الضوئية المزودة بعنصر "السترونشيوم" ولا يتجاوز انحرافها ثانية واحدة خلال 10 مليارات سنة

time reading iconدقائق القراءة - 2
ساعات فاخرة معروضة في نافذة أحد المتاجر في زيورخ بسويسرا - المصدر: بلومبرغ
ساعات فاخرة معروضة في نافذة أحد المتاجر في زيورخ بسويسرا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

إذا كان الوقت يساوي مالاً، فإن الدقة على مستوى النانو ثانية يمكن قياسها بملايين الدولارات. وأطلقت شركة "شيمادزو"، المتخصصة في المعدات الدقيقة والتي يقع مقرها في كيوتو باليابان، ساعة جديدة تُعد الأكثر دقة في العالم، إذ لا يتجاوز انحرافها ثانية واحدة خلال 10 مليارات سنة. وتُعد هذه الساعة، التي تعمل بتقنية الشبكة الضوئية المزودة بعنصر السترونشيوم، الأولى من نوعها التي تُطرح تجارياً، ويبلغ سعرها نحو 500 مليون ين ياباني (3.3 مليون دولار).

ما هي أدق ساعة في العالم؟

تعتمد هذه الساعة على قياس الوقت عبر الانتقالات الضوئية للذرات المحصورة داخل موجات ضوئية ثابتة. جرى تطويرها بالتعاون مع جامعة طوكيو ومعهد الأبحاث "ريكن" (Riken)، وهي أكثر دقة بنحو مئة مرة مقارنة بساعات ذرات السيزيوم التقليدية، والتي تُستخدم حالياً في تحديد زمن الثانية.

بدأت الشركة بيع الساعة اعتباراً من اليوم، وتستهدف بيع 10 وحدات خلال 3 سنوات، سواء داخل اليابان أو في الأسواق العالمية، متوقعة استخدامها في الأبحاث العلمية المتقدمة. ووفقاً للشركة، فإن هذه الساعة هي الأكثر دقة المتاحة تجارياً، رغم أن هناك ساعات أخرى قيد البحث قد تحقق دقة أعلى في المستقبل.

تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

Tokyo

8 دقائق

11°C
غيوم متناثرة
العظمى / الصغرى 9°/12°
9.3 كم/س
36%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.